الاثار المترتبة على ترك الصلاة

كتابة: Sana Mallah آخر تحديث: 11 مارس 2023 , 10:38

الاثار المترتبة على ترك الصلاة

  • سوء الخاتمة
  • قسوة القلب، وضيق الصدر
  • قطع العهد بين المسلم وبين الله
  • عدم التوفيق وذهاب البركة
  • البعد والبغضاء والتشاحن بين الناس

سوء الخاتمة: وهي من أخطر الاثار المترتبة على ترك الصلاة. لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) {طه:124}. ولا يوجد عقاب أشد من أن يحشر الشخص يوم القيامة أعمى بسبب تكاسله وهجره للطاعات في الدنيا الفانية.

قسوة القلب وضيق الصدر: يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تارك الصلاة ويسبب له شعور دائم بالضيق والقلق. ولا تعتقد أن هذا الشعور بسيط، لأنه من الممكن أن يعطل حياة الشخص ويجعله يشعر بالهّم الدائم دون وجود سبب حقيقي لذلك. والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}. الله سبحانه وتعالى أخبرنا أن البعد عنه يجعل الإنسان مليء بالغم.

لذلك من أراد أن يتخلص من شعور القلق الدائم الذي يصاحبه يجب أن يعود إلى طاعة الله. لأن الله سبحانه وتعالى يشرح صدر العبد بالقرآن الكريم. قال تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:٢٢]

قطع العهد بين المصلي وبين الله:  “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة”. لكن الشخص الذي يصلي ويقطع الصلاة فهذا ليس بكافرًا. أما من يقطع الصلاة بشكل مستمر فهذا قد قطع العهد بينه وبين الله.

عدم التوفيق: الصلاة سبب من اسباب التوفيق في الحياة. السبب أن العبد يكون في صلة مع ربه يطلب منه ويناجيه. أما انقطاع الصلاة فيعني انقطاع الصلة وذهاب البركة في حياة الشخص. لذلك لا تتردد أبدًا في أن تبدأ منذ هذه اللحظة وتعود إلى الله وتبدأ صفحة جديدة مع الله عز وجل. قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} [الرعد:٢٨]. ذكر الله عز وجل طمأنينة والبعد عنه يورث الحزن والضيق في القلب.

التشاحن بين الناس: يمكن أن يؤدي ترك الصلاة والاستهانة بها انقطاع في العلاقات بين الناس.

الاثار المترتبة على ترك الصلاة ابن عثيمين

فتاوى الشيخ ابن عثيمين في ترك الصلاة ينص على أنه لا يكفر الشخص إلا إذا ترك الصلاة تركًا كليًا. لكن من يصلي ويخلي فلا يكفر. لأنه لم يترك العهد بينه وبين الله. لكن من يترك الصلاة بشكل كلي فإنه بذلك يترك العهد بشكل قاطع.

عند الشيخ ابن عثيمين من يترك الصلاة لمدة أربعة أيام، أو أسبوع فإنه لا يكفر بذلك. مع أن ترك الصلاة يعتبر من الذنوب الكبائر عند الله.

عدم تكفير الشخص إذا كان يتهاون في الصلاة فيتركها أيامًا ويصلي يومًا أو يتركها لفترة طويلة ويصلي بين الفترة والأخرى أحد الصلوات لا يعني أن هذا الامر عاديًا. لأنه يعتبر من كبائر الذنوب والاثار المترتبة على ترك الصلاة كثيرها وتنعكس أولها على حياة الشخص في الدنيا وضيق وكدر العيش.

والله سبحانه وتعالى لم يفرض علينا الصلاة من أجل أن يعذبنا بها، بل هي راحة للمؤمن، قال تعالى: ( مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة [1] [2] [3]

الاثار المترتبة على ترك الصلاة النفسية

تارك الصلاة بشكل متعمد سوف يلاحظ أن ترك الصلاة ينعكس عليه بشكل سلبي. فالمسلم راحته في القرب من الله عز وجل عندما يشعر أن الله معه ييسر له أمره ويعينه.

قال عليه الصلاة والسلام: ( جُعِلَت قُرَّةُ عَينِي فِي الصَّلَاةِ ) وروى أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الصَّلَاةُ خَيرٌ مَوضُوعٌ ، فَمَنِ استَطَاعَ أَن يَستَكثِرَ فَلْيَستَكثِرْ )

فالصلاة رحمه مهداة للإنسان ولم يأمرنا الله بها ليعذبنا أو ليثقل علينا، بل كانت رحمه منه إلينا بأن نلجأ إليه وسط ضغوطات الحياة ومشاكلها وننسى كل همومنا في لحظات الصلاة ولحظات الوصل بين الله عز وجل.

يمكن ان يشعر المسلم تارك الصلاة بضيق في العيش متمثلًا بما يلي:

  • عيش حياته عاجزًا
  • اليأس في الحياة والشعور بأنها لا معنى ولا طعم لها
  • حجب القلب وابتعاده عن القرب من الله والقرب من الله هو الغنيمة
  • الشعور بالعجز وربما يكون هذا الشعور بلا سبب فلا يوجد سبب حقيقي يدفع الشخص للعجز لكنه يشعر به بشكل دائم
  • القلق والاكتئاب

لكن الشخص الذي يترك الصلاة وينغمس في الحياة الدنيا وفي الملذات المحرمة بدون أن يشعر أدنى شعور بالضيق فهو في غفلة مؤقتة. لكنه سيصحو من فترة لأخرى ليشعر بفراغ كبير في الحياة وانعدام المعنى من حياته. وربما لن يدرك أن السبب هو بعده عن الله إذا كان غافلًا جاحدًا. لكنه إذا تاب سوف يدرك أن السبب كان الغفلة والإعراض عن ذكر. وباب التوبة مفتوح للمؤمن في أي وقت فليبادر إلى التوبة قبل فوات الآوان. [4]

عقوبة تارك الصلاة

الصلاة عماد الدين. قال تعالى:  فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}. والويل بمعناه هو واد في جهنم. فما أسوأ هذه العقوبة لتارك الصلاة والغافل عنها.

فلنفكر بعقوبة تارك الصلاة والله عز وجل أول ما يحاسبنا يوم القيامة هو الصلاة. وأمرنا بالحفاظ على الصلاة في الكثير من الآيات القرآنية.

كيف بالمرء أن يغفل عن أداء الصلاة ولها هذه القيمة، ونُعرف يوم القيامة بأننا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ب: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح: 29]

والعقوبة لتارك الصلاة لا تشمل فقط الآخرة، مع أن العقاب عظيم في الآخرة، لكن من يترك الصلاة في الدنيا فإن نعم الله لن تنحفظ لديه. لأن قطع الصلاة يزيل النعم، ويمنعها. وما عند الله سبحانه وتعالى لا ينال إلا بطاعته.

قال عليه الصلاة والسلام: أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر. لذلك فكر مرتين قبل أن تترك كل صلاة. ماذا ستجاوب الله عز وجل إن سألك بنفسه عن صلاتك، وماذا ستكون ردة فعلك، وما هو الشيء الأهم الذي تركت صلاتك من أجله.

لذلك يجب عليك أن ترجع إلى الله وتحرص على الصلاة، وإلا خرجت من ملة أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وتكون توبتك نصوحة كي يغفر الله لك. [5]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى