ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على

كتابة: Abeer mahdey آخر تحديث: 06 فبراير 2023 , 15:07

ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على

البخل، وانعدام المشاعر الإنسانية .

يعتبر إطعام الطعام من السمات المميزة للمسلم الحق، فقد ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قد سُئِل: (أي الإسلام خير)، فأجاب قائلًا: (أن تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف)، فقد قدَّم صلَّ الله عليه وسلم إطعام الطعام على غيرها من خصال الخير، كما قدمها على الصلاة، والزكاة، والحج، فكان لإطعام الطعام معنًا، وأهمية كبيرة، لا يمكن إغفالها، ومن ترك إطعام الطعام فهو بالتأكيد بخيل، لا يدرك حجم ما فقد من خير.

علاوة على ما استحق تارك إطعام الطعام من العذاب، لقوله تعالى في كتابه العزيز: (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)، فإن الإسلام هو دين الإنسانية، يدعو للتكافل، والحب، والإيخاء، والكرم، وجميع المعاني الخلقية العظيمة، فقد سُئِل النبي صلَّ الله عليه وسلم: أي الأعمال خير؟ فقال: (إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته، أو كسوت عورته، أو قضيت له حاجته).

فإشباع جوع مسلم خير الأعمال، وأحبها عند الله ورسوله، فكيف لك أن تنام، وأنت تعلم أنك قادر على سد جوع المسلمين، وتبخل بذلك عليهم؟!

قال الغزالي رحمه الله : (الْبَخِيلُ هُوَ الَّذِي يَمْنَعُ حَيْثُ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَمْنَعَ، إِمَّا بِحُكْمِ الشَّرْعِ ، وَإِمَّا بِحُكْمِ المروءة ، وذلك لا يمكن التنصيص على مقداره)، ويعني بذلك أن من بخل بأداء ما وجب عليه أداءه مثل الزكاة، والنفقة على الزوجة والأبناء عُدَّ بخيلًا، ومن بخل بأداء ما وجب عليه بحكم المروءة، مثل الصدقات، ومساعدة المحتاجين فإنه بخيلًا أيضًا، والبخل صفة مذمومة في الإسلام.[1][2]

ترك إطعام الطعام مع القدرة عليه علامة على البخل

يقال عن البخل أنه أصل كل النقائص، فلا تجتمع المحاسن مع البخل، ولا يجتمع البخل مع الإيمان، فهو مهلك لصاحبه، يحرمه خير الدنيا، والآخرة على السواء، فقد قال:

(جود الرجل، وكرمه يحببه إلى أعداءه، بينما بخله وشحه يبغضه إلى أولاده)، كما قال آخر أن البخل من الصفات الحيوانية، وليست صفة إنسانية، ويقال أن امرأة مُدحت عند رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، فقالوا عنها: (صوَّامة قوَّامة، إلا أن فيها بخلًا، قال: فما خيرها إذًا).

فالبخيل هو من يبخل على غيره بما أعطاه الله، ويكون خلقًا أعظم شرًا حينما يمتد لأوامر الله سبحانه وتعالى، فيمنع البخيل حق الله في أمواله، فلا يطعم الطعام، ولا يؤدي الزكاة، ولا يخرج الصدقات، وقد يصل بخه بخله لأن يبخل على نفسه، فيحتاج للطعام ولا يشتري منه سوى القليل، ويمرض ولا يذهب للطبيب، وحتى أنه قد يأمر غيره بالبخل أعاذنا الله وإياكم من هذا الخلق الذميم، يقول تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ).

البخل خلق مذموم

يقول سبحانه وتعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)، أي أنه البخيل سيجعل الله سبحانه وتعالى له طوقًا حول عنقه من الأشياء التي منع نفسه من العطاء بها، وكلما بخل كلما ازداد الطوق ثقلًا، كما يرسِّخ الله البخل في قلبه حتى يوم اللقاء.

يقول تعالى في ذلك: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ، فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُون، فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، وذلك لأنهم بخلوا بعدما رزقهم الله من فضله، ونقضوا عهدهم.

يعاقب الله على ترك إطعام الطعام

يعاقب الله الذين دعاهم أن ينفقوا في سبيله فبخلوا، فيستبدلهم بقوم كرماء، لا يكونون مثلهم، يقول تعالى في هذا الصدد: (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم).

يوضح لهم سبحانه وتعالى أن من بخل فإنما يبخل على نفسه، فسوء بخله لا يصيب أحدًا غيره، فالله لا ينتظر العطاء من أحد، ومن ينفق في سبيل الله سواءً بإطعام الطعام، أو غيره، فإن ذلك لا يعود إلا عليه، فالله قادر على أن يرزق من يشاء، ومن رحمته أنه يمنحنا الفرصة لنكون سببًا في رزق العباد، فيفيض علينا من كرمه بذلك.

أما من جحد نعمة الله تعالى، وأمر الناس بالبخل، فيقول فيهم سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا)، ، ويقول تعالى: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، فإن الله لا ينفعه إنفاق المنفقين، ولا يضره بخلهم، ومنعهم، فمن أنفق فقد أفلح، ومن منع فقد خاب، وخسر،يقول تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، أي من استطاع تجنب شح نفسها، وطمعها، وبخلها فهو الفائز بالدنيا، والآخرة.[3][4]

من فضائل الإطعام

  • من أحب الأعمال إلى الله.
  • لحج مبرور.
  • جالب للمحبة.
  • مأمورًا به.
  • دليل على الخيرية.
  • أوصى به النبي.
  • مدخلًا للجنة.

يعد إطعام الطعام من أفضل الأعمال وأحبها عند الله تعالى، وهو مأمور به في الإسلام، ويقرب بين قلوب الناس، وإليك بعض فضائله، والدليل عليها من سنة النبي صلَّ الله عليه وسلم: 

أحب الأعمال إلى الله: يقول صلَّ الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا).

بر الحج: من بر الحج إطعام الطعام، حيث روي عن جابر أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم قال: (بر الحج إطعام الطعام، وطيب الكلام).

يجلب المحبة: إطعام الطعام جالب للمحبة، والمودة، فيجعل الناس إخوانًا متحابين فيما بينهم، فليس هناك شيئًا يقرِّب القلوب أكثر من تقاسم اللقمة، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعًا إليه صلَّ الله عليه وسلم: (أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله).

بذل الطعام من الإيمان: عن عمار رضي الله عنه: (ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار).

أمر الإسلام به: ورد عن الحسن بن على رضي الله عنهما مرفوعًأ عن النبي صلَّ الله عليه وسلم: أطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام).

منفق الطعام خير الناس: يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (خياركم من أطعم الطعام).

وصية النبي: عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله، أوصني؟ قال: (أفشِ السلام وابذل الطعام، واستحي من الله استحياءك رجلًا من أهلك، وإذا أسأت فأحسن، ولتحسن خُلقك ما استطعت).

سببًا لدخول الجنة: عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وآله وسلم: (اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام).[5]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى