العلامات التي تدل على الخشوع في الصلاة

من العلامات التي تدل على الخشوع في الصلاة
أن يخرج العبد من الصلاة مطمئن .
أن من أكثر العلامات التي تدل على الخشوع في الصلاة هي أن يخرج العبد من صلاته وهو مطمئن البال، صافي الذهن لا يحمل هم الدنيا ولا مصائبها مُقبل على الحياة، والخشوع في الصلاة يتطلب حضور القلب وتذكر أنك بين يدي الله ترجو رحمته وتخشى عقابه سبحانه وتعالى، والإقبال على الله عز وجل مع استحضار عظمته والدعاء بما تهوى على شرط ألا يكون دعاء بإثم ولا قطيعة رحم.
وهناك بعض الأدعية التي يحبب للمسلم قولها قبل الدخول في الصلاة لتساعد على الخشوع مثل الدعاء بالرحمة والمغفرة وصلاح الحال والهداية، فيقول العبد مترجي رب العزة سبحانه وتعالى، اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم اهدني إلى صراطك المستقيم، اللهم اصلح لي ولدي وبارك لي في رزقي ومالي وزوجي وأولادي، اللهم تقبل دعائي وسدد خطاي وارزقني الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب، يظل المسلم يدعو ربه سواء كانت تلك الدعوات منقولة أو غير منقولة ما لم ترشد إلى إثم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء: (ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن تدخر له دعوته في الآخرة، وإما أن تعجل له في الدنيا، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا، يا رسول الله، إذن نكثر، قال الله أكثر )، وبهذا دلنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على سبب آخر من أسباب الخشوع في الصلاة وهو الدعاء لله عز وجل، وقد أشاد الله بالمؤمنين الخاشعين في كتابه العزيز في سورة المؤمنون ووصف فعلهم بالفلاح فقال عز وجل قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون.
كما أنه من ضمن الأدلة والعلامات الأخرى وأيضًا من ضمن الأسباب القوية التي تساعد على الخشوع الصلاة هي ترك المعاصي وجهاد النفس والحذر في الوقوع فيما يغضب الله عز وجل، منضم الأسباب الأخرى التي تساعد على الخشوع في الصلاة وأيضًا من ضمن علاماته أن تدخل وتخرج من الصلاة وأنت خالي القلب، أي ليس لديك مشاغل ولا تُكفر في شيء ولو حتى كان طعام أو شراب أو قضاء حاجة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان فإذاعندك حاجة إلى البول، أو الغائط، بدأت بذلك طعام حاضر، بدأت بذلك، شغل شاغل إزالته، واسترحت منه، حتى تدخل الصلاة وأنت خاشع القلب، حاضر القلب، الفريضة والنافلة ). [1]
موانع الخشوع في الصلاة
- معصية الله عز وجل.
- ظلم المسلم لأخيه.
- الانشغال بالدنيا.
- عدم معرفة قدر الصلاة.
- عدم الإحساس بنعمة الله.
- عدم إجلال الله سبحانه وتعالى.
لموانع الصلاة أسباب كثيرة ومن أهمها الإنشغال بالدنيا ودخول الصلاة والقلب ممتلئ بالأحاديث الخارجية، والتي يجب التخلص منها قبل الدخول في الصلاة حتى يخشع القلب، فالخشوع في الصلاة من السنن المؤكدة وذلك باتفاق الأمة الأربعة الحنابلة والشافعية والمالكية، كما أن هناك أدلة من الكتاب والسنة فقال الله سبحانه وتعالى قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، أما من السنة النبوية والتي يحاكي فيها النبي عن حديث النفس وآثاره على الخشوع فقال، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ تجاوَزَ عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أنفُسَها ما لم تعمَلْ أو تتكلَّمْ )، وهناك الكثير من الموانع الأخرى التي يجب الحذر منها وإليك هي:
معصية الله عز وجل: إن طاعة الله سبحانه وتعالى من الأرزاق التي تمنعها الذنوب والتي تؤثر على علاقة العبد بربه وبالتالي على مدى خشوعك في الصلاة، فإذا أردت أن تخشع في صلاتك فعليك أن تجعل قلبك يخشع لله أثناء الصلاة فلا تكون حاضر ببدنك فقط وتؤدي حركات لا أكثر، بل عليك أن تُحضر قلبك قبل بدنك وتتدبر في صلاتك فتعقل أمرك وتهجر ذنبك وتتوب لله عز وجل حتى تنال شرف الوقوف بين يديه بقلبًا خاشع، وقد تحدث الكثير من العلماء عن هذا مثل ابن القيم وإبراهيم بن أدهم والحسن البصري، فقالوا لا تعصِ الله بالنهار وهو يقيمك بالليل، وأن من حرم الخيرات والطاعات قيدتهم خطاياهم وحالت بينهم وبين جمال الطاعة ولذة الخشوع.
ظلم المسلم لأخيه: من الممكن أن يكون ظلم المسلم لأخيه في هتك عرض أو أكل حق بالبطال أو الغيبة وذكره بما ليس فيه، فمن يفعل ذلك حُرم من لذة الخشوع وقد قال سهل بن عبدالله التستري رحمه الله: (حرام على قلب أن يدخله النورُ وفيه شيء مما يكرهه الله ).
الانشغال بالدنيا: الانشغال بالدنيا والهموم وكثرة التفكير تجعل الذهن غير صافي، وبالتالي يدخل العبد الصلاة وباله مشحون بالهموم فلا يستطيع التركيز في الصلاة.
عدم معرفة قدر الصلاة: من دخل الصلاة واستهان بها مُنع من لذة الخشوع فيها، فعدم معرفة قدر الصلاة وأن هي النهر الذي تغسل فيه ذنوبك وهمومك هو الذي يؤدي بك إلى عدم الخشوع.
عدم الإحساس بنعمة الله: أن الصلاة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى في حد ذاته نعمة يجب شكر الله عليه، فكم من مريض لا يستطيع الوقوف، وكم من أبكم وأصم لا يستطيع الحديث مع الله عز وجل بلسانه وذكره، وكم من أعجمي لا يستطيع قراءة القرآن بشكل يسير.
عدم إجلال الله: لقد قال الله تبارك وتعالى في سورة الزمر وما قدروا الله حق قدره، وهذا دليل من رب العزة على تفاني العباد في قدر الله عز وجل، وبالتالي يتهاونون في فرائضه. [2] [3]
قصص عن الخشوع في الصلاة
قصص الخشوع في الصلاة كثيرة ومنها ما ورد عن الصحابة ومنها ما ورد عن التابعين واتباع التابعين، فقد قال القاسم بن محمد رضي الله عنه: (غدوت يوما وكنت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها فإذا هي تصلي الضحى وتقرأ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ، وتبكي وتدعو وتردد الآية، فقمت حتى مللت وهي كما هي، فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت أفرغ من حاجتي ثم أرجع ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد وتبكي وتدعو ).
وهناك من الصحابة من كان يسجد فتقع العصافير على ظهره كأنه حائط، وأبو عبد الله البناجي رحمه الله كان يصلي بالناس ويطول بهم حتى يُسمع نفيرهم ومع ذلك لا يخفف من صلاته حتى فزعوا فقالوا له هل أنت جاسوس قال لا ولم هذا، قالوا له لقد صيح بالنفير وأنت كما أنت لم تخفف، فقال لهم ما حسبت أن يكون أحد في الصلاة فيقع في سمعه غير كلام الله عز وجل.
وقد سُئل خلف بن أيوب رحمه الله في يوم: (ألا يؤذيك الذباب في صلاتك فتطردها قال، أريد أن أعود نفسي أن لا يفسد عليً شيء في صلاتي، قالوا وكيف تصبر، فقال لهم، لقد بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان فيقال، فلان صبور وكانوا يفتخرون بذلك وأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة ولا أصبر ). [4]