يمكن للإعلام أن يؤدي دوراً إيجابياً في تيسير الحوار والتسامح

كتابة: Marwa Mohamed آخر تحديث: 28 يناير 2023 , 13:46

يمكن للإعلام أن يؤدي دوراً إيجابياً في تيسير الحوار والتسامح

نعم يمكن للإعلام أن يؤدي دوراً إيجابياً في تيسير الحوار والتسامح، فلقد أشادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (منظمة اليونسكو) بدور الإعلام  الأساسي في تعزيز التسامح والسلام، ووضحت الدور الإيجابي لوسائل الإعلام لمحاربة السلوك العنيف عالميًا، كما أن له دور بارز في بناء السلام في المناطق التي يدور بها الصراع.

وجاء تصنيف عام 1995 على أنه عام الأمم المتحدة للتسامح عندما ابتليت الدول بالافتقار إلى التسامح بشكل متزايد سواء كان في السياسة العامة أو في السلوك الفردي.

وقال ممثل جمهورية كوريا أن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا تقل أهمية عن الحقوق المدنية والسياسية، وينبغي للمجتمع الدولي أن يركز على التزامه من خلال إنتاج إجراءات وبرامج لتسهيل التحقيق المبكر للتنمية في جميع أنحاء العالم، وقال ممثل دولة نيجيريا إنه لا بد من الاهتمام الجاد لمسألة اختلاف الظروف والتجارب للتمتع بحقوق الإنسان وتطبيقها.

كما ينبغي النظر في اختلافات الأوضاع الثقافية للتنمية والأوضاع الاقتصادية، وأقرت الحكومة النيجيرية في بدايتها برنامج جرئ لاحترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية، كما أقر مسؤولين في دولة فلسطين بأن الاحتفال بالذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يجب أن يكون مناسبة للمجتمع الدولي بأجمعه لتجديد التزامه والوفاء بكل التزاماته في مكافحة جميع انتهاكات حقوق الإنسان.

وقال ممثل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن أغلب المشاكل التي تواجه المجتمع تكون ناجمة عن التفريط في حقوق الإنسان، ولا بد أن تكون هناك آلية رسمية لتقييم الأثر المحتمل للعقوبات ورصد آثارها، وضمان تقديم المساعدة الإنسانية الكافية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

ركزت منظمة اليونسكو على عنصرين ألا وهما، التأثير على الرأي العام لصالح التسامح وكيفية ارتباط التسامح والتعايش السلمي، والأمر الثاني هو تقديم حلول متوسطة وطويلة الأجل لكل الأشخاص المشاركين في تعزيز التسامح، وقالت أن الاحتفال بعام 1995 باعتباره عام الأمم المتحدة للتسامح جاء عندما أصاب المجتمع الافتقار إلى التسامح بشكل متزايد لكل من السياسة العامة والسلوك الفردي.

وأقرت اليونسكو بأن وسائل الإعلام المستقلة كانت من أبرز العوامل وأهمها \ورًا في التسامح والسلام، حيث كان تأثير وسائل الإعلام على السلوك العنيف موضوع نقاش عالمي في يوم الاحتفال. [1]

دور وسائل الإعلام في بناء السلام

تعد وسائل الإعلام الحرة هي أداة وعلامة للديمقراطية، حيث أن حرية التعبير تعد حق أساسي من حقوق الإنسان ، وفي أي مجتمع تعد وسائل الإعلام الفعالة والديمقراطية جزءًا أساسيا ولا غنى عنها للمجتمعات التي تحاول الانتقال للسلام والديمقراطية، كما أن منع الناس من إمكانية المشاركة السياسية ومنعهم من حرية التعبير عن أنفسهم بحرية هو أهم أسباب النزاع السياسي.

توفر وسائل الإعلام الحرة والمستقلة منصة للنقاش وحرية تعبير الرأي لأصحاب الآراء المختلفة، وعلى الجانب الآخر من الممكن إساءة استخدام وسائل الإعلان لأغراض دعائية بغرض التحريض على الكراهية  ونشر الشائعات بين الناس، ولا يقتصر نقل الأفكار على الوسائط التقليدية كالصحف أو الراديو أو التليفزيون، ولكن أصبح الأمر الآن أوسع انتشارًا مع التقنيات الحديثة من وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت.

لا تقتصر الصحافة في مساعدتها على توزيع المعلومات فسحب، بل تمتلك القدرة على سر\ الحقائق ووصف الواقع بصدق، وكي يعرف كل فرد في المجتمع ما يدور حوله يحتاج إلى وسائل التواصل بكافة أنواعها للوصول إلى الأخبار والمعلومات والتحليل الوضع الراهن والنقاش وتبادل الآراء.

يمكن لوسائل الإعلام الدولية جذب الانتباه في جميع أنحاء العالم، لأنها أصبحت جزء من حياتنا اليومية وبالتالي فهي قادرة على تسليط الضوء على النزاعات في أي مكان بالعالم، لذا يعد تدخل وسائل الإعلام العالمية الحرة وغير المتحيزة لأي طرف من الأطراف، أمرًا مهما للغاية بيس فقط لعامة الناس بل ولكل الأشخاص المتأثرين بتلك القضية، ومع ذلك فإن عدد النزاعات التي تحظى بالاهتمام الدولي تكون ضئيلة إلى حد ما، ومن هنا أصبحت وسائل الإعلام المحلية أمر حيوي في هذا السياق.

يساعد بث الأخبار عن طريق استخدام الراديو في الوصول إلى الأشخاص في مناطق مختلفة، كما يمكن دمج تجاربهم الشخصية بشكل أفضل بكثير من وسائل الإعلام الأجنبية.

يساعد الصحفيون في الدفاع عن حقوق الإنسان، وذلك بسبب التزامهم بالمعايير الأخلاقية في إعداد التقارير وكذلك بسبب معالجتهم للموضوعات الهامة بطريقة مثمرة للجميع، كما أنهم يسعوا لتوصيل الرأي العام لكل السلطات، لذا تحاول الحكومات غير الديمقراطية مضايقة الصحفيين وملاحقتهم كي يمنعوهم من فضح الحقائق للجمهور، ويمكن أن تكون لوسائل الإعلام والصحافة دور كبير في إدارة الصراع وبناء السلام في بيئة صحية وعاملة لضمان السلام والأمن الدائمين. [2]

دور الإعلام في غرس التسامح في المجتمع

تلعب وسائل الإعلام مثل التليفزيون والراديو والمواقع الإلكترونية دورًا هامًا للغاية في نشر التسامح بين الناس، ونشر الوعي بين الأفراد ولفت انتباههم إلى أهمية ونتائج التسامح  الإيجابية، وتوضيح الجانب السلبي للتعصب ورفض التصالح مع الآخرين، لأن رفع مستوى الوعي بين الناس يعمل على صد التطرف ونشر الحب بين أفراد المجتمع.

يجب تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي قانون يُجرم خطاب الكراهية والتحريض على الفتن والتوعية على ضرورة سماع الرأي والرأي الآخر، ونعلم الناس كيفية احترام الآراء ويكون ذلك في مناقشات البرامج الحوارية بين طرفي الحديث، وألا نسمح بالتطاول بين الأطراف بعضهم على بعض بل نعزز سماع كل منهما للآخر.

وهذا يعتمد على اختيار الضيوف في تلك البرامج الحوارية، ليقدموا أفكارًا هادفة تهدف للتسامح واحترام أراء الآخرين، على الرغم من أن خطاب العنف والتعصب قد يكون أكثر إثارة للاهتمام ولكن تلك النماذج المتعصبة تعمل على تسميم عقول أفراد المجتمع وتشجع الأفراد على الإنقسام والفرقة.

لذا فمن الضروري الحفاظ على روح الوحدة الوطنية مع نشر الوعي وغرس التسامح بين الأفراد وكذلك علو المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، ليصبح المجتمع ينعم بروح الحب والتعاون بينهم ويبعد عن انتقاد الأفكار المتعصبة الهدامة التي تعمل على انقسام المجتمع، وذلك لأن التسامح هو السبيل إلى الراحة والتعاون مع الآخرين بكل ود، كما يعمل على توحد العقول ومن هنا ترتقي الأمم ويقبل كل منا الطرف الآخر، ويسود السلام والأمن على المستوى المحلي والعالمي. [3]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى