عندما تتجاوز الجماعة القدرة الاستيعابية فسيتجاوز عدد الوفيات عدد المواليد

عندما تتجاوز الجماعة القدرة الاستيعابية فسيتجاوز عدد الوفيات عدد المواليد

العبارة صحيحة، القدرة الاستيعابية للسكان هي عبارة عن متوسط حجم السكان في مكان معين؛ ويتم تحديدها على أساس عوامل بيئية معينة مثل توفر الغذاء والماء والمكان، وإذا تم زيادة القدرة الاتسعابية في مساحة محددة لأي سبب من الأسباب يتجاوز عدد الوفيات عدد المواليد وينخفض عدد السكان حتى يتم تجديد الموارد مرة أخرى وإعتدال القدرة الاستيعابية للمكان.[1]

القدرة الاستيعابية للسكان

هي الحد الأقصي لوجود عدد سكان في مكان معين، تحدد حسب موارد المعيشة لهذا المكان .

القدرة الاستيعابية هي عبارة عن الحمولة القصوى للبيئة في عدد السكان التي يمكن أن تتحملها البيئة، وتُقاس حسب السمات المادية الموجودة في البيئة كالطعام والشراب والملبس والموارد العامة، وأهم ما يحدد القدرة الاستيعابية لكل منطقة هو الغذاء؛ حيث يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر على حجم السكان في كل منطقة.

فعندما يزداد الطلب على الغذاء ولم يتم تلبية المتطلبات الغذائية في المنطقة خلال فترة زمنية معينة، سينخفض عدد السكان في تلك المنطقة ويزداد عدد  الوفيات عن عدد المواليد حتى تصبح الموارد والغذاء كافي، وبالعكس؛ عندما يزداد معدل العرض عن الطلب في الغذاء، سيزداد عدد السكان.[2]

ولحساب القدرة الاستيعابية لمكان محدد يتم استخدام الصيغة التالية: K = r ∗ N ∗ (1 − N) / CP

حيث في الصيغة السابقة تعبر K عن القدرة الاستيعابية، وتعبر r عن معدل الزيادة السكانية، وN تعبر عن حجم السكان، وCP التغير في حجم السكان.[3]

تعريف الزيادة السكانية

هي الحالة التي يرتفع فيها عدد السكان إلى حد يتجاوز القدرة الاستيعابية للبيئة .

الزيادة السكانية هي عبارة عن زيادة أعداد السكان مما يصل إلى تجاوز الموارد المتاحة للاستخدام، ويكون عدد الأشخاص أكثر من المواد الأساسية المتاحة للبقاء على قيد الحياة مثل النقل أو الماء أو المأوى أو الطعام أو المرافق الاجتماعية، مما يساهم في التدهور البيئي، وتدهور نوعية الحياة وتفكك السكان، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 81 مليون شخص يزيدون إلى عدد سكان العالم سنويًا.

ومع الزيادة السكانية، يتم زيادة الطلب على الغذاء والماء والمحاصيل الزراعية والموارد الأخرى مما يزيد العبء على الدولة وعلى السكان، وقد تؤدي الزيادة السكانية إلى الهجرة وعدم تكافؤ الفرص بين أفراص المجتمع، كما تؤدي إلى خسارة هائلة في التنوع البيولوجي، وزيادة معدلات إنقراض الحيوانات وأنواع الأسماك المختلفة، وزيادة نسبة قطع الأشجار، والاستيلاء على مساحات طبيعية من الأرض ليتم استخدامها في زراعة المحاصيل الغذائية. [4]

أسباب الزيادة السكانية

• انخفاض معدل الوفيات.
• زيادة نسبة الهجرة.
• التطورات الزراعية والثورات التكنولوجية.
• التطور الطبي.
• الفقر.
• نقص تعليم الإناث.
• ضعف تنظيم الأسرة.
• عدم استخدام موانع للحمل.

انخفاض معدل الوفيات: من أهم العوامل التي تساعد على الزيادة السكانية هي انخفاض معدل الوفيات بالنسبة لمعدل المواليد؛ حيث أن الفرق بينهما هو أساس الزيادة السكانية في كل العالم، فنجد أن تساوي معدل الوفيات مع المواليد يؤدي إلى استقرار عدد السكان، وإذا زاد معدل المواليد بالنسبة لمعدل الوفيات تزداد الكثافة السكانية مع مرور الوقت، وحسب منظمة الصحة العالمية قد انخفض معدل الوفيات في عام 2017 مقارنة بعام 1990، وذلك يرجع إلى التطور في الطب والتكنولوجيا والنظافة العامة.

زيادة نسبة الهجرة: يقوم عدد كبير من السكان من جميع انحاء العالم -خاصة الدول النامية- بالهجرة من بلادهم إلى البلاد المتقدمة، حيث تتوفر الموافق العامة والخدمات الصحية والتعليمية وفرص العمل، مما يجعل تلك البلدان تعاني من الزيادة السكانية وعدم الإكتفاء في الخدمات، كما أنها تعاني من نقص الموارد بسبب الزيادة السكانية الناتجة عن الهجرة.

التطورات الزراعية والثورات التكنولوجية: ينتج عن التطورات في الزراعة والصناعة والتكنولوجيا بشكل عام بزيادة إنتاج الغذاء، مما سمح للسكان بمزيد من الوصول إلى الطعام ليتمكنوا من العيش، مما أدى إلى زيادة عدد السكان في وقت لاحق، وقد شهد البحث العلمي والتحسينات التكنولوجية إنتاجًا زراعيًا أكثر كفاءة، مما أدى إلى زيادة نسبة المحاصيل على مدار العام، مما ساهم توفير المزيد من الغذاء لتغذية السكان والزيادة السكانية.

التطور الطبي: كان التطور الطبي على مستوى العالم سببًا رئيسيًا في الزيادة السكانية، حيث سمح لنا بالتغلب على الأمراض التي كانت في السابق لا تنتهي إلا بالموت، فقد تم اختراع اللقاحات واكتشاف المضادات الحيوية مثل البنسلين الذين أنقذوا آلاف الأرواح وكان عاملاً رئيسياً في النمو السكاني في العالم، وبالتالي تم انخفاض عدد الوفيات وثبت عدد المواليد، مما أدى إلى الزيادة السكانية.

الفقر: يعتبر الفقر أحد أسباب الزيادة السكانية، حيث ارتفاع معدلات المواليد بسبب عدم الإمكانية المادية على استخدام موانع للحمل، كما أن الأسر الفقيرة تكون بحاجة لأيدي عاملة زيادة مما يجعلهم ينجبون المزيد من الأطفال.

نقص تعليم الإناث: يوجد حاليًا ما يقرب من 130 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم لا تتلقى تعليمًا، وتشير الكثير من الأدلة إلى وجود علاقة سلبية بين تعليم الإناث ومعدلات الخصوبة، والجدير بالذكر أن تشجيع التعليم بين النساء والفتيات عددًا من الآثار الإيجابية، بما في ذلك تأخر الإنجاب، وصحة الأطفال، وزيادة المشاركة في القوى العاملة.

ضعف تنظيم الأسرة: يعتبر ضعف توعية الناس بتنظيم الأسرة وزواج الأطفال والقاصرات في سن مبكرة من أهم العوامل التي تساعد على زيادة عدد المواليد وزيادة الكثافة السكانية، كما أن جهل الناس في الدول النامية بتنظيم  الأسرة يعتبر من أهم العوامل في الزيادة السكانية.

عدم استخدام موانع للحمل: ارتفع استخدام موانع الحمل من 54٪ في عام 1990 إلى 57.4٪ في عام 2015، ومع ذلك لا يزال استخدام وسائل منع الحمل غير مستغل بشكل كافٍ، ففي الوقت الحالي تتمثل نسبة النساء اللواتي يستخدمن موانع للحمل 76% فقط.

مما يعني أن حوالي 25% من النساء لا يستخدمن، ولا تستخدم هؤلاء النساء موانع الحمل لعدة أسباب، بما في ذلك الأعراف الاجتماعية التي تثني عن تحديد النسل، والمفاهيم الخاطئة حول الآثار الجانبية الضارة، وتشير الدراسات إلى أن 44٪ من حالات الحمل كانت غير مقصودة في جميع أنحاء العالم بين عام 2010 – 2014.[5]

حلول الزيادة السكانية

• توعية الناس بتنظيم الأسرة.
• تعليم الإناث.
• نشر سياسة الطفل الواحد.

توعية الناس بتنظيم الأسرة: يعتبر زيادة الوعي بين الناس فيما يتعلق بتنظيم الأسرة وإخبارهم بالآثار الخطيرة اللاحقة للاكتظاظ السكاني يمكن أن يساعد في تثبيط الزيادة السكانية، وتتعدد طرق توعية الناس بتنظيم الأسرة؛ مثل إخبارهم بوسائل منع الحمل المتاحة لتجنب أي حمل غير مرغوب فيه.

تعليم الإناث: كما نعلم أن ضعف نسبة تعليم الإناث في الدول النامية من أهم مسببات الزيادة السكانية؛ لذلك كلما زادت نسبة تعليم الإناث قلت نسبة الزواج المبكر وقلت نسبة المواليد.

نشر سياسة الطفل الواحد: يمكن أن تعمل سياسة الطفل الواحد على خفض نسبة السكان بشكل كبير.[6]