هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية

هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية
- عند الشيخ ابن عثيمين
- عند ابن باز
- لدى الجمهور
كشف الشعر في النظرة الشرعية عند الشيخ ابن عثيمين: لا حرج على المخطوبة أن تظهر الشعر والوجه والكفين، والقدمين. لكن لا يجب عليها أن تتجمل وتتزين للخاطب لأنها ليست زوجته وهي لا تحل له. أيضًا في حال قامت الفتاة بالتجمل او تزينت للخاطب من اجل ان يشعر انها جميلة، ثم حصل النكاح ورأى الزوج أن هذه الفتاة ليست بمقدار الجمال الذي رآه في فترة الخطوبة، فقد تقل رغبته فيه. لذلك لا داعي للتجمل.
يجوز الرجل أن ينظر الى المرأة التي يريد نكاحها من وجهها وشعرها وقدميها وكفيها ورأسها، لكن لا يجب أن يكون هذا النظر في خلوة، بل يجب أن يكون دائمًا محرم، لأن الخلوة بالمرأة الاجنبية محرمة. قال عليه الصلاة والسلام “لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم” [1]
ابن باز: المشهور عند العلماء هو قبول أن ينظر الخاطب الى الوجه واليدين، ولا حرج أن ينظر الى شعرها، لأن هذا يرّغب فيها ويرّغب في خطبتها. ولا حرج أن ينظر الخاطب الى شعر المخطوبة او وجهها او قدميها او يديها. [2]
لدى الجمهور: اختلف أهل العالم حول ما يمكن للخاطب رؤيته من المخطوبة، وتوصل الجمهور أنه لا يرى منها الا الوجه والكفين وهو الراجح.
لكن عندما يريد الخاطب التوجه الى فتاة وخطبتها بنية صافية، يجب عليه أن ينظر إليها، فقد لا يسره جمالها، ولا تسره رؤيتها، وانفصاله عنها الآن أفضل من انفصاله عنها بعد الزواج. والدليل على ضرورة رؤية وجه المخطوبة هو من حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي طلب من جابر بن عبد الله رؤية الجارية التي قام بخطبتها.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها؛ فليفعل. قال: فخطبتُ جارية، فكنت أتخبأ لها، حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها، وتزوجها؛ فتزوجتها. [3]
هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية إسلام ويب
مسألة رؤية وكشف الشعر هي مسألة اختلف عليها العلماء، لكن القول الارجح الذي اتفق عليه الجماهير هو أن الخاطب لا يرى من المخطوبة سوى الوجه والكفين. ولا يجب أن تقوم الفتاة بكشف جسدها أمام الخاطب لأنه يعتبر شخص أجنبي ولا يحل لها.
الخطبة وقراءة الفاتحة لا يبيح المخطوبة للخاطب. أما بعد العقد الشرعي فعندها تصبح المرأة مباحة لها لأنها أصبحت زوجته. أما قراءة الفاتحة التي تتم عند عقد واعلان الخطبة فإنها ليست مثياقًا تتيح للرجل والمرأة أن يتجاوزا الأحكام الدينية، ويبقى الاثنين أجنبيان عن بعضهما البعض لحين العقد الشرعي. [4]
هل يجوز كشف الساق في النظرة الشرعية
أباح لنا الله عز وجل أن ينظر الرجل الى المرأة التي يريد نكاحها، بل ورّغب في ذلك النبي عليه الصلاة والسلام وأمرنا به، قال صلى الله عليه وسلم: «إنه أحرى أن يؤدم بينكما».
لكن لا يجوز أن يتم كشف الساق، أو الصدر والبطن والأرداف والقبل والأفخاذ، ولا يجب أن يرى ذلك الا زوجها، لأن هذا يمكن أن يثير الشهوة لديه وهي امرأة اجنبية لا تحل له. بنفس الوقت لا يكفي أن ينظر الرجل فقط الى كف المرأة، حيث ذهب البعض أن هذا الأمر كافي من اجل تبين نضاره البشرة وطراوه الجسد. لكن لا يملك جميع الرجال فكرة عن هذا الأمر ولا يمكن من الأساس تبين جمال المرأة من كفيها، فقد يكون الرجل يبحث عن نوع معين من الجمال ويرغب به، ومن الأفضل أن يتزوج بامرأة يحب شكلها وينجذب اليه.
ضرورة النظر الى الوجه لها حكمة، فالخطيب قد لا يعجبه وجه المخطوبة، وعندها ببساطة لا يطلب رؤية ما هو أكثر من ذلك، أو يتعرف الأهل على بعضهم، بل ينسحب بسهولة ويسر. أما اذا اعجبه منه وجهها فليكمل ويتمم شرع الله عز وجل. في حال لم يكفه وجهها يمكن ان ينظر الى رأسها، وإذا لم يكفه ذلك، يمكن أن ينظر الى قدمها، اي يجب ان تتحقق الكفاية من رؤية الخاطب الى المخطوبة بدون تخطي حدود الشعر.
بالرغم من الاختلاف هو اباحة الشعر من تحريمه واتفاق بعض العلماء على ذلك واختلاف آخرين، لكن لا يختلف أحد يمتلك فطرة سليمة من أن النظر الى عورة المرأة حتى لو كان الرجل يريد نكاحها هو أمر محرم. فلا يمكن أن يقبل العقل ولا المنطق رؤية الخاطب لجسد خطيبتها أو عورتها بحجة أنه يريد الزواج منها ويريد فحص جسدها. فهذا الأمر غير مقبول من ناحية الشرع اطلاقًا ولا يقبله صاحب الفطرة السليمة لأن هذه المرأة اجنبيه ولا تحل له.
شروط النظرة الشرعية
- ان تكون النظرة الشرعية بدون خلوة
- بلا شهوة
- كون الشخص عازم وجاد بطلب الخطبة
- يجب ان يغلب على الظن الاجابة
ان تكون النظرة الشرعية بدون خلوة: لا يجب ان يخلو اي رجل بامرأة لقول النبي عليه الصلاة والسلام: لا يخلون أحدكم بامرأة, فإن الشيطان ثالثهما.
ان تكون النظرة الشرعية بلا شهوة: لا يجب ان يكون النظر اليها لشهوة عند الرجل يريد ان يقضيها، بل يجب ان تكون النظرة الشرعية من اجل خطبتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم امرأة، فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم). معنى الحديث هو تحريم النظر اذا كان لارضاء شهواته.
كون الشخص عازم وجاد بطلب الخطبة: اما التسلية فهو محرم قطعًا، لأن النبي عليه الصلاة والسلام حرّم النظر بشهوة فكيف إذا كان النظر من باب التسلية وليس من باب البحث عن زوجة صالحة.
يجب ان يغلب على الظن الاجابة: الله سبحانه وتعالى خلق الناس على شكل طبقات، ومعنى ان يغلب على ظنه الاجابة هو أن يبحث الشاب عن فتاة في وقتنا الحالي تشابهه في المواصفات وتكون قريبة له من الناحية الاجتماعية ومن الناحية المادية. على سبيل المثال أغلب الظن عندما يتقدم شاب فقير معدم لا يمتلك شهادة ولا عمل أن يتم رفضه عندما يتقدم الى فتاة ذات نسب وجاه كبيرين للغاية، أو ان يتقدم رجل في منتصف العمر لفتاة لا تزال في اواخر المراهقة. فالأغلب في الحالتين السابقتين هو الرفض. لذلك يجب ان يبحث كل شخص عن شبيهه. [5]