أهم أعمال الخليفة هارون الرشيد

من أهم أعمال الخليفة هارون الرشيد
- تنظيم البريد وتكثيف خدماته .
- استطاع القضاء على الفتن والتي منها فتنة البرامكة وحركة الخوارج.
- الاهتمام بالعلم والعلماء من خلال توسيع بيت الحكمة وهو عبارة عن مكتبة شملت أهم المؤلفات في مجالات العلم المختلفة.
- جعل بغداد مركزاً للعلم والأدب حيث اتسعت مدينة بغداد في عهده وأصبحت مقصداً للتجار وتنافس الناس في بناء المساكن والقصور.
- أصبحت الدولة العباسية في فترة حكمه دولة مهابة في داخل وخارج البلاد كما انتشر الاستقرار والأمن في أراضيها ووصلت إلى ذروة اتساعها في فترة حكمه.
- تتطور الدولة العباسية حضارياً كما أن فترة حكم هارون الرشيد سميت بالعصر الذهبي للدولة الإسلامية وخاصة في مجال العلم والتعلم فقد كثر أعداد العلماء المسلمين وزادت إنجازاتهم العلمية.[1]
من أهم أعمال الخليفة هارون الرشيد تنظيم البريد وتكثيف خدماته
اهتم هارون الرشيد بتنظيم البريد وتكثيف خدماته حيث أنشأ شبكة دقيقة من الخطوط البريد والتي تضمن سرعة تلقي الاتصالات.
وقام بتقسيم خطوط البريد إلى محطات وكان في كل محطة عدد معين من الخيول والعمال وكل ما يمكن أن يحتاجه البريد من العلف والطعام والمياه، وقد زادت مهام منظمة البريد في العصر العباسي.
فقد أصبح من أهم مهامها إخبار الخليفة بجميع الأخبار والحوادث التي تكون في جميع أنحاء البلاد وأول من أنشأ ديوان للبريد هو معاوية بن أبي سفيان وفي خلال العصر الأموي أصبح البريد مهماً في الحروب والأخبار العسكرية.[2]
صفات هارون الرشيد
- الشجاعة.
- حب العلم.
- التقوى وعابداً مخلصاً لله.
- الحكمة والكياسة.
الشجاعة : كان من الصفات المعروف بها هارون الرشيد قبل أن يتولى الحكم الفروسية والشجاعة فقد كان محباً للجهاد في سبيل الله حتى بعد أن تولى حكم البلاد، وأول معركة شارك فيها كانت في عام 165 هجرية وانتصر فيها انتصاراً كبيراً فقد أعطى اهتماماً عظيماً للجهاد في سبيل الله والقتال.
حب العلم : من الصفات التي اشتهر بها هارون الرشيد حبه للعلم والعلماء وقد ظهر ذلك في إنشائه لبيت الحكمة والتي كانت مرشداً للعلم والعلماء في ذلك الوقت، وقد كان يشرف على بيت الحكمة يوحنا بن ماسويه وقد كانت تحتوي على آلاف الكتب من بلاد اليونان وفارس والهند والأناضول كما أنه جعل بيت الحكمة عبارة عن أقسام مثل قسم خاص بالترجمة وقسم خاص بالكتابة وقسم خاص بالنسخ وقسم خاص للمحاضرات.
التقوى وعابداً مخلصاً لله : فقد قيل أنه كان يقوم الليل بمئة ركعة وقد كان يتصدق في اليوم الواحد بألف درهم.
الحكمة والكياسة : حيث أنه كان دائماً على دراية بالمخاطر التي قد تلحق بالدولة الإسلامية قبل الوقوع فيها سواء كانت تلك المخاطر من البعيد أو القريب وقد أدرك خطر البرامكة الفرس على الدولة الإسلامية، وعلى الرغم من أنه قد استعان بهم في إدارة شئون الدولة مما جعله يسعى لتقليل نفوذهم من خلال أنه أصدر أمراً بالقبض عليهم وأخذ أموالهم وبيوتهم وقد سمى ذلك نكبة البرامكة.[3]
خلافة هارون الرشيد
تولى الحكم بعد وفاة أخيه موسى الهادي الذي مات فجأة وكان ذلك في الرابع عشر من ربيع الأول عام 170 هجرية وقد كانت فترة ولايته مليئة بالإنجازات سواء داخل البلاد أو خارجها فلم يكن هارون منشغلاً بالمتع واللعب بعيداً عن إدارة دولته.
ولكنه كان يغزو سنة ويحج بيت الله سنة وقد أعطى إدارة الوزارة إلى خالد البرمكي الذي نهض بالدولة واقتصادها وأثبت كفائته في منصبه وقد زاد أموال الخراج حتى وصلت ذروتها.
وأعلى أموال خراج في تاريخ الدولة الإسلامية حيث بلغت 400 مليون درهم وكانت تلك الأموال حلالاً ليس فيها ظلم أو اعتداء على حق أي فرد في الدولة حيث أن القاضي أبو يوسف وضع قانوناً لأموال الخراج تتفق مع الشريعة الإسلامية.
وفي وقت خلافة هارون الرشيد إزداد بناء المساجد والقصور وحفر الأنهار وخاصة في بغداد التي حظت على الاهتمام الأكبر وزاد عدد السكان بها فقد وصل إلى مليون نسمة.
وأصبحت أكبر مركز للتجارة وتميز الأسطول الإسلامي في زمن خلافة الرشيد بالحيوية والنشاط فقد كان يقيم حروباً مع الروم كل عام مما جعل الروم تقدم مصالحة وهدنة مقابل دفع جزية سنوية واستطاع السيطرة على الملاحة في البحر الأبيض المتوسط.[4]
البرامكة في عهد هارون الرشيد
كان وزير هارون الرشيد جعفر بن يحيي البرمكي والذي كان يستعين به في الحكم ولكن فجأة قد أمر بقتله ووضع أسرته في السجن واختلف المؤرخون في تحديد سبب ما فعله الرشيد بعضهم قال أنه مجرد غدر وخيانة من الرشيد.
ولكن أكدت المصادر التاريخية أن الرشيد كان رجلاً صالحاً وتقياً ولا يضيع عنده حق ولكن السبب الحقيقي سبباً سياسياً حيث اكتشف الرشيد أن البرامكة يستغلوا نفوذهم وسلطتهم وطمعهم في أموال الدولة.
فقد أوضح التاريخ أن الرشيد قد ذكر ليحيي البرمكي أربع عشرة قضية كانت كل واحدة منهم كافية للتخلص منه، وقد أعطى لهم الفرصة ليرجعوا إلى صوابهم ولكن الأمر تفاقم وقد قال الجهشياري أن جعفر البرمكي قال لبعض لأحد أقرباء الرشيد (والله لئن كلفنا الرشيد بما لا نحب ليكونن وبالاً عليه سريعاً)، مما دفع الرشيد لتدبير خطة حتى يتخلص منهم دون حدوث ضجة أو مشاكل.[5]
نبذة عن هارون الرشيد
ولد الرشيد في بلدة الري التي كانت تقع في بطبرستان وكان ذلك في أول محرم لسنة 149 وقد تولى الخلافة في الثاني عشر من ربيع الأول لعام 170 هجرية.
واستعان بيحيي بن خالد البرمكي وزيراً ومعيناً في إدارة شئون البلاد وفي عام 175 أصدر الرشيد قراراً بأن ابنه محمد ولقبه الأمين ولي العهد وقد كان في عمر خمس سنوات.
وفي عام 182 أصدر قراراً بأن ابنه عبدالله هو ولي العهد بعد محمد الأمين وكان لقبه المأمون وأعطاه ولاية خراسان والثغور والجزيرة وقد مات في عام 193 وقد تولى الخلافة 23 سنة وشهرين و18 يوماً بعد أن قضى فترة خلافة مليئة بالانجازات وبالنهضة العلمية والتجارية.[6]
أبناء هارون الرشيد من زبيدة
محمد الأمين .
ولد محمد الأمين في نفس السنة التي تولى فيها أبوه الخلافة والتي كانت في عام 170 هجرية حيث ولد بعد أخيه المأمون بستة أشهر وقد كانت طفولة محمد الأمين مليئة بالترف والسعادة والمرح.
ومن المعلمين الذين تعلم على أيديهم حمادة عجرد الذي أصبح رواية العرب الشهير وقطرب النحوي وقد كان يتميز محمد الأمين منذ صغر سنه بالذكاء وفصاحة اللسان كما أنه كان خفيف الظل وكان كريماً وقد أصبح ولياً للعهد في السادس من شعبان لعام 175 حيث كان في عمر الخامسة بعد محاولات من أمه وأخواله.
على الرغم من أن الرجاحة كانت لأخيه المأمون ولكن كانوا يتحججون بأنه هاشمي الأبوين، ثم تولى الحكم وهو في عمر الثالثة والعشرون مما جعل الفتنة تنشب بينه وبين أخيه المأمون.
مما جعل الأمين يبعد أخيه عن ولاية العهد وحرضه على ذلك الوزير الفضل بن الربيع مما جعل المأمون يستقل بولاية خراسان وقد أعطى الأمين ولاية العهد لموسى بن الفضل بن الربيع مما أغضب أهل خراسان من الأمين وأقاموا الحرب عليه.[7]