الشرك في الربوبية اعتقاد شريك مع الله في أفعاله

الشرك في الربوبية اعتقاد شريك مع الله في أفعاله
نعم، يُعد اعتقاد شريكًا مع الله في أفعاله صورة من صور الشرك بالله عز وجلّ .
الشرك في الربوبية هو الإيمان والتصديق بأنَّ هناك شريكًا مع الله سبحانه وتعالى، إذ يُشارك الله في أفعاله وفي خلق سائر الكائنات على الأرض، ويُنكر المشرك وجود الله في كثير من الأفعال التي تختص بقدرتهِ عز وجلّ، كقدرته على خلق السَّماوات والأرض والبشر، بالتالي يكون ناكرًا وغير مُصدقًا لوجود الله عز وجلّ، أو وجودهِ مع شريك يُساعده في أفعاله.
جعل شريك مع الله في الربوبية هو شرك
نعم، شرك بالله عز وجلّ .
جعل شريك مع الله في ربوبيته من أنواع الشّرك الأكبر، إذ يُصبح المُشرك خارج ملة الإسلام وغيرها من الأديان، حيث يؤمن ويُصدّق بكامل قلبه وعقله، بوجود شريك مع الله في ربوبيته وألوهيته، وصفاته، وأسمائه… لذا يُعد من أخطر أنواع الشرك بالله عز وجلّ.
الفرق بين شرك الربوبية وشرك الألوهية
يُعد شرك الربوبية وشرك الألوهية نوعان للشرك الأكبر، ومع ذلك يوجد فرق بين كلاهما من حيث اعتقاد المُشرك وتفكيره:
شرك الربوبية: يعتقد فيه المُشرك بوجودِ شريك مع الله في خلق الكون والمخلوقات، كما يؤمن أنَّ هناك من يُشارك الله في تصرفاته وقدرته، وأسمائه.
الألوهية: أمّا شرك الألوهية فيعتقد فيه المُشرك أنَّ هناك شريكًا أو وسيطًا بينه وبين الله عز وجلّ، ونجد ذلك واضحًا في الإيمان بقبور الصالحين أنهم يقربون بين العبد وربه، بل ويُوصلون رسالة العبد لتحقيقها.
السجود لغير الله شرك في الربوبية
نعم، عبارة صحيحة.
يُعد السجود لغير الله من ضمن أنواع الشرك الأكبر كونه شركًا في الربوبية، إذ قال ابن تيمية رحمه الله “وأصناف العبادات الصلاة بأجزائها مُجتمعة، وكذلك أجزاؤها التي هي عبادة بنفسِها، من السجود، والركوع، والتسبيح، والدعاء، والقراءة، والقيام، لا يصلح إلا لله وحده”.
فعادةً ما نجد انحناء االأشخاص مع حركة الركوع أو السجود لغيرهم تعبيرًا منهم عن التقدير والاحترام، لكنها تُعد نوعًا من أنواع الشرك الأكبر ولا تجوز تمامًا، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عنها قائلاً لمُعاذ رضي الله عنه عندما أحب السّجود له “لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها؛ من عظم حقه عليها”.
من الأمثلة على الشرك في الربوبية
- ادعاء فرعون بأنَّه هو الرب الأعلى، وجاءت واضحة في قول الله تعالى {فقال أنا ربكم الأعلى}.
- اعتقاد بعض الأشخاص أنَّ هُناك من يستطيع أن يعلم الغيب مع الله.
- التصديق والإيمان التام بأنَّ الطبيب هو الوحيد الذي بيدهِ شفاء المريض، وإطالة عمره.
- الإيمان بأنَّ التوفيق والنجاح ما هو إلا من فعل البشر، وليس بأمر الله عز وجلّ.
- الاعتقاد بأنَّ هُناك من يستطيع أن يمنح الرزق، والعطاء غير الله سبحانه وتعالى.
- الإيمان التام أنَّ هُناك شريكًا مع الله عز وجلّ في أفعاله وتصرفاته.
أنواع الشرك في الربوبية
- شرك التعطيل.
- الإيمان بوجود إله آخر.
شرك التعطيل: لا يُنكر المُشرك وجود الله عز وجلَّ، إنما لا يعمل على توحيده، بل يؤمن بوجودِ شريكًا معه، لذا يُعتبر كل إنسان مُعطل لتوحيد الله عز وجلّ مشركًا به، وخير مثال على ذلك هو شرك فرعون بالله عز وجلّ إذ جاء قوله في كتاب الله {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} وفي آية أخرى {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} حيثُ عطَّلَ فرعون توحيد الله، بل ونسب الربوبيةِ لنفسه.
شرك الإيمان بوجود إله آخر: يؤمن ويصدّق فيه المُشرك بوجود إله آخر مع الله، لكنه لا يُعطّل أسماء الله وصفاته وربوبيته، وخير مثال أيضًا على ذلك هم “المجوس” الذين آمنوا بوجودِ خالقين “النور والظلمة” إذ أسندوا حوادث الخير إلى النور، وحوادث الشر إلى الظلمة.
كذلك شرك النصارىَ الذين يُعظمون صفات الله عز وجلَّ ولكن يؤمنون بوجود ثلاثة آلهة “الأب – الابن – الروح القدس”، كما أنَّ الاعتقاد بتأثير النجوم من مظاهر الشرك، كأن يقول الشخص مطرنا بنجم كذا.
هل المشركون يعترفون بتوحيد الربوبية
نعم.
من يُشرك بالله هو معترف بتوحيد الربوبية، إذ قال الله عز وجل في كتابه الكريم {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه} حيثُ توضّح الآية توحيد المُشركين في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم بالربوبية.
وفي تفسير نفس الآية قال ابن كثير أنَّ المشركين الذين يعبدون مع الله إله غيره معترفون بأنَّ الله هو من خلق السماوات والأرض والشمس، والقمر وغيرها… وأنَّه أيضًا هو الخالق الرازق لعباده كما جاء في قول الله تعالى{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}.[1][2]
اعتقاد أن أحد يعلم الغيب مع الله هو شرك
نعم، يُعد شرك بالله عز وجلّ.
من يعتقد أنّه مع الله شريك يعلم الغيب فهو مُشركًا بالله، استنادًا إلى قول الله تعالى {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}، كما أنَّ هناك من يعتقد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يعلم الغيب.
لهذا السبب نجد توافد البعض على قبر النبي صلى الله عليه وسلّم بحجةِ التوسّط لهم لله عز وجلّ، لذا قال نبي الله صلى الله عليه وسلّم “لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء”.[3]
نتائج الشرك
- يُعد الشرك بالله السبب الرئيسي للانحرافٌ عن فطرة الإنسان السَّليمة، إذ خُلق كل بني آدم على فطرةِ الإيمان بخالقه وعبادته، تبعًا لقول الله عز وجلّْ {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
- لا وجود للعزةِ مع الشرك بالله عز وجلّ، حيثُ قال الله تعالى {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}.
- يفتح الشرك بالله عز وجلّ باب الخرافات والأكاذيب، وكذِب الدّجالين والعرافين والكهنة والسحرة… وغيرهم.
- يؤدي الشرك إلى خسارة الدّنيا والآخرة، والشعور الدّائم بالاحباط فلا ينفع المُشرك ماله ولا رزقه، لقول الله تعالى {وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.[1][2]