كان يطلق على الدرعية قديماً اسم المليبيد

كان يطلق على الدرعية قديماً اسم المليبيد
كان يطلق على مدينة الدرَعية قديمًا اسم المليبيد، إلى جانب العديد من الأسماء الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنها أقدم المدن الموجودة في السعودية، وهناك ارتباط بينها وبين تاريخ المملكة وأجدادها منذ القدم، كما أنها من أكبر مدن المملكة وأكثرها تقدمًا وتطورًا بوقتها ، إذ كانت أول عاصمة للمملكة، وتميزت بموقع جغرافي وتاريخ عريق.
سميت الدرعية بهذا الاسم نسبة إلى الدروع من بني حنيفة و امتدادا لاسم بلدتهم السابقة
تم تسمية مدينة الدرعية بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة الدروع والتي كانت تعيش في وادي حنيفة قديمًا، وكان هذا نسبة إلى ابن درع، ويجدر ذكر أنه من قام بتأريخ وصولهم، وقد تم تأسيس المدينة في سنة 1446 ميلاديًا، أي أن لها عمر طويل يتميز بالأصالة والتاريخ العريق.
موقع مدينة الدرعية
تقع مدينة الدرعية في الأطراف الشمالية الغربية من مدينة الرياض، ويحدها من الأربع اتجاهات ما يلي:
- يحدها من الجهة الشمالية حريملاء.
- يحدها من الجهة الجنوبية والجهة الغربية ضرما.
- يحدها من الجهة الشرقية مدينة الرياض.
ومن الجدير بالذكر أن الدرعية تقع على بعد 20 دقيقة شمال – غرب وسط الرياض، وحاليًا يتم الاهتمام بها من أجل تحويلها لأحد أهم الوجهات العصرية في العالم من حيث الثقافة، الضيافة، التراث، التعليم، وتجارة التجزئة، كما يتم السعي حتى تكون أحد أعظم أماكن التجمعات في العالم.
ويجدر ذكر أن موقع الدرعية يتوسط الجزيرة العربية، وبالتالي أصبحت نقطة هامة في تاريخ السعودية، وبدأ تاريخ تلك المدينة على يد مانع بن ربيعة المريدي، وهو من وضع ركن الأساس لواحد من الأحياء الهامة التاريخية في الدرعية، وكانت تلك المدينة إمارة الأمير محمد بن سعود والمركز الأساسي والنقطة الرئيسية لانطلاقة الدولة السعودية الأولى، بعد هذا تم توحيد المملكة تحت علم وراية سعودية واحدة يتم الاعتزاز بها حتى اليوم.
آثار مدينة الدرعية التاريخية
تضم مدينة الدرعية العديد من الآثار التاريخية ومنها الأحياء، المتاحف، والمتنزهات، وكل تلك الآثار جعلت من المدينة معلماً هامًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، مثل:
- حي طريف.
- حديقة الدرعية.
- قصر الدرعية.
- حي البجيري.
- منتزه البجيري.
- متحف الدرعية التاريخي.
حي طريف: إذ يضم حي طريف الكثير من المباني الأثرية، والقصور الرائعة والمعالم التاريخية بالغة الأهمية، ومنها: حمام طريف، أما عن القصور الهامة التي توجد في حي طريف:
- قصر سلوى.
- قصر سعد بن سعود.
- قصر ناصر بن سعود.
- قصر الضيافة التقليدي.
وخلال اجتماع التراث العالمي في يوم 29/07/2010، قامت اللجنة بإصدار قرار إدراج كل من حمام طريف و حي طريف ضمن قائمة التراث العالمي التابعة رسميًا لليونسكو.
حديقة الدرعية: ويمكن القول بإن حديقة الدرعية من أشهر الآثار التاريخية في الدرعية، إذ اشتهر منتزه وادي حنيفة الدرعية بأنه حلقة الوصل ما بين حي طريف وحي البجيري، وبالتالي أصبحت موقعًا مميزاً للسياح، إذ يمكنهم الاستمتاع بالمباني والليالي الشاعرية الجميلة أسفل الأشجار الساحرة.
قصر الدرعية: يوجد هذا القصر في حي طريف، ويُعد من أبرز المعالم القديمة في المدينة، إذ يشكل مجسمًا حياً يشهد على أن وضع القصور مثلما كانت عليه في قديم الزمان بحي طريف، ومن الجدير بالذكر أن جدرانه الخارجية تغطيها أشكالاً هندسية متميزة للغاية، ومن الأعلى بها فتحات مثلثة الشكل لغرض الإضاءة والتهوية داخل قصر الدرعية، وأما من داخله فنجد فناء في منتصف قصر الدرعية يُمكن منه رؤية كل الغرف غير المسقوفة في الطوابق العليا، والغرض من وجود غرف ليس لها أسقف، هي استخدامها من أجل الاسترخاء صيفًا.
حي البجيري: يتكون ذلك الحي من عدد كبير من البحيرات المنتشرة على أطراف ميدان ذو مساحة شاسعة، وبنهاية ذلك الحي يوجد وادٍ يعرف باسم وادي حنيفة، كما وتنتشر به الكثير من المحلات التجارية ذات الطابع المعماري الهندسي العصري إلى حد كبير، ويمكن مشاهدة الفعاليات الموسمية والعروض الفلكلورية في ذلك الحي سنوياً.
منتزه البجيري: إن منتزه البجيري يقع بدرعية التاريخية والبالغ مساحته ستين ألف متر مربع، ولذلك المنتزه 300 عام تقريباً، إذ تم تطويره فيما بعد بهدف إحياء التراث بالمملكة العربية السعودية، وهو من المواقع الهامة الذي شهد نقلة حضارية ونوعية، ويمكن رؤية الكثير من أشجار النخيل العالية الشامخة المحيطة بالمنتزه مثل السور، ليتوسط بداخله نباتات وبحيرات خلابة يحيط بها ألوان زاهية، تجعلها مثل الزهرة المحمية بقلعة من أشجار النخيل، ويذكر أن رسوم الدخول لمنتزه البجيري بالدرعية مجانية.
متحف الدرعية التاريخي: إن متحف الدرعية التاريخي يعرض مشاهداً تدل عن مدى تطور وتقدم الدولة السعودية الأولى، وذلك عن طريق أفلام قصيرة ورسومات وأعمال تاريخية فنية، ويمثل ذلك المتحف جزء من مشروع هيئة تطوير بوابة الدرعية، حيث تعمل البوابة على جذب السياح من جميع أنحاء العالم، والترويج إلى لثقافة السعودية بمختلف أنحاء العالم، ولمن كان محبًا للفن السعودي، عليه زيارة متحف درعية التاريخي والذي سوف يكون أحد أولوياته.
ما هو مشروع بوابة الدرعية
إن المدينة سوف تتحول لإحدى أبرز الوجهات العصرية وأهمها بالعالم للتراث والثقافة، والضيافة، والتعليم وتجارة التجزئة، كما أنها ستصبح أحد أعرق أماكن التجمع بالعالم.
ويقع حي الطريف التاريخي بقلب المشروع والذي تم تصنيفه من قبل اليونيسكو باعتباره موقعاً للتراث العالمي، وقد بني الحي من الطوب الطيني وكان أول موطن للعائلة الحاكمة آل سعود، حيث كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى هي الدرعية، لذا يتم المحافظة على حي الطريف التاريخي والعمل دومًا على ترميمه للأجيال القادمة.
وسوف تكون الدرعية من الأماكن التي يثري تجربة المقيمين والزائرين، إذ يحتفي بالتراث الغني للسعودية و الذي يجمع ما بين النمط النجدي المعماري التقليدي وبيه فن العمارة المعاصر، وتُشير إلى أصول المملكة العربية السعودية وما تتجذر بها من قيم.
ويذكر أن مشروع بوابة الدرعية يسهم بتحقيق رؤية السعودية 2030 ومنها إسهامه باستقطاب 27 مليون زائر سواء محلي ودولي وذلك بحلول عام 2030 والذي يعتبر دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة الهادفة لاستضافة مئة مليون سائح من مختلف أنحاء العالم بالمملكة بحلول عام 2030.
أهداف مشروع تطوير مدينة الدرعية
إن العمل على مشروع تطوير مدينة الدرعية كان له العديد من الأهداف، والتي تتمثل في التالي:
- المحافظة على موقع التراث التاريخي العالمي لليونسكو بحي الطريف، وتعزيز وحماية التراث الوطني والعربي محليًا وكذلك دوليًا، عن طريق عمل وجهة متميزة بأنماط حياة وتجارب رائعة تعبر عن الثقافة السعودية.
- يهدف المشروع لخدمة المجتمع السعودي المحلي خلال العديد من المبادرات التي تم تصميمها من أجل تكوين بيئة محفزة وممكنة للإلهام، مع تعزيز فرص العمل ومستوى المعيشة، وكذلك حياة جيدة للسكان.
- المساهمة في زيادة الوعي بالسعودية على أنها وجهة ثقافية، ترفيهية وسياحية، عن طريق القيام بتفعيل الأصول التراثية، وعمل فعاليات عالمية لرفع عدد الزائرين.
- تهدف لضمان الاستدامة المالية بدون المساومة على المحافظة على التراث والثقافة.