امثلة هداية التوفيق

من امثلة هداية التوفيق
هداية الله سبحانه وتعالى المسلمين للدين الإسلامي .
هداية التوفيق من المعاني التي تحدث بها الله سبحانه وتعالى في القرآن كثيرًا، وكذلك الهداية بوجه عام وأنواعها، فالهداية هي من النور الذي يقذفه الله تعالى في قلوب عباده لفعل الخيرات وأداء العبادات والفروض التي فرضها الله عليهم، وإقامة التشريعات في الأرض كما أنزلها الله سبحانه وتعالى.
الهداية كما جاء في القرآن الكريم من الله وحده ولا يستطيع أحد هداية أحد آخر إلا بأمر الله فقال سبحانه وتعالى في سورة الزمر 23: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} وأيضًا في سورة الأنعام 39: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، لذلك ندعو دائمًا في صلاتنا عند قراءة سوؤة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأن الهداية ليست بيد أحد إلا الله.
إن من الأمثلة الظاهرة والمهمة لهداية التوفيق هداية الله تعالى المسلمين للدين الإسلامي، فالمسلم إذا وقف وتأمل نعم الله عليه سيجد أن أجل نعمة يجب أن يشكر الله عليها ويحمده هي هدايته إلى الدين الإسلام.
المسلم يولد على فطرة الإسلام ولكن أبواه يكون لهم اليد في أن يبقى على الدين الإسلامي أو يتنصر وذلك بنص حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه”، فهداية الأب والأم إلى الإسلام هي من توفيق الله وهدايته، وهداية الطفل بعدما يكبر إلى ترك النصرانية أو اليهودية لاعتناق الإسلام فهو من أعظم أمثلة التوفيق والهداية التي يمكن أن يحظى بها أي إنسان.
من الواجب على كل إنسان أراد الله له أن يبقى على الفطرة منذ ولادته، أو أي إنسان أراد الله أن ينير بصيرته فاعتنق الإسلام أن يحمد الله كثيرًا في كل وقت على هذه النعمة، وأن يدعوه بالهداية الدائمة وإنارة البصيرة.[1][2]
الهداية وأنواعها
- الهداية العامة.
- هداية الإرشاد.
- الهداية إلى الجنة والنار.
- هداية التوفيق.
ذكرت الهداية في القرآن الكريم مرات عديدة رغم اختلاف أنواعها في المواضع التي ذكرت فيها، ولكن في كل الأحوال الهداية بيد الله تعالى، والعبد مطالب بالأخذ بأسباب الهداية جميعها حتى ينالها برضى الله سبحانه وتعالى، فلا بد أن يصبر ويثبت ويبدأ بطريق الاستقامة.
رزق الله سبحانه وتعالى الإنسان عقلًا منيرًا يستطيع من خلاله التمييز بين الغث والسمين، وكذلك رزقه إرادة حرة يستطيع الاختيار من خلالها، فيفرق ويختار الحق أو الباطل، الهدى أو الضلال ولكن كل هذا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، فالإنسان إذا جاهد لترك المعاصي وللحصول على الهداية فلا بد من باب المنح التي يمنحها الله لعباده أن يرزقه الهداية.
المجاهدة شيء عظيم، والله تعالى يرزق ويهدي من هو أهل للهداية فقال الله تعالى في سورة الصف: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، وكذلك يقول الله تعالى في سورة المائدة: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ}.
الهداية أربعة أنواع تختلف في طبيعتها، وطبيعة الأشخاص الذين يحظون بكل نوع منها، وهذه الأنواع الأربعة هي:
الهداية العامة: أول نوع من أنواع الهداية ويأتي في المرتبة الأولى لأنه الأعم ويشمل جميع الكائنات الحية على سطح الأرض وهي الهداية العامة، والهداية العامة المقصود بها أن الله سبحانه وتعالى هدى كل كائن خلقه على هذه الأرض إلى معاشه والأشياء التي تساعده على العيش وكيفية الحصول عليها، حتى أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ}، فالله سبحانه وتعالى خلق فأحسن الخلق، ثم سوّى الإنسان في أحسن صورة ثم هداه إلى طريقة العيش.
الهداية العامة ليس المقصود بها الهداية إلى الإيمان والضلال، أو الخير والشر، بل هداية الإنسان والحيوان إلى المعاش، أي خلق كل شيء وهداه إلى ما يفيده ويقوم به حياته، كما قال الله سبحانه في سورة طه {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ}.
يتم إطلاق مسمى آخر على الهدايا العامة وهو الهداية التكوينية أي التي أعدها الله وخلقها في طبيعة كل كائن موجود، حيث تسري طبيعة كل كائن داخله، فتجعل الفأر يفر من الهرة، والهرة تفر مما هو أكبر منها، وتهدي الطفل إلى أمه، والحيوان الصغير إلى أمه أيضًا ولكن باختلاف الكيفية.
هداية الإرشاد: المرتبة الثانية من مراتب الهداية هي هداية الإرشاد، وهذا النوع من الهداية قد خص الله به الرسل، فالرسول يهدي بالبيان والإرشاد، والإرشاد معناه إرشاد المكلفين وبيان الدين وشرائعه لهم حتى يؤدوها بحقها.
هداية الإرشاد لا تستلزم اتباع الحق ولا تستلزم التوفيق فالهداية ليست شرطًا لتحقيقها بل هي تتوقف عند الإرشاد والبلاغ فقط، فالتوفيق والهداية شرطهما حدوث العلم، ولكن التوفيق ليس دائمًا نتيجة للعلم، فهناك الكثير من الناس من يعلمون تعاليم الإسلام ولا يؤدونها.
من أمثلة هذا النوع من الهداية في القرآن، هو بلاغ قوم ثمود من خلال سيدنا صالح عليه السلام فقال الله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، وأيضًا قال الله تعالى في سورة التوبة: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، فالله لا يعاقب قومًا إلا إذا أرسل لهم رسولًا يدعوهم للهداية والرشاد.
الهداية إلى الجنة والنار: يتحدد مصير الخلق جميعًا يوم القيامة من خلال أعمالهم الصالحة في الدنيا، فبعضهم يدخل الجنة، والبعض الآخر سيدخل النار وهذا أيضًا نوع من الهداية، فالهداية هنا بمعنى الدخول، فقال سبحانه وتعالى فيمن سيدخلون الجنة: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}، فهدايتهم هنا بمعنى دخولهم إلى الجنة لأنهم قتلوا في سبيله.
أوضح الله سبحانه وتعالى الهداية إلى النار فقال: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [1][3][4]
ما هي هداية التوفيق
تعني وجود الأثر .
هداية التوفيق والإلهام واحدة من مراتب الهداية، وهداية التوفيق تعني وجود الأثر وهو التوفيق، فهي تختلف عن هداية الإرشاد التي لا تستلزم وجود التوفيق أو القيام بالفعل.
الله سبحانه وتعالى يعطي هذه الهداية لعباده الذين دائمًا ما يلتزمون بالعبادة ويحاولون الحصول على الهداية، وتستلزم هذه الهداية أمرين، فعل الله سبحانه وتعالى فهو الذي يهدي، وفعل العبد وهو القيام بأثر هذه الهداية، فقال الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}.
هداية التوفيق والإلهام خاصة بالله سبحانه وتعالى وحده لا يستطيع أحد من الأنبياء ولا الرسل القيام بها، وهي المقصودة في الآية: {إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ}، فهذا تنبيه إلى أن الرسول لا يهدي أحد رغم حرصه على هداية قومه، وأن الله وحده بيده الهداية والضلال.[3][4]