ما هي أول قبة في الإسلام

ما هي أول قبة في الإسلام
مسجد قبة الصخرة في القدس .
على الرغم من اشتهار المسلمون بالقباب إلا أنه لم يكن أصل القباب اختراع إسلامي أصيل، ولكن قد قام المهندسون المعماريون المسلمون ببدأ استخدام تلك التحفة المعمارية في القرن السابع، ويرجع ذلك إلى استمدادهم لتأثيرات الإمبراطورية الساسانية في إيران وأيضًا من الإمبراطورية البيزنطية، فقاموا ببناء الكثير من المساجد ذات القباب وأبدعوا فيها واشتهروا بها وأصبحت إلى حد كبير منسوبة إلى المعمار الإسلامي.
أن أول مبنى تم بناؤه على يد المسلمين بقبة هو مسجد قبة الصخرة الموجود على جبل الهيكل في مدينة القدس فلسطين وهو ما يتحير منه البعض ويعتقدون أنه المسجد الأقصى لوجوده في نفس المربع، ويعتبر مسجد قبة الصخرة من أقدم المساجد التي تم بناؤها والذي ظل قائم حتى الآن بدون أي تغيير، فقد تم الانتهاء من بناؤه في حوالي عام 691 أو 692، وهو عبارة عن ضريح سداسي الشكل تم بناؤه فوق حجر يُعتقد أنه نقطة انطلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء رحلته إلى الله نحو السماء وهي رحلة الإسراء والمعراج.
مسجد قبة الصخرة من المساجد البارزة المميزة، وقد تم تزيين جميع جدران المسجد الخاجية بمجموعة من البلاط قد تم جلبه من تركيا وهو ما يُسمى ببلاط إزنيق، فشكل المبنى بالكامل يعرض تأثيرات العمارة البيزنطية، مردد شكل الشهداء البيزنطي والذي يستخدم بشكل تقليدي من أجل حفظ القطع الأثرية والآثار المقدسة، كما شُيدَ فوق المبنى قبة من الخشب مغطاة بالذهب،وكما هو ملاحظ من قبل أن تصميم قبة الصخرة والهندسة المعمارية البيزنطية متأثرين ببعضهما بشكل كبير جدًا والتي كانت معظمها قديمًا تشبه قباب الكنائس المحيطة به، بالإضافة إلى تشابه تصميم الضريح مع الشهداء البيزنطي، كما تأثرت القبة أيضًا بقباب كنائس الإمبراطورية البيزنطية القديمة.
كما أنه بالقرب من مسجد قبة الصخرة توجد كنيسة القيامة والتي تعتبر هي أيضًا من أحد القباب المميزة في مدينة القدس، فقبة كنيسة القيامة عبارة عن تذكير للقبة التي كانت تُزين المسجد الإسلامي، إلا أنها غير مطلية بالذهب، تم بناء كنيسة القيامة في القرن الرابع بأمر من الإمبراطور قسطنطين الأول، فأمر ببناؤها فوق هيكل المسيح المزعوم وأيضًا فوق جبل الجلجثة وهو الموقع الذي يعتقد النصارى أن المسيح ابن مريم قد صُلب فيه ولكن المسيح لم يُصلب ولم يمت ولكن شُبه لهم وقد رفعه الله سبحانه وتعالى إليه،
ويُعتقد أن بأمر الإمبراطور ببناء الكنيسة فوق الهيكل أنه استهزاء بالمسيحية، وبما أن كنيسة القيامة كانت أول كنيسة ذات قبة وتم بناؤها قبل مسجد قبة الصخرة، فقام المعماريون المسلمون باتباع نموذج قبة الكنائس من أجل بناء مسجد قبة الصخرة حتى أصبح المسجد الأكبر والأكثر إعجاب حتى يومنا هذا، فتم استخدام الذهب من أجل تغطية القبة، كما قام المسلمون باستخدام الآيات القرآنية من أجل تزيين الجزء الخارجي والداخلي من المرقد حيث تتضمن الآيات إنكار ربوبية المسيح وأنه ليس ابن الله ولكنه عبد الله ورسوله.
أما في عام 532 بعد الميلاد، كان قد تم الانتهاء من كنيسة آيا صوفيا أو Ἁγία Σοφία، كما هي باللغة اليونانية القديمة، والتي كانت في الأساس كاتدرائية تابعة للأرثوذوكس، ثم بعد ذلك أصبح كاتدرائية تابعة للكاثوليك، وبعد فتح القسطنطينية في العهد العثماني أصبح مسجد آيا صوفيا أكبر مسجد في مدينة اسطنبول بتركيا والتي حولته إلى متحف ثم عاد ثانيًا إلى مسجد في عام 2020، ولكن في عهد الإمبراطورية البيزنطية كان قد تم تطويره كَـ كنيسة وذلك في شكلها الثالث والأخير بعد تدمير الكنائس الأولى والثانية، كان قد تم تصميم هيكل مختلف تمامًا مقارنة بما سبق وذلك كان في عهد الإمبراطور جستنيان، والذي قال أنه كان يرغب في بناء أكبر من هذا بكثير وأفخم كالذي تم بناؤه في نفس الموقع قبل 200 عام تقريبًا.
تم تعيين Isidore of Miletus و Anthemius of Tralles كمهندسين معماريين، فقاموا بإنشاء أحد أكثر الأعمال شهرة في العمار البيزنطية، وهي عبارة عن قبة كبيرة وفخمة وسط الكنيسة، ويُعتقد أنهم قاموا باستخدام نظريات مالك الحزين في الإسكندرية في مصر، والتي كانت تتعلق ببناء القباب الكبيرة على المساحات المفتوحة. [1]
أنواع القباب
- قبة خلية النحل.
- الدير.
- القوس المتقاطعة.
- شبكة الكابل.
- الإهليجية.
- الجيوديسية.
القبة هي الشكل المعماري المنحني والذي يشكل النصف العلوي من الكرة، ومن مميزاتها أنها لا تحتاج إلى دعم داخلي عند بناؤها كما أنها تغطي مساحة كبيرة جدًا نظرًا لكمية المواد القليلة المُستخدمة، نشأت القباب من الأقواس وكانت تستخدم في البداية فقط للمباني الصغيرة مثل الأكواخ والمقابر، ومع تطور التقنيات الحديثة للبناء أصبحت القباب رمز من الرموز الفنية التي تعرض الهياكل الكبيرة مثل المساجد والمتاحف والكنائس وحتى الملاعب الرياضية.
قبة خلية النحل: يطلق على هذا النوع من القباب أنه أقدام الأنواع ويُسمى أيضًا بالقبة الزائفة أو القبة المقوسة، وذلك لأن كل طبقة متتالية فيها تكون ناتئة أو مقوسة باتجاه المركز حتى تصل في النهاية إلى نقطة المركز وذلك عندما تتجمع كل الطبقات معًا في الأعلى، ومن الأمثلة عليها منازل خلية النحل في مدينة حران جنوب تركيا.
الدير: تُعرف هذه القباب باسم الأقبية المحلية، وهي عبارة عن قباب متخذة شكل متعدد الأضلاع وذلك في المقطع العرضي الأفقي لها، فتتكون من أجزاء منحنية وتتطابق مع المناطق المختلفة للضلع الرئيسي، وبذلك هي ليست شبه كروية وتمتلك نقطة زنبركية ثابتة على طول الجدار، ومن الأمثلة الشهيرة علىها كاتدرائية فلورنسا في إيطاليا.
القوس المتقاطعة: أن القباب ذات القوس المتقاطع هي نوع من أنواع القباب المضلعة الفريدة من نوعها، والتي تتشابك الأضلاع فيها وتترك مساحة في المنتصف وتعتبر من أكثر الأشكال الهندسية شيوعًا وضخامة، ومن الأمثلة عليها مسجد قرطبة بإسبانيا.
شبكة الكابل: قبة شبكة الكابل هي عبارة عن شبكة مكانية تم صُنعها من الكابلات والدعامات الموصولة بدبابيس، والتي يتم موازنة قوتها في النهاية بواسطة حزمة دائرية محيطية وجدران أو أعمدة داعمة لها، وهي من النظم الأكثر فاعلية في تركيب الأسقف والمناطق الواسعة، ومن الأمثلة عليها O2 Arena في لندن.
الإهليجية: القباب الإهليجية هي القباب التي يكون لها مقطع عرضي سفلي بيضاوي، وتعتبر نوع من أنواع القباب الدائرية، والتي يتم إنشائها بنفس طريقة إنشاء القباب الدورانية ومن الأمثلة عليها محمية Vicoforte بإيطاليا وهي أكبر قبة بيضاوية الشكل في العالم.
الجيوديسية: القبة الجيوديسية هي عبارة عن بنية تشبه الكرة وتتكون من شبكة من المثلثات، فتقوم تلك المثلثات بخلق إطار هيكلي ذاتي التوازن للقبة وذلك باستخدام مواد قليلة، والقباب الجيوديسية في الأصل عبارة عن اسم يندرج تحته مجموعة من الأنواع مثل القباب عشرية الوجوه وثمانية الوجوه ورباعية الوجوه، ويتم بناء هذه الأنواع من القباب بعدد محدود جدًا من العناصر والمفاصل البسيطة ومن المواقع المميزة لبناء تلك القباب موقع Buckminster Fuller الموجود في لوس أنجلوس كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. [2]

وظيفة القباب
للقباب وظائف كثيرة ووظائفها هي مميزاتها، فبجانب الحضارة التراثية المنبعثة من القباب والمظهر الجمالي إلا أن لها مزايا ووظائف كثيرة سوف نتعرف عليها فيما يلي:
- تعطي القوة والمتانة للمبنى.
- ذات تكلفة منخفضة عند الصيانة.
- تحمي من هبوب الرياح والأعاصير.
- المحافظة على الطاقة. [3]