مهارات التفكير في التاريخ

كتابة: رفيدة أحمد آخر تحديث: 14 مارس 2023 , 02:18

مهارات التفكير في التاريخ

  • مهارة الاستدلال الزمني والربط بين الأحداث.
  • مهارة البحث التاريخي.
  • مهارة التحليل التاريخي.
  • مهارة التفسير والاستنتاج.

لا يمكن بناء مستقبلاً زاهراً دون أن يعرف الأبناء ما مضى في الأزمنة السابقة، ولعل دراسة التاريخ ليست سهلة، ولكنها أيضاً غير صعبة، فلا يعتمد التاريخ على الحفظ فقط، وبإتقان مهارات التفكير في التاريخ يمكن للطلاب معرفة منهجية وتسلسل التواريخ، وبالتالي يحصدون درجات عالية في دراستهم، إذ تشمل تلك المهارات فهم ما دار سابقاً من أحداث، وتحليلها، وتفسيرها، والربط بينها.

مهارة الاستدلال الزمني والربط بين الأحداث: بالطبع كل حدث زمني كبير عقبته أحداث أخرى مترتبه عليه، فلا يمكن لدارس التاريخ أن يتذكر حدثاً حصل في ستينيات القرن الماضي قبل أن يربطه بحدث كبير تواجد في أواخر خمسينيات نفس القرن، فالربط بين الأحداث يسهل على الطالب تذكر التواريخ بأحداثها وترتيبها.

مهارة البحث التاريخي: إن مهارة البحث التاريخي مهارة ضرورية على كل طالب تاريخ أن يمتلكها، فإذا أردت أن تعرف أكثر عن حقبة زمنية معينة؛ عليك البحث في السجلات والكتب لتفهم الأحداث وتربط بينها، كما أن هذه المهارة تمنحك تكويناً مختلفاً في شخصيتك، وتضيف إلى استنتاجاتك حول الماضي، لهذا إذا أردت معرفة موقعة تاريخية معينة، إطلع على إفادات الشهود في كتب التاريخ، وسجلات الوفيات، والصحف، إبحث عن معلومات عن كل من له يد في الواقعة لترتب ذهنك وتكون استنتاجك الخاص بك.

ولكن لتعلم أن التاريخ يكتبه المنتصرون دائماً، وكثيراً ما تعزز فكرة أن هناك إجابة واحدة منطقية لما حدث على مر التاريخ، ولكن في حقيقة الأمر إن التاريخ ليس ما وجد في كتاب واحد، فإذا أمسكت عدة كتب تاريخية تتكلم عن موضوع معين، تجد اختلاف أراء المؤرخين، واختلاف سردهم للحقائق وتفسير أسبابها، ولهذا احرص على امتلاك مهارة البحث التاريخي لتصل إلى ما يرضي عقلك ويشبع منطقك.

اختصاراً للأمر؛ إذا أردت أن تكون ماهراً في البحث التاريخي، عليك قراءة الكتاب الذي تثق في صدق مؤلفه، وتميز بين ما حدث بسبب فعل فردي أو عوامل ثقافية، لتكون استنتاجاتك الخاصة بك.

مهارة التحليل التاريخي: ترتبط مهارة التحليل التاريخي بمهارة البحث، فهي تدل على قدرة الطالب على مراجعة مصادره الأولية، وكيفية تحليلها، والخروج منها بافتراضات منطقية تعينه على فهم ما سبق في سالف الزمان، وهذا ما نجده عندما نرى اهتمام الباحثين والعلماء بدراسة تاريخ الفن في العصور الوسطى بإنجلترا، فقد استطاعوا عن طريق تحليل الرسومات الموجودة معرفة وجود وباءً كان منتشراً في المنطقة قبل الطاعون الدبلي.

مهارة التفسير والاستنتاج: ساعدت مهارة التفسير والاستنتاج العلماء فهم أموراً ذات صلة بأحداث تاريخية معينة، وهذه المهارة تحتاج إلى عصف ذهني، وطالب علم مجتهد يفهم في الجغرافيا، ويعرف الحضارات التي كانت تعيش في فترة زمنية محددة، وأن يكون عنده مهارة الربط بين الأحداث.

فنجد على سبيل المثال لا الحصر؛ أن العلماء قديماً قد وجدوا قطعاً فخارية في إحدى المناطق التي كانت تقيم عليها الحضارة الإغريقية، ومن ضمن تلك القطع؛ قطعة مختلفة الشكل عنهم، وعليها نقشات غريبة عن الحضارة الإغريقية، وبعد التحليل استنتجوا أن تلك القطعة تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، مما يدل على أنه كانت هناك علاقات ربما تجارية بين تلك المنطقة الإغريقية والمصريين القدماء، أو أن تلك المنطقة قد سكن بها أسرة مصرية قديمة سابقاً.

من مهارات التفكير عند كتابة وقراءة التاريخ

  • مهارة وضع الفرضيات.
  • مهارة إيجاد الحلول للمشكلات.
  • مهارة تقسيم التاريخ لحقب زمنية.
  • مهارة الفهم التاريخي.

مهارة وضع الفرضيات: إن مهارة وضع الفرضيات من أهم المهارات التي يستخدمها العلماء في تطوير وفهم معرفتهم بالماضي، فوضع فرضية معينة لأمر ما والبحث حولها جيداً قد ينفيه أو يثبته، وهذا ما حدث عندما فرض المؤرخون أن ثقافة الشعب الأيرلندي وأصول لغته قد تأثرا بغارات فايكنج.

مهارة إيجاد الحلول للمشكلات: في كثير من الأوقات لا يستطع العلماء تحديد أمر ما مثل مومياء فرد لم يعرفوا في أي حقبة عاش، وهذا أحد أنواع المشكلات التي تواجه علماء الآثار، لهذا عليهم أن يمتلكوا مهارة إيجاد الحلول للمشكلات، فيجب ألا يقفوا أمام جهلهم بحقبة المومياء، وأن يسعوا في كشف الزمن الذي تواجدت فيه، فنجدهم قد حللوا عظامها ورفاتها لتحديد ما إذا كانت أنثى أم ذكر، وكذلك تحديد عمرها وموعد وفاتها.

مهارة تقسيم التاريخ لحقب زمنية: على الرغم من وجود جدلاً واسعاً بين العلماء والمؤرخين حول كيفية تقسيم التاريخ والترتيب الزمني له؛ إلا أن معرفة الحقب الزمنية وتقسيم العصور التاريخية مهارة جيدة لتذكر الأحداث وربط بعضها ببعض، فعلى الطالب أن يفهم التسلسل الزمني للأحداث كما ذكرنا سابقاً لمعرفة كيف قسم مؤلفوا كتابه الدراسي منهجه التعليمي.

مهارة الفهم التاريخي: تحتاج مهارة الفهم التاريخي إلى الإبداع والخيال الجامح، فإذا أردت معرفة أسباب قرار ما؛ عليك وضع نفسك مكان من أقروه لتكتشف سياق الأحداث في زمنهم، وهذا يجعلك عند نهاية قراءة أي فقرة تاريخية أن تكون قادراًعلى تحديد الحدث، ومكان وقوعه، والأسباب التي أدت إليه، والعواقب الناجمة عنه. [1] [2]

تحسين مهارات التفكير التاريخي

  • تحليل المصادر.
  • اسأل معلمك.
  • الانتباه إلى وسائل الإعلام المهتمة بدراسة التاريخ.
  • المشاركة في الدورات التدريبية التاريخية.
  • العمل الجماعي مع أشخاص مهتمة بدراسة التاريخ.

تحليل المصادر: ابحث عن مصادر تاريخية تحوي معلومات قيمة عن القطع الأثرية على سبيل المثال؛ ومن ثم حلل البيانات التي وجدتها لترتب ذهنك وتستخلص النتائج، وهذه المصادر قد تكون كتباً أو مقالاتاً علمية مطروحة على الإنترنت.

اسأل معلمك: ابحث عن معلم ذو اهتمام تاريخي يساعدك في فهم كل ما يقف أمامك من معلومات، وبهذا يمكنك الإستفادة من خلاصة علمه، ونصائحه، وسبل تحليله للأحداث والوثائق التاريخية.

الانتباه إلى وسائل الإعلام المهتمة بدراسة التاريخ: استقطع وقتاً من يومك لقراءة الكتب أو المقالات التاريخية؛ لمعرفة نظرة الآخرين للأمور التاريخية، ولتزيد من حصيلتك المعلوماتية بشأن الأحداث البارزة في التاريخ التي لا يسع لك جهلها.

المشاركة في الدورات التدريبية التاريخية: يمكنك البحث عن الدورات التدريبية التاريخية على الإنترنت وفي المواقع التي تتيح الدراسة عن بعد، ولتهتم بتلك التي تدربك على مهارات التفكير في التاريخ.

العمل الجماعي مع أشخاص مهتمة بدراسة التاريخ: إذا كانت دراستك تؤهلك للعمل التطوعي بالمناطق البحثية التاريخية فسارع إليها، تلك المناطق تفتح ذهنك نتيجة انخراطك في العمل مع مجموعة من الخبراء والباحثين، فترى بنفسك بعيداً عن الكلمات الأكاديمية كيفية تعامل هؤلاء الأشخاص مع المشكلات وحلها، وطرق دعم فرضياتهم بالأدلة الدامغة. [1]

أهمية معرفة مهارات التفكير في التاريخ

  • تدريب الطلاب على الربط بين الماضي والحاضر.
  • مساعدة المؤرخين وعلماء الآثار على فهم الأحداث المؤثرة في الحاضر والمستقبل.
  • تدريب الطلاب على استخدام التسلسل الزمني في كتابة وتذكر التواريخ الخاصة بهم.
  • تدريب الطلاب على استنتاج الأحداث التاريخية، وفهم كيفية حدوثها بمرور الوقت.
  • تدريب الطلاب على تحليل الأمور التاريخية.

لا تُعد مهارات التفكير في التاريخ أدوات مساعدة للطلاب فقط، وإنما هي أدوات تساعد المؤرخين وعلماء الآثار على فهم الأمور المؤثرة في الحاضر والمستقبل، وكما نعلم جميعاً فالتاريخ دائماً ما يعيد نفسه، فلما لا نتعلم من أخطاء الماضي، ونعلم طلابنا تلك المهارات؟ [1] [2]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى