السمة العامة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام الاضطراب

كتابة: علا علي آخر تحديث: 20 يناير 2023 , 13:37

السمة العامة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام الاضطراب

حيث كثرت الحروب والخلافات داخل شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بسبب عدم وجود وحدة سياسية وضعف الأمن والصراعات بين القبائل على الموارد والزعامة والنفوذ.

أحوال شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام

قبل بزوغ شمس الإسلام في شبه الجزرة العربية ظهرت العديد من الحضارات الأخرى في تلك المنطقة، وكان لتلك الحضارات سمات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية اتصفت بها وميزتها عن المناطق الأخرى

الحالة السياسية في شبه الجزيرة العربية قبل الاسلام

  • لم تكن تخضع شبه الجزرة العربية قبل الغسلام لحكم مركزي واحد، بل كانت تتكون من ممالك وقوى سياسية متنافرة ومتناحرة، استمر الحال كذلك لمئات السنين حتى ظهر الإسلام فوحدها.
  • وقد انتشرت بين القبائل حروب طويلة مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء والتي اشتعلت بين فرعي قبيلة غطفان (عبس وذبيان) واستمرت قرابة أربعين عام أزهقت خلالها أرواحًا كثيرة.
  • وقد تعلم العرب من تلك الحروب أن الاختلاف والتناحر بين أبناء القبائل لا يجلب إليهم سوى القتل والتخلف وفقدان الاستقرار.
  • كما وقعت على شبه الجزيرة العربية محاولات من الإمبراطورية الساسانية في فارس والإمبراطورية البيزنطية للسيطرة على بعض مناطقها، لذلك كانت السمة العامة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام هي الاضطراب والتناحر وتعدد الزعامات السياسية.
  • ومع تتبع تاريخ شبه الجزيرة العربية نجد أنه بعد إسماعيل عله السلام كانت السادة بمكة المكرمة لقبيلة جرهم القحطانية حتى ظهر قصي بن كلاب.
  • فهو من رفع مكانة قريش ومكنها من زعامة مكة المكرمة وبنى دار الندوة، وبعد وفاته استمرت الزعامة في ذريته، ومن أشهر من تولى زعامة مكة من ذريته، هاشم بن عبد مناف وهو الجد الثاني لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهو الذي استحدث رحلتي الشتاء والصيف، ومن بعده بزغ اسم عبدالمطلب بن هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي أعاد حفر بئر زمزم بعد دفنها.
  • وكان من أهم أحداث عهده غزو أبرهة الحبشي لمكة المكرمة، وميلاد نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وكان العماليق يسكنون يثرب ( المدينة المنورة) ثم استقر بها الأوس والخزرج وأصبحت السيادة لهم فيها.

الحالة الدينية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام

شرف الله عز وجل شبه الجزيرة العربية بأن جعلها أرض التوحيد والحنيفية، ففيها هبط آدم وحواء عليهما السلام بمكة المكرمة وفق بعض الروايات.

كما قدم إليها إبراهيم عليه السلام من فلسطين، ولذلك انتشرت الحنيفية هناك، وقد أمره الله عز وجل أن رفع قواعد بيت الله في مكة المكرمة.

لكن بعد مرور فترة على وفاة إسماعيل عليه السلام انحرف بعض العرب عن عبادة الله عز وجل، فانتشرت عبادة الأصنام والشرك بالله عز وجل، وكان أول من جلب الأصنام لمكة عمرو بن لحي الخزاعي.

ولذلك قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام كان هناك العديد من الديانات في شبه الجزيرة العربية.

منها الديانات السماوية مثل الحنفية واليهودية والنصرانية.

والحنيفية هي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام، وهي ملة التوحيد، وقد تمسك بها بعض أهل شبه الجزيرة العربية وأطلق عليهم اسم الحنفاء، وقد كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قبل البعثة من الحنفاء حيث أمن بوحدانية الله عز وجل واجتنب الشرك بالله وعبادة الأصنام، قال تعالى: ” قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حيفًا وما كان من المشركين” .

أيضًا كان هناك الممارسات الدينية وثنية أخرى مثل عبادة الأصنام، إذ كان لكل قبيلة صنم ، وكان هبل هو الصنم الأعظم، ومن أسماء أصنام العرب الأخرى التي ذكرت في القرآن الكريم اللات والعزى ومناة.

أيضًا من العبادات الوثنية الأخرى التي انتشرت في شبه الجزرة العربية عبادة الأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والكواكب الأخرى وعبادة الطبيعة، وقد أقيمت معابد لتلك العبادات.

وبالرغم من ذلك أقر مشركو العرب بوجود الله سبحانه وتعالى وعللوا عبادتهم للأوثان بأنها واسطة بينهم وبين الله قال تعالى : ” ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى”.

وإلى جانب هذه الديانات انتشرت بعض المعتقدات الباطلة منها السجر والكهانة والعرافة والطيرة وقد أدت هذه المعتقدات إلى الانحراف عن توحيد الله عز وجل، فأرسل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى نور الإسلام.

الحالة الاجتماعية في جزيرة العرب قبل الاسلام

كان مجتمع شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام ينقسم إلى:

  • الحاضرة: وهم من يسكنون في المدن والقرى.
  • والبادية الذين يسكنون الصحراء، ويتنقلون من مكان لآخر بحثًا عن العشب والماء.

وقد اشتهرت أخلاق العرب وعاداتهم قبل الإسلام بأن بها الكثير من الصفات الحميدة، وقد أخلاق العرب تمثل جانب مضيء في حياة شكان شبه الجزيرة العربية قديمًا.

حيث اشتهروا بالأخلاق الكريمة والقيم المميزة مثل الوفاء بالعهد والكرم والشجاعة والمروءة والفروسية ولهفة المستجير، وهذا ما هيأهم لحمل رسالة الإسلام وتبليغها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” .

ومع ذلك فقد وجد عند العرب قبل الإسلام بعض العادات السيئة مثل العصبية القبلية والثأر ووأد البنات أي دفنهن أحياء، وحرمان المرأة من الميراث، وهذه هي الأخلاق التي حاربها الإسلام.

الحالة الثقافية والاقتصادية في الجزيرة العربية قبل الإسلام

  • كانت شبه الجزيرة العربية نشطة اقتصاديًا وحضاريًا قبل الإسلام، فقد كانت التجارة فيها قوية، وخاصة على امتداد طرق التجارة القديمة التي تمر في داخلها لتربط العالم.
  • وكانت قريش تنظم رحلتين على مدار السنة وهما رحلة الشتاء لليمن ورحلة الصيف للشام.
  • وكان التجار والشعراء وعامة سكان شبه الجزيرة العربية  يلتقون في الأسواق ويلقون الشعر ويتاجرون وخاصة التي كانت تقام في مكة المكرمة عند الكعبة المشرفة في موسم الحج.
  • ومن أشهر الأسواق التي كانت تقام في شبه الجزيرة العربية: سوق عكاظ بالطائف وسوق ذو المجاز ومجنة بمكة المكرمة وسوق حجر اليمامة بالرياض.
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى