ما هي المرحلة الاولى من مراحل تنقية مياه الصرف الصحي

المرحلة الاولى من مراحل تنقية مياه الصرف الصحي
الترسيب .
تتم معالجة مياه الصرف الصحي التي قلت جودتها بسبب تعرضها للمخلفات أو ما إلى ذلك وهي المياه التي تم استخدامها في غسل الصحون على سبيل المثال، او الاستحمام، أو مصارف العواصف، وتتم معالجة مياه الصرف الصحي على ثلاث مراحل لتنقيتها وتحويلها إلى مياه صالحة ونقية لإعادتها للبيئة سواء في الانهار أو الاحواض الهيدروغرافية أو البحار والمحيطات وفي بعض الأحيان للاستخدام في الشرب أو الري والزراعة.
تعرف المرحلة الاولى لتنقية الصرف الصحي بالترسيب وتستخدم هذه المرحلة لتحضير المياه لعملية التنقية عن طريق إزالة الشوائب منها بالكيفية الآتية: في هذه المرحلة تتم عملية الترشيح الخشن عن طريق تخزين المياه العادمة بشكل مؤقت في خزانات مؤقتة لتتم عملية إزالة المواد الصلبة العالقة في المياه عن طريق فصل النفايات الكبيرة والمتوسطة بواسطة شاشات وغرابيل ومن ثم يتم الاحتفاظ بالماء في أجهزة الطرد المركزي في مدة من ساعة إلى ساعتين حيث تساعد الجاذبية على فصل هذه الجسيمات عن الماء، وبفعل الجاذبية تغرق المواد الثقيلة إلى القاع بينما الأخف وزنًا تطفو على السطح، ومن فوائد هذه المرحلة عملية إزالة المواد العضوية المرتبطة بهذه النفايات والمواد الصلبة ويمكن اضافة مواد كيميائية أيضًا لتحسين ترسيب المواد الصلبة وازالة الفوسفور، وتتم هذه العملية استباقًا لعملية تنقية المياه لأن هذه المواد الصلبة من الممكن أن تؤدي إلى تلف المضخات والصمامات، وبعد هذه العملية فالمياه تكون جاهزة للمرحلة التالية لتنقيتها لتصبح صالحة للاستخدام.
المرحلة الثانية المعالجة الثانوية
تعرف المرحلة الثانية لتنقية مياه الصرف الصحي بعد ازالة المواد الصلبة الكبيرة منها باسم المعالجة الثانوية، وتتم هذه العملية لإزالة المواد العضوية من الماء وكذلك العناصر الغذائية مثل: النيتروجين والفوسفور، وكذلك المواد العضوية الصلبة لكنها قابلة للذوبان والتي لم يتم إزالتها في مرحلة الترسيب وأيضًا تتعامل مع المواد الصلبة العالقة الأصغر حجما مما تم معالجتها في المرحلة السابقة، وتعتبر عملية المعالجة الثانوية عملية بيولوجية في الأساس لأنها تعتمد على البكتيريا والمواد الدقيقة لتحليل المواد العضوية والعناصر الغذائية الموجودة في الماء والقضاء عليها وهذه الطريقة تسمى “الحمأة النشطة” وتتم عن طريق ترك المياه التي يتم معالجتها في خزان لعدة أيام تحت ظروف أكسجين مختلفة سواء هوائية أو لا هوائية، ومن هنا تبدأ تتغذى البكتيريا التي تعيش في هذا الخزان على المادة العضوية والعناصر الغذائية الموجودة من الماء وتتم إزالتها من الماء.
تبدأ عملية الاستقرار بعد هذه العملية البيولوجية وتترسب البكتيريا في القاع للخزان الخاص بالترسيب ويتبقى الماء والمواد الصلبة ويتم التخلص من هذه المواد الصلبة عن طريق الجزء السفلي من الخزان ويتدفق الماء النقي للأعلى بدون البكتيريا أو المواد الصلبة وتصبح المياه نقية، وقد تقف مرحلة التنقية عند هذه الخطوة في معظم محطات معالجة المياه عندما تكون المياه مطابقة لمواصفات التصريف المحددة ولا توجد متطلبات إضافية لجودة المياه، وتتم عملية المعالجة الثانوية بعدة طرق منها: المفاعلات الحيوية، أسرة تصفية، البرك الهوائية، الحمأة المنشطة، تدوير الموصلات البيولوجية والمفاعلات الحيوية هي أكثر التقنيات كفاءة وحداثة في معالجة المياه، وهدف وفائدة هذه المرحلة هي لغى الحاجة إلى مصفاة أخرى ثانوية أو نظام ترسيح للمواد الصلبة ففي هذه المرحلة من المعالجة الثانوية تحديث العملية البيولوجية والفصل المادي في وقت واحد بكفاءة ونظام واحد وفي هذه المرحلة يمكن اطلاقها للبيئة دون مشاكل.
المرحلة الثالثة التلميع
- التطهير بالأشعة فوق البنفسجية.
- التطهير الكيميائي.
تعرف المرحلة الثالثة والأخيرة في معالجة مياة الصرف الصحي بالتلميع حيث يتم في هذا المرحلة إنتاج مياه مطابقة للمواصفات مثل: المياه التقنية والمياه العامة، والهدف من هذه المرحلة هو زيادة جودة الماء النهائية بحيث يمكن إعادتها للبيئة سواء في البحار أو الانهار أو المحيطات وأحيانًا للاستخدام البشري وفي سبيل رفع معدل جودة المياه يتم التخلص من سلسلة البكتيريا المسببة للأمراض مثل: البكتيريا البرازية
التطهير بالأشعة فوق البنفسجية: لا يحتاج التطهير بالأشعة فوق البنفسجية لإضافة أي مواد كيميائية بل على العكس فهي تعتبر بديل للمواد الكيميائية ولا نحتاج بعدها لتصفية الماء من أي إضافات، ومن مميزات التطهير بالأشعة فوق البنفسجية: أنها لا تؤثر على طعم أو لون أو رائحة المياه ولا تؤثر على الأس الهيدروجيني للماء كل ما هنالك أنها تنقيها من الكائنات الدقيقة فقط، ويستخدم التطهير بالأشعة فوق البنفسجية للتحكم البكتيري فهي تعمل على ضمان عدم قدرة الكائنات الدقيقة على التكاثر بل ويعمل التطهير بالأشعة فوق البنفسجية على إزالة الكلور والكلورامين والأوزون والبروم مما يجعل الماء نقيًا تمامًا ومثاليًا ومناسب لإنتاج مياه تقنية نقية للغاية.
التطهير الكيميائي: وهنا نحتاج إلى إضافة مادة كيميائية لقتل البكتيريا والفيروسات المتواجدة في الماء وغالبً ما تكون هذه المادة هي الكلور فهو قادر وبفاعلية على قتل الفيروسات والبكتيريا ولكن هذه العملية تحتاج إلى مرحلة أخرى من ثنائي الكلور قبل تصريفه إلى البيئة، ويمكن التطهير بمادة كيميائية أخرى وهي اليود وهو بنفس فاعلية الكلور في قتل البكتيريا والفيروسات.
وبالتأكيد إذا كنا في موضع الاختيار لمعالجة مياه الصرف الصحي في المرحلة الأخيرة فسنقوم باختيار التطهير بالأشعة فوق البنفسجية لأنه أفضل بكثير لأنه يزيل الكلور الذي تعالج به المياه في الأساس ويتحكم في الكائنات الدقيقة. [1] [2]
لماذا يتم تنقية مياه الصرف الصحي
للتخلص من مسببات التلوث للبيئة .
طبقًا للهدف رقم 6 من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030 “Clean Water and Sanitation” الذي يقول بأن: “المياه والنظافة هما من أهم الاحتياجات البشرية الأساسية للصحة والرفاهية، وبسبب النمو السكاني في جميع أنحاء العالم وزيادة الاحتياجات المائية في جميع القطاعات من الزراعة والصناعة والطاقة، وبحلول عام 2030 سيعاني مليارات من الناس من عدم الوصول إلى المياه بسبب عقود من سوء الاستخدام والادارة والاستخراج الكثيف للمياه الجوفية وتلوث إمدادات المياه العذبة، وتواجه بعض البلدان ندرة المياه بسبب تغير المناخ، وقلة الاستثمار في المياه وشبكات معالجة الصرف الصحي، ولمنع كل ذلك والوصول للجميع ستحتاج معدلات التقدم الحالية إلى التضاعف أربع مرات، وهذه الأهداف سوف تساهم في إنقاذ ما يقارب من 829000 شخص سنويًا ممن يموتون بسبب مباشر يتعلق بالمياه إما بسبب عدم جودتها وتلوثها والصرف الصحي غير المعالج بشكل كافي”. [3]
ولأن زيادة السكان ستساهم في استهلاك أكثر للمياه وزيادة تصريف مياه الصرف الصحي فهذا يعني أننا سنحتاج إلى تثيف معالجة هذه الكمية من مياه الصرف الصحي وإعادتها للبيئة وبأسعار مناسبة للجميع وبشكل مستدام ليستفاد منها الجميع، وقد شهد العالم بعض التقدم في هذا المجال مثل: أمريكا اللاتينية وإسبانيا، ولكن يبقى معدلات مياه الصرف الصحي الغير معالجة مازال مرتفعًا وبسبب ذلك يجب مواصلة الجهود لرفع هذه الكمية. [2]