يستفاد من قوله تعالى ان الله لايغفر ان يشرك به

كتابة: الرميصاء رضا آخر تحديث: 02 يونيو 2023 , 11:09

يستفاد من قوله تعالى ان الله لايغفر ان يشرك به

أن الإنسان إذا مات وهو مشرك لن يغفر الله له .

يستفاد من قوله تعالى ان الله لايغفر ان يشرك به أن الإنسان إذا مات وهو كافر أو مشرك فلن يغفر الله له لأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يكون له شريك في الملك، ومعنى الآية أن الله لا يغفر للمشرك ذنوبه إذا مات ولم يتب منها أما إذا تاب عن الذنوب ورجع عن الشرك فإن الله يقبل توبته في هذه الحالة.

يمكننا أن نخرج من هذه الآية بأن الشرك هو أعظم الذنوب والكبائر التي يمكن أن يرتكبها الإنسان فإذا ارتكبها الإنسان لن يغفر الله له والجنة حرام عليه، ولكن إذا ارتكب الإنسان أي معصية أخرى ولم يتب منها ثم مات يمكن أن يغفرها الله له وذلك بنص الآية {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، وذلك عن طريق أعماله الصالحة الأخرى.

إذا ارتكب الإنسان معصية مثل شرب الخمر والزنا ولكنها كان يصلي ويتصدق فمن الممكن أن تشمله رحمة الله ويغفر الله له بفضل هذه الأعمال ويدخله الجنة، ومن الممكن أيضًا ألا تشمله رحمة الله وبعاقبه الله على قدر معاصيه وبعدها يدخله الجنة، لذلك لا بد للمسلم الابتعاد عن الشرك بالله الذي هو من أكبر الذنوب وكذلك يبتعد عن الذنوب الأخرى حتى يدخل الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب.[1]

من نتائج الشرك بالله أن الله لا يغفره

نعم، من نتائجه أن الله لا يغفره.

الشرك بالله هو أعظم الذنوب التي لا يغفرها الله للعبد إلا إذا قام بالتوبة النصوح وقدم كل الندم والعزم على أن يؤمن بالله وحده ولا يشرك معه في عبادته شيء، أما الشرك بالله الذي لا يغفره الله أبدًا هو إذا استمر الشخص المشرك على شركه وطغيانه، واستمر في ظلام الكفر والذنوب وادعاء أن الله ليس وحده بل يمكننا أن نعبد مع شيء أو شخص آخر.

فإذا مات هذا الشخص دون أن يتراجع عن أي شيء مما كان يعتقده ويدعو له ففي هذه الحالة لا يغفر له الله بل يخلد في النار ولا يستطيع أن يشم رائحة الجنة، لذلك على كل إنسان تجنب الأشياء التي تقربه من الشرك وأن يدعو الله أن يبعده عن الفتن التي تكون سببًا في الشرك بالله.[1]

هل تقبل توبة المشرك بالله ابن باز

نعم، تقبل توبته إذا صدق التوبة.

يقول ابن باز أن التوبة تقبل من المشرك، وتقبل من الكبائر والصغائر و الشرك اعظم الذنوب والشرك بالله معناه أن يجعل العبد لله ندًّا من عباده يعبده معه ويتقرب به إلى الله، وكما تقبل توبة المشرك وهو الذي ارتكب أكبر الكبائر يقبل الله توبة جميع العاصين ولكن إذا صدقوا النية في التوبة وأخلصوها لله سبحانه وتعالى، والتوبة مثل الإسلام تمامًا فالإسلام يحذف كل الذنوب والمعاصي التي كانت قبله وكذلك التوبة تنقي المسلم من ذنوبة.

ذلك مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله غليه وسلم: الإسلام يهدم ما قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها”، وأيضًا: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”، وهذا إن دل على شيء فيدل على رحمة الله وعباده، وحتى تكون التوبة من الشرك خالصة لا بد أن يندم المشرك ندمًا شديدًا على ما فعل من معصية كبيرة ولا بد من إقلاعه عن هذه المعصية بالإضافة إلى العزم بألا يعود لهذا الحال مرة أخرى.[2]

ماذا أفعل إذا أردت أن أتوب  

  • الإقلاع عن الذنب.
  • الندم على ما فات.
  • العزم على ترك المعاصي.
  • رد الحقوق لأصحابها.

حتى يقلع المسلم عن الذنوب التي ارتكبها في حق نفسه وحق الله، لا بد أن يحقق شروط التوبة وأن يقوم بها على أكمل وجه وهي:

الإقلاع عن الذنب: حتى تتحقق التوبة ويشعر الإنسان أنه تائب رجع إلى الله لا بد أن يتخلص من الذنب الذي ظل ملازمه لفترة طويلة، عادة ما يكون الأمر صعبًا ولكن هي خطوة مهمة في سبيل التوبة التي سيكون أثرها فعالًا بعد ذلك.

الندم على ما فات: إن الأصل في التوبة إخلاص النية لله في هذه التوبة، ولا يمكن تحقيق الإخلاص إلا إذا ندم الشخص على ما كان من المعاصي والسيئات، لذلك كان الندم على ما فات من أهم شروط التوبة.

العزم على ترك المعاصي: تحقيق التوبة لا يتم إلا إذا ترك الشخص المعاصي وليس هذا فقط بل لا بد أن يكون عازمًا على ترك المعاصي المختلفة إلى الأبد حتى يوفقه الله للتوبة ويقبلها منها.

رد الحقوق لأصحابها: إذا كانت المعصية التي كان يرتكبها الشخص متعلقة بأمر من أمور العباد فلا بد من رد الحقوق لأصحابها والتوبة على ما فات، فلا تتحقق التوبة إلا إذا تخلص الإنسان من ذنوب العباد.[3]

ما هي نتائج الشرك بالله

  • الانحراف عن الفطرة السليمة.
  • إذلال الإنسان ومهانته.
  • الشتات والاضطراب.
  • انتشار الخرافات.
  • انبعاث المخاوف.

للشرك بالله نتائج ومفاسد كثيرة من الممكن أن تعود على صاحبها جزاءً من جنس عمله، ومن هذه النتائج والأضرار:

الانحراف عن الفطرة السليمة: الدين هو الفطرة التي فطر الناس عليها من خلال توحيد الله وعبادته، فمعنى أن تشرك بالله الانحراف عن الفطرة التي فطر الله عليها عباده وهذا من أخطر نتائج الشرك لأن الذي يبتعد عن الفكرة يمكنه فعل أي شيء بعد ذلك فهو لا يستند إلى شيء بعينه بل يترك نفسه لهواه.

إذلال الإنسان ومهانته: ابتغاء العزة عند الآخرين وعدم ابتغائها من توحيد الله واحدة من النتائج السيئة للشرك بالله وذلك لأن العزة ليست إلا من عند الله حيث قال الله سبحانه وتعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا}، لذلك إذا فعل الإنسان هذا فهو لا يبحث عن العزة بل يبحث عن الذل والمهانة بلا شك.

الشتات والاضطراب: إيمان الإنسان بشيء واحد من الأمور التي تجعل الإنسان ثابتًا وراسخًا في حياه، فهو يعيش حياته كلها من أجل الله ومن أجل الغاية الكبرى وهي دخول الجنة، أما الشرك يجعل الإنسان مشتتًا في كل حدب وصوب لا يعرف طريقًا واحدًا ولا هدفًا ثابتًا.

انتشار الخرافات: الذي يعتقد أن للكون إلهًا غير الله ومؤثرًا آخر غيره، تروح نفسه وتجيء مع كل دجال ومع كل كل خرافة، فلو كان الله ليس هو المؤثر فالخرافات والأباطيل هي المؤثرة، مما يؤدي إلى انتشار الخرافة في المجتمع وكذلك انتشار الشرك كما نرى في أيامنا هذه.

انبعاث المخاوف: إذا صدق الإنسان الخرافات وأشرك بالله سيصبح طوال حياته خائفًا من الخرافات والكهنة الذين مشى ورائهم وصدق خرافاتهم، وسيظل خائفًا طوال حياته مما قد يفعلونه به فهؤلاء الناس لا أمان لهم.[4]

كيف ابتعد عن الشرك بالله

  • الاستعانة بالله.
  • تعلم التوحيد.
  • مطالعة السيرة.

يمكن للإنسان المسلم الابتعاد تمامًا عن الشرك ومواطنه، ومواطن الفتنة التي تؤدي إلى الشرك ومن وسائل تجنب الشرك بالله:

الاستعانة بالله: الله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يمكن أن يجنبنا الفتن ويحمينا من الشرك لذلك لا بد أن نلجأ إليه ونستعين به على هذا الأمر وهو أو الخطوات للابتعاد عن الشرك.

تعلم التوحيد: تعلم التوحيد ومعرفة المسائل المهمة من الأمور التي تجنبنا الشرك وتجعلنا مرتبطين بالله وتوحيده والابتعاد عن كل ما له علاقة بالشرك والفتن.

مطالعة السيرة: العلم بحال الصحابة قبل الإسلام وهم مشركون ومعرفة حالهم بعد الإسلام يساعدنا في معرفة أن الله وحده هو الحق والتوحيد حق ولا شيء يمكن إفادتنا إلا التوحيد.[5]

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى