كيف يستفاد مما يوضع في صناديق حفظ النعمة

كيف يستفاد مما يوضع في صناديق حفظ النعمة
يتسائل الكثير عن كيف يستفاد مما يوضع في صناديق حفظ النعمة، وهي مشابهة تمامًا لصناديق الزكاة وجمع التبرعات الموجودة بالمساجد أو بالمناطق العامة، ولكن للطعام ولقد قالوا فيها العلماء: مصارف الزكاة بيَّنها الله سبحانه وتعالى بقوله، (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
وصناديق البرِّ التي توضَع في المساجد وغالباً ما تكون لمصلحة المسجد ومَن يخدم أو يتعلم فيه ليست من هذه الأصناف الثمانية ، فلا يجوز وضع شيء فيها من الزكاة، ويشرع مساعدة أهلها بغير الزكاة المفروضة لقول الله سبحانه وتعالى ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )، وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
هناك الكثير من الدلائل القوية على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الطعام وتقديره للنعمة سواء فكان لا يعيب طعام قط، ويعتبر ذلك من الهدي النبوي الشريف في الحفاظ على النعمة، وهناك حديث عن أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها أنها وجدت تمرة فأكلتها وقالت إن الله لا يحب الفساد، ولذلك يجب تعزيز مشروع صناديق حفظ النعمة في كل مكان، وفيما يلي سوف نقوم بمعرفة كيف يستفاد مما يوضع في صناديق حفظ النعمة:
- يتم حفظ بقايا الطعام في صناديق مخصصة تُسمى صناديق النعمة من ثم تُوزع على الفقراء.
- يتم جمع فتات الطعام أو الطعام الغير صالح للاستهلاك الآدمي ووضعه للطيور و الحيوانات.
- أو يتم جمع الطعام في حالة كان بكميات كبيرة وصالح للاستهلاك وتقديمة للفنادق والنوادي في المناسبات الاجتماعية. [1]
حديث عن بقايا الطعام
لقد روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة، فقال: ،فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة.
وهذا الحديث يحثنا على عدم ترك بقايا الطعام وإهدارها وهذا بالضبط ما يرشد إليه مشروع صناديق حفظ النعمة وهو الحفاظ على بقايا الطعام الزئدة وعدم رميها، بل التصدق بها سواء للفقراء إذا كانت في حالة جيدة من أمرها، أو للطيور والحيوانات، وتلك من موجبات حفظ النعمة، ومن وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحرص على عدم إهدار الطعام وتركة للشيطان لأننا لا نعلم أي منه في البركة.
ولقد ذكر ذلك النووي رحمه الله عند شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تدرون في أيه البركة فقال: (معناه والله أعلم أن الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله أو فيما بقي على أصابعه أو في ما بقي في أسفل القصعة أو في اللقمة الساقطة، فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة، وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به، والمراد هنا والله أعلم ما يحصل به التغذية وتسلم عاقبته من أذى ويقوي على طاعة الله تعالى وغير ذلك ). [2]
هل يجوز رمي بقايا الخبز في القمامة
لا يجوز.
لمن كان يتساءل كيف يستفاد مما يوضع في صناديق حفظ النعمة، الإجابة هي بالتصدق على الفقراء، وأي فعل غير ذلك من إهدار للطعام أو رميه في القمامة فإنه غير جائز، لأنه فيه إهانة للنعمة وإضاعة للمال الذي أُنفق فيها، والمعروف في الإسلام أن يتم وضع الطعام الزائد في كيس منفصل أو صندوق بشكل مرتب ويتم التصدق بها للفقراء والحيوانات من الطيور.
ولقد قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (أما الخبز واللحوم وأنواع الأطعمة فلا يجوز طرحها في البيارات بل يجب دفعها إلى من يحتاج إليها أو وضعها في مكان بارز لا يمتهن، رجاء أن يأخذها من يحتاجها إلى دوابه، أو يأكلها بعض الدواب والطيور، ولا يجوز وضعها في القمامة ولا في المواضع القذرة ولا في الطريق، لما في ذلك من الامتهان لها ولما في وضعها في الطريق من الامتهان وإيذاء من يسلك الطريق ). [3]
أين أضع بقايا الطعام
في صندوق حفظ النعم، أو أكياس حفظ الطعام.
من آداب حفظ النعمة وضع الطعام الزائد في أكياس لحفظة والتصدق به للفقراء والمحتاجين في حالة أن كان صالح للاستعمال الآدمي، وفي حالة عدم ذلك يتم إخراجه للحيوانات، ولا يجوز إلقاء بقايا الطعام في القمامة ولو حتى قطعة خبز صغيرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم أكرموا الخبز، ولكن ما بقيا من فتات الطعام ولا يصلح للحيوانات فلا حرج بتجميعه ووضعه في ركن حتى لا يتم المشي عليه. [4]
حكم إهانة الطعام
مخالف للسنة النبوية.
لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على احترام الطعام وتقدير النعمة فكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، ولا يرمي طعامًا قط فكان ما اشتهاه من الطعام أكله ومالم يشتهيه تركه، وذلك يوجب علينا عدم الإسراف في الطعام ورميه، ولذلك تم وضع صناديق حفظ النعمة وهي صناديق توضع في بعض الأماكن العامة مثل الفنادق والمطاعم والمدارس لوضع الطعام الزائد، فعن أنس رضي الله عنه قال: (مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق فقال ( لولا إني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ). [1]
متى يجوز رمي الطعام
عندما يفسد.
يجوز رمي الطعام عندما يفسد ولكن بشرط أن يتم رميه في مكان طيب تأكل منه الطيور والحيوانات، ولكن في الأصل لا يجوز ترك الطعام حتى يفسد عن عمد من ثم يتم رميه في القمامة لأن ذلك يعتبر إهانة لنعمة الله عز وجل، ولو حتى قطعة عيش صغيرة، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سقطت لقمة أحدكم، فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان ) رواه مسلم، وذلك جواب صريح على عدم جواز رمي الطعام. [ 5]