ماهي أقدم الأشجار التي مازالت موجودة إلى يومنا هذا

أقدم الأشجار التي مازالت موجودة إلى يومنا هذا هي

شجرة الصنوبر (Pinus longaeva) . 

تُعد شجرة الصنوبر (Basin Bristlecone pines) أو المعروفة بالانجليزية باسم (Pinus longaeva) واحدة من أقدم الأشجار المعمرة حتى الآن بدون استنساخ، حيث تتمع هذه الشجرة بالقدرة العالية على العيش تحت ظروف بيئية قاسية وظروف نمو معاكسة تمامًا، حيث تكون متواجدةً بشكل أصلي، ومتجذرة في التربة الحجرية، لتقاوم كافة الظرروف البيئية داخليًا وخارجيًا لتستطيع العيش والصمود على مر العصور والبقاء حية لتبلغ من العمر مايصل إلى 4842 عامًا.

وأشجار بريستليكون (Bristlecone) نادرة للغاية، حيث توجد فقط في كاليفورنيا ونيفادا ويوتا، ويوجد عدد من الفرضيات المحتملة لتفسير سبب تواجدها في هذه المناطق، فيمكن أن يعود سبب انتشارها إلى حركة الرياح المستمرة، أو هجرة وسفر بعض الطيور المنقرضة أو غير المنقرضة بها مثل كسار البندق (Clark’s nutcracker) إلى المناطق النائية ذات الإرتفاع العالي، وفى وقتنا الحالى تضم حديقة جريت باسين الوطنية (Great Basin National Park ثلاث بساتين مختلفة من صنوبر بريستليكون وهم: Wheeler Peak و Mount Washington و the Eagle Peak.

وتنمو أشجار بريستليكون  ببطء شديد في ظروف بيئية قاسية للغاية حيث تستطيع العيش في درجات حرارة أقل من درجة حرارة الصفر، ورياح عاتية شديدة تستطيع نحت التلال الحجرية كما تستطيع جعلها ملتوية بشكل كبير، وعلى ارتفاعات شاهقة، وفي تربة من الصخور الجيرية التي لاتستطيع أغلب النباتات العيش بها، مما ساعد على بطء النمو الخاص بأشجار بريستليكون، حتى أنها في بعض السنوات لا تضيف حتى حلقة نمو واحدة.

ويساعد النمو البطئ لأشجار بريستليكون على جعل الخشب الخاص بها كثيفًا للغاية، مما ساعدها على مقاومة الحشرات والفطريات والعفن والتآكل، كما تساعد التربة الصخرية الجيرية على حمايتها من حرائق الغابات.

وتستطيع أشجار الصنوبر بريستليكون أن تعيش على ارتفاعات منخفضة، مما يسمح لها بالنمو بشكر أسرع، ولكنها في هذه الحالة تكون عرضة لحرائق الغابات مما يمنعها من الإستمرار بالعيش لأعمار أسطورية أو نحتها بشكل ملتوي. [1]

هل هناك كائنات حية أكثر عمرًا من شجرة الصنوبر

نعم، هناك كائنات حية أكثر عمرًا من شجرة الصنوبر بريستليكون (Bristlecone) ولكنها مستنسخة. 

وتُعرّف الكائنات الحية المستسخة على أنها مجموعة من النباتات أو الفطريات أو البكتيريا المتماثلة وراثيًا التي يمكن أن تُستنسخ بشكل غير جنسي مثل التكاثر عن طريق الجذور في الكثير من النباتات أو التكاثر بالأبواغ في الفطريات والطحالب. [1][2]

وتُعد شجرة الصنوبر بريستليكون أطول الكائنات الحية غير المستنسخة عمرًا، بينما الكائنات الحية الأطول عمرًا منه تكون في العادة كائنات مستسخة مثل أشجار الحور الرجراج الموجودة في جبال واساتش في ولاية يوتا المُقدر عمرها بحوالي 80000 عام والتي تقوم باستنساخ المزيد من أشجار أو شجيرات جديدة من خلال الجذور مما يجعلها تظهر بمظهر النبات المُعمر وهذا ليس بصحيح.

أما عن شجرة الصنوبر بريستليكون، فهي أقدم الأشجار غير المستنسخة على هذا الكوكب، وتبلغ من العمر مايصل إلى 4842 عامًا بشكل فردي أصيل، فقد كانت هذه الشجرة في عصر الحضارة المصرية مجرد شجيرة صغيرة، وعندما كانت الحضارة الصينية تشق طريقها على ضفاف النهر الأصفر كانت هذه الشجرة قد بلغت من العمر أكثر من 500 عام. [1][3]

شجرة الصنوبر بروميثيوس

في صيف عام 1964، بدأ العالم الجغرافي دونالد آر كوري (Donald R. Currey) بحثًا حول علوم الجليد في العصر الجليدي مستخدمًا واحدة من أشجار الصنوبر بريستليكون تُعرف من قبل متسلقي الجبال المحليين باسم بروميثيوس، حيث حصل على إذن من دائرة الغابات بالولايات المتحدة لأخذ عدد من العينات من أشجار البريستليكون التي تترعرع في بستان Wheeler Peak لمحاولة استشفاف سمات الجليد الذي نمى على هذه الأشجار في العثور القديمة وهناك وجد هذه الشجرة بروميثيوس التي اعتقد أن عمرها قد يزيد عن 4000 عام.

استخدم كوري ميزة التعمير لأشجار الصنوبر لدراسة تغير المناخ الحادث في الماضى، حيث بدأ كوري في دراسة الإختلافات الموجودة في عرض أشجار الصنوبر التي يعتقد أن عمرها يزيد عن 4000 وذلك لتحديد الأشكال المختلفة لمراحل النمو الجيدة والسيئة في الماضي، مُعتبرًا إيّها سجل مناخي غابر قد خُزِّن به بيانات الطقس لآلاف السنين داخل حلاقاتها.

ومن المتعارف عليه علميًا أن أشجار الصنوبر غالبًا ما تنمو بطريقة ملتوية على ارتفاعات عالية وبها بنية قطاعية تدل على أنها مدعومة بجذور كبيرة، وتُغذي هذه الجذور أقسام الشجرة فوقها مباشرة فقط، وعندما يموت جذر ما لأي سبب يموت معه فقط قطاع الشجرة فوق، واستغل كوري ذلك.

فلسبب ما، لم يستطع كوري تسلق هذه الشجرة، ولكنه كان بحاجة شديدة إلى مقطع عرضي كامل لفحص حلقات الشجرة بشكل أفضل، واستطاع الحصول بشكل ما على إذن من دائرة الغابات بقطع الشجرة، وبالفعل تم قطع الشجرة لتكشف عن عدد حلقاتها البالغ 4862 حلقة نمو، أي تبلغ 4862 عام، ولكن من المحتمل ألا تتشكل حلقة النمو كل عام وذلك نظرًا للظروف القاسية التي بنمو بها النبات ليُقدر بذلك عمرها بـ 4900 عام.

بعد وفاة بروميثيوس، تم العثور على شجرة صنوبر أخرى تبلغ من العمر 4847 عامًا في الجبال البيضاء في كاليفورنيا، وفي عام 2012 ثبت وجود شجرة صنوبر بريستليكون آخرى في نفس المنطقة تبلغ من العمر 5065 عامًا، ويُعتقد وجود المزيد من الأشجار التي لم تُأرخ بعد. [1]

تقدير عمر الشجرة إعتمادًا على نوعها

هناك الكثير من الطرق المستخدمة لقياس عمر الشجر بشكل تقريبي مثل عد حلقات النمو لجذع شجرة مقطوع أو بأخذ عينة أساسية باستخدام حفار، ولكن هذه الطرق قد تجرح النبات بشكل ما أو آخر، كما يمكن تقدير عمر الشجرة إعتمادًا على نوعها ومعدل نموها وهو من أكثر الطرق سلمية للحفاظ على الأشجار والغابات.

ويختلف معدل نمو الأشجار بإختلاف كل نوع، حيث يتميز كل نوع بعدد من الصفات الوراثية التي تجعله مختلفًا عن النوع الآخر، وحتى في النوع الواحد يمكن أن يختلف معدل النمو من نبات لآخر وفقًا للظروف البيئية المحيطة به، حيث أُخذ نصًا عن الجمعية الدولية للأشجار (ISA) أنَّ ” معدلات نمو الأشجار تتأثر بشكل كبير بظروف مثل توافر المياه، والمناخ، وظروف التربة، وإجهاد الجذور، والتنافس على الضوء، وحيوية النبات بشكل عام”

وقد طورت الجمعية الدولية للأشجار (ISA) عمليات حسابية مترابطة تساعد على إعطاء صورة تقريبة لعمر شجر الغابات وتحديدها معتمدة على عامل النمو الخاص بالنوع الواحد على المستوي الإقليمي أو الخاص بالأنواع، وقطر الشجرة المراد معرفة عمرها، ويمكن إتباع الخطوات التالية لتحديد عمر الشجرة وفقًا للنوع:

• أولًا، تحديد نوع الشجرة.
• ثانيًا، قياس القطر عن طريق قياس المحيط الخاص بالشجرة، ويمكن إجراء هذه العملية الحسابية لتحديد قطر الشجرة وهي، القطر = المحيط ÷ 3.14
• أخيرًا، حساب عمر الشجرة عن طريق ضرب قطر الشجرة في عامل النمو الخاص بها، ويمكن صياغة هذا القانون كما يلي،  عمر الشجرة = قطر الشجرة ×معامل نمو النوع.

مثال: لدينا شجرة القيقب الأحمر، وقد تم تحديد عامل النمو الخاص بها الذي يصل إلى 4.5، وكان قطره يبلغ 10 بوصات، إذن عمر هذه الشجرة يبلغ 45 عامًا وفقا لقانون حساب عمر الشجرة المساوي لقطر الشجر ×معامل نمو النوع. [4]