قصائد عنترة بن شداد في الشجاعة

كتابة: شيماء يوسف آخر تحديث: 30 يناير 2023 , 14:43

قصائد عنترة بن شداد في الشجاعة

عَنترَة بْن شَدَّاد واحدًا مِن أَعظَم شُعَراء جِيله، بل أَعظَم الشُّعراء على مَدَار التَّاريخ، عُرف عنه إِلقاءه لِلشَّعْر فِي كَافَّة المواضيع سواء الشَّجاعة أو الرِّثاء، أو قَصائِد الحب فِي محبوبته عبلة، لَم يقدِّر أحد على تحدِّي عنترة بن شداد في الشِّعر فلم يَأتي له مثيل، وكانت أبرز قصائد عنترة بن شداد في الشجاعة:

قصيدة أَنا في الحَربِ العَوانِ:

أَنا في الحَربِ العَوانِ .. غَيرُ مَجهولِ المَكانِ

أينَما نادى المُنادي .. في دُجى النَقعِ يَراني

قصيدة دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ:

دَعوني أُوَفّي السَيفَ في الحَربِ حَقَّهُ .. وَأَشرَبُ مِن كاسِ المَنِيَّةِ صافِيا

وَمَن قالَ إِنّي سَيِّدٌ وَاِبنُ سَيِّدٍ .. فَسَيفي وَهَذا الرُمحُ عَمّي وَخالِيا

قصيدة إِذا لَم أُرَوّي صارِمي مِن دَمِ العِدا

إِذا لَم أُرَوّي صارِمي مِن دَمِ العِدا .. وَيُصبِحُ مِن إِفرِندِهِ الدَمُ يَقطُرُ

فَلا كُحِلَت أَجفانُ عَينَيَّ بِالكَرى .. وَلا جاءَني مِن طَيفِ عَبلَةَ مُخبِرُ

إِذا ما رَآني الغَربُ ذَلَّ لِهَيبَت .. يوَما زالَ باعُ الشَرقِ عَنِّيَ يُقصَرُ

أَنا المَوتُ إِلّا أَنَّني غَيرُ صابِرٍ .. عَلى أَنفُسِ الأَبطالِ وَالمَوتُ يَصبُرُ

أَنا الأَسَدُ الحامي حِمى مَن يَلوذُ بي .. وَفِعلي لَهُ وَصفٌ إِلى الدَهرِ يُذكَرُ

إِذا ما لَقيتُ المَوتَ عَمَّمتُ رَأسَهُ .. بِسَيفٍ عَلى شُربِ الدِما يَتَجَوهَرُ

سَوادي بَياضٌ حينَ تَبدو شَمائِلي .. وَفِعلي عَلى الأَنسابِ يَزهو وَيَفخَرُ

أَلا فَليَعِش جاري عَزيزاً وَيَنثَني .. عَدُوّي ذَليلاً نادِماً يَتَحَسَّرُ

هَزَمتُ تَميماً ثُمَّ جَندَلتُ كَبشَهُم .. وَعُدتُ وَسَيفي مِن دَمِ القَومِ أَحمَرُ

بَني عَبسَ سودوا في القَبائِلَ وَاِفخَروا .. بِعَبدٍ لَهُ فَوقَ السَماكَينِ مِنبَرُ

إِذا ما مُنادي الحَيِّ نادى أَجَبتُهُ .. وَخَيلُ المَنايا بِالجَماجِمِ تَعثُرُ

سَلِ المَشرَفيَّ الهِندَوانيَّ في يَدي .. يُخَبِّركَ عَنّي أَنَّني أَنا عَنتَرُ

قصيدة أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ:

أَحِنُّ إِلى ضَربِ السُيوفِ القَواضِبِ .. وَأَصبو إِلى طَعنِ الرِماحِ اللَواعِبِ

وَأَشتاقُ كاساتِ المَنونِ إِذا صَفَت .. وَدارَت عَلى رَأسي سِهامُ المَصائِبِ

وَيُطرِبُني وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا .. حُداةُ المَنايا وَاِرتِعاجُ المَواكِبِ

وَضَربٌ وَطَعنٌ تَحتَ ظِلِّ عَجاجَةٍ .. كَجُنحِ الدُجى مِن وَقعِ أَيدي السَلاهِبِ

تَطيرُ رُؤوسُ القَومِ تَحتَ ظَلامِها .. وَتَنقَضُّ فيها كَالنُجومُ الثَواقِب

وَتَلمَعُ فيها البيضُ مِن كُلِّ جانِبٍ .. كَلَمعِ بُروقٍ في ظَلامِ الغَياهِبِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَجدَ وَالفَخرَ وَالعُلا .. وَنَيلَ الأَماني وَاِرتِفاعَ المَراتِبِ

لِمَن يَلتَقي أَبطالَها وَسَراتَها .. بِقَلبٍ صَبورٍ عِندَ وَقعِ المَضارِبِ

وَيَبني بِحَدِّ السَيفِ مَجداً مُشَيَّداً .. عَلى فَلَكِ العَلياءِ فَوقَ الكَواكِبِ

وَمَن لَم يُرَوِّ رُمحَهُ مِن دَمِ العِدا .. إِذا اِشتَبَكَت سُمرُ القَنا بِالقَواضِبِ

وَيُعطي القَنا الخَطِّيَّ في الحَربِ حَقَّهُ .. وَيَبري بِحَدِّ السَيفِ عُرضَ المَناكبِ

يَعيشُ كَما عاشَ الذَليلُ بِغُصَّةٍ .. وَإِن ماتَ لا يُجري دُموعَ النَوادِبِ

فَضائِلُ عَزمٍ لا تُباعُ لِضارِعٍ .. وَأَسرارُ حَزمٍ لا تُذاعُ لِعائِبِ

بَرَزتُ بِها دَهراً عَلى كُلِّ حادِثٍ .. وَلا كُحلَ إِلّا مِن غُبارِ الكَتائِبِ

إِذا كَذَبَ البَرقُ اللَموعُ لِشائِمٍ .. فَبَرقُ حُسامي صادِقٌ غَيرُ كاذِبِ

من اقوال عنترة بن شداد عن الشجاعة

كان لعنترة بن شداد اَلكثِير مِن الأقوال والحكم عن الشَّجاعة والْفَخر، والفروسيَّة وَغَيرهَا اَلكثِير وظهر ذلك في أبيات قَصائِده:

  • إنَّما الشَّجاعة صبر سَاعة.
  • فكم ليلٍ ركبتُ بهِ جواداً وقد أصبحتُ في حِصنٍ حصين.
  • والْخَيْل تَعلُّم والْفوارس أَننِي شَيْخ اَلحُروب وُكْهلْهَا وَفَتاهَا.
  • الحرْب أوَّلهَا شَكوَى وأوْسطهَا نَجوَى وآخرَهَا بَلوَى.

قصائد عنترة بن شداد في الفخر

قصيدة حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ:

حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ .. وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ

وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم .. وإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي

وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ .. خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ

فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِه .. وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ

وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ .. أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ

قصيدة سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ:

سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ .. وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ

وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ .. أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت

وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي .. ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ

بسيفٍ حدهُ يزجي المنايا .. وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ

خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً .. وقد بليَ الحديدُ ومابليتُ

وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا .. ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ

وَإني قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي .. بأقحافِ الرُّؤوس وَما رَويتُ.

فما للرمحِ في جسمي نصيبٌ .. ولا للسيفِ في أعضاي َقوتُ

ولي بيتٌ علا فلكَ الثريَّا .. تَخِرُّ لِعُظْمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ

قصائد عنترة بن شداد في الحب

قصيدة زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى:

زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى .. لِمُتيَّمم نَشوانَ مَحلولِ العُرى

فَنَهَـضتُ أَشكو ما لَقيتُ لِبُعدِها .. فَتنَفَّست مسكًا يُخالِطُ عَنبرا

فضَمَمتُها كَيما أُقَـبِّل ثَغرَها .. وَالدَمعُ مِن جَفنَيَّ قَد بَلَّ الثَرى

وكَشفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها .. حَتى أَعادَ اللَيلَ صبحًا مُسفِرا

عَرَبِيَّة يَهتَزُّ لينُ قَوامِها .. فَيَـخالُهُ العُشّاقُ رُمحًا أَسمَرا

قصيدة دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِ

دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِ .. وَأَبلُغُ الغايَةَ القُصوى مِنَ الرُتَبِ

لَعَلَّ عَبلَةَ تُضحي وَهيَ راضِيَةٌ .. عَلى سَوادي وَتَمحو صورَةَ الغَضَبِ

إِذا رَأَت سائِرَ الساداتِ سائِرَةً .. تَزورُ شِعري بِرُكنِ البَيتِ في رَجَبِ

يا عَبلَ قومي اِنظُري فِعلي وَلا تَسَلَي .. عَنّي الحَسودَ الَّذي يُنبيكِ بِالكَذِبِ [1][2]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى