الحق الواجب للضيف من الإكرام

كتابة: الرميصاء رضا آخر تحديث: 06 فبراير 2023 , 15:16

الحق الواجب للضيف من الإكرام

يوم وليلة .

للضيف في الإسلام حقوق كثيرة يجب القيام بها، فهو بمثابة أخ في الإسلام لأخوه المسلم، فإذا جاء إليك ضيف لا بد لك أن تكرمه وتضيفه وتقدم له ما لديك من طعام أو شراب وتعرض عليه المبيت إذا قدم من سفر، وقد ضرب الرسول والصحابة أعظم الأمثلة في إكرام الضيف ومن قبلهم العرب أنفسهم، فصفة الكرم وخاصة الكرم مع الضيف الغريب من الصفات التي اشتهر بها العرب منذ القدم.

ها هو حاتم الطائي الذي اشتهر بأنه أكرم إنسان في العرب لما كان يفعله مع القوافل القادمة، فلم يكن يتهاون في هذا الأمر حتى أنه كان من الممكن أن يذبح أي شيء لديه حتى يضيف القادم عليه، وكذلك زاد الركب الذي لم يكن يتبعه أحد في قافلة إلا تكفل به وزاده، حتى أن الراكب كان لا يأتي بشيء وهو الذي يأتي بكل شيء، لذلك سمي زاد للركب لأجل كرمه.

في الإسلام تكثر قصص الصحابة في الكرم والكرم مع الضيف بالأخص، فكان لا يدخل مسلم عند أخيه المسلم إلا قدم له ما لديه من طعام وشراب حتى لو كان هذا الطعام هو آخر شيء يوجد في البيت، وهذا يدل على أن العرب والمسلمين كانوا أصحاب مروءات وصفات حسنة قل أن تجدها اليوم.

للضيف حق على أخيه المسلم في الإسلام، فالحق الواجب للضيف من الإكرام هو يوم وليلة، ولكن إذا أطال الضيف في الجلوس عند أخيه فإن أخيه يكرمه يومين، وإذا أطال عن ذلك فإنه يعتبر من الصدقة بمكانة، ولكن لا يجب أن يطيل الضيف عند أخيه أكثر من ذلك، لأنه بهذا يثقل عليه في المأكل والمشرب، كذلك المكان عليه وعلى أهله.

شرع الإسلام أن من الواجب على المسلم أن يضيف أخيه يومًا وليلة كما في الحديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم”، وفوق أن هذا يوطد العلاقات بين المسلمين وبعضهم فإن المضيف يأخذ أجرًا على الضيافة وكلما أكرم ضيفه زاد هذا الأجر.[1][2]

من هو الضيف

هو أخوك المسلم الذي يأتي إلى منزلك في أي وقت .

في الإسلام، يجب على المضيف أن يكرم ضيفه ويقوم بحقه، كما وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإكرام الضيف خلق عظيم من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى به كل مسلم كما تحلى بها العرب والمسلمين من قبل، فإكرام الضيف من الصفات التي تميز بها العرب عن غيرهم من الأمم فكان منهم حاتم الطائي وهرم بن سنان وكعب بن أمانة، وفي الإسلام كان هناك الكثير من الأمثلة.

كان على رأس هذه الأمثلة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي كان يعطي من مال الله وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدًا، وربط سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإيمان بكرم الضيف فقال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه”، فالربط هنا مفاده الإحسان لأن هذا الضيف هو عبد من عباد الله وهو أخ له في الإسلام ويجب على كل واحد منا أن يتخيل أنه يمكن أن يكون في يوم من الأيام ضيف.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يخرجه”، وآخر جزء من الحديث فيه معنًا عظيمًا، وهو أن الإسلام شرع الضيافة بالفعل، أجازها يوم وليلة، ويمكن له أن يستمر لمدة ثلاثة أيام ويمكن أن يستمر بأمر المضيف والذي في النهاية سيعتبر هذا من الصدقة، ولكن لا يجب أن يستمر الضيف في الإقامة حتى يخرجه المضيف من بيته، فلا يجب على الضيف استغلال هذا الفعل الحسن من المضيف أسوأ استغلال فيؤثر عليه وعلى أهل بيته.[3]

حق اكرام الضيف هل هو واجب

إكرام الضيف واجب على كل مسلم لمدة يوم وليلة . 

إن إكرام الضيف من الأخلاق الحميدة التي تحلى بها العرب، بجانب الكثير من الأخلاق الحسنة للذين تحلوا بها أيضًا مثل الشجاعة والمروءة، لذلك بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلام قال صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”، لذلك قال العلماء في هذه النقطة: وكانت العرب أحسن اخلاقًا بما بقى عندهم من شريعة إبراهيم عليه السلام، وكانوا ضلوا بالكفر عن كثير منها: فبعث صلى الله عليه وسلم ليتمم محاسن الأخلاق”.

من هذه الأخلاق إكرام الضيف، ولذلك جعله الرسول صلى الله عليه وسلم واجبًا على كل مسلم، فليس من المروءة أن ينزل أحد في بيت أخيه ولا يهيئ له طعامًا وشرابًا ومسكنًا لذلك جاء في الحديث: “فليكرم ضيفه”، وكما قال أيضًا قي حديث ابن عمرو: “وإن لزوارك عليك حقًا”.

بجانب أن إكرام الضيف من الواجب ومن المروءة بمكانة، فإن إكرام الضيف سبب للفوز بتوفيق الله وتجنب الخزي، حيث أنه كان من الصفات التي ذكرتها السيدة خديجة عن سيدنا محمد عندما نزل من الغار، فقالت له لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتقري الضيف، ومعناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى قبل الإسلام كان يهيئ لضيوفه الطعام والشراب والمسكن بلا أي مقابل.

إن إكرام الضيف من أسباب دخول الجنة فهو عمل عظيم يدخل في ميزان العبد ويقيه حر جهنم، وأنه أيضًا من أسباب دخول الجنة بسلام حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام”، وإطعام الطعام هنا المقصود به إكرام الضيف.[4]

قصص عن إكرام الضيف في الإسلام

كنا نسمع دائمًا أن خيارهم في الجاهلية خيارهم فالإسلام، فإكرام الضيف من الصفات التي انتقلت في نفوس الصحابة من الجاهلية إلى الإسلام فلم يكن أحد منهم يبخل بطعام عن صاحبه، وأقرب قصة هي قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما نزل الرسول من غار حراء وقابلته السيدة خديجة، وقالت له: والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتقري الضيف وتصل الرحم، فكانت هذه الصفة بالنسبة للسيدة خديجة كافية لأن الله لن يخزيه أبدًا.

هناك قصة أخرى لأحد الصحابة رضوان الله عليهم تضرب مثلًا عظيمًا في صفة إكرام الضيف وهي أن هناك رجلًا جاء لرسول الله وقال له أنه أصابه الجهد، فما كان من الرسول إلا أن أرسل لأمهات المؤمنين يسألهم في طعام فلم يجد عندهم من الطعام شيئًا، فسأل الصحابة وقال لهم: ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله؟، فقام ثابت بن قيس وقال له أنا، وذهب به لامرأته وقال لها: ضيف رسول الله، لا تدخريه شيئًا، فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية، فقال: فأذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة، وضحك الله من صنيعهما ونزلت فيهم آية الإيثار: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.[5]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى