سبب تطور نظام البريد في العصر الاموي

تطور نظام البريد في العصر الاموي
- الحصول على الأخبار بشكل سريع.
- توسع الرقعة الإسلامية مع ظهور العديد من الفتن الداخلية.
- الحرص على وصول الرسائل والأوامر والأخبار المُبردة بدقة شديدة.
يرجع تطور نظام البريد في العصر الاموي إلى:
الحصول على الأخبار بشكل سريع: كان البريد في العصور الإسلامية السالفة مُحملٌ بالأخبار العسكرية والسياسية الهامة مثل الثورات والنكسات من الخليفة إلى الولاة على الأقاليم المُختلفة وقد يؤدي التأخر في احاطة اخر الأخبار بشكل سريع إلى:
- تدهور الأقاليم التابعة للخلافة الإسلامية.
- العجز عن نجدة الولاة والتابعين للخليفة
- العجز عن الحد من الفتن والثوارات وإغاثة المحتاجين.
لذلك عمل الخلفاء الأمويين على تطوير المؤسسة البريدية بشكل مُكثف حتى يُصبح اليد اليُمنى للخليفة ومرساله السريع.
توسع الرقعة الإسلامية: مع توسع الرقعة الإسلامية حرص الخليفة على جعل البلاد الإسلامية كتلة واحدة كما جعل الوصول إلى أخبارها جزء من أولويات الخليفة.
يُساعد البريد السريع المتطور على الوصول السريع إلى المُستجدات الطارئة على البلاد والإحاطة بكافة المشاكل المُستحدثة مما يحُد من الثورات والفتن ضد الخليفة وتابعيه.
الحرص على وصول الرسائل والأوامر والأخبار المُبردة بدقة شديدة: حرص الخليفة معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية على سد الطريق أمام الخيانة البريدية علمًا منه بكون مُحملٌ بأسرار الدولة القصوى لذلك قام بـ :
- جعل الرسائل مختومة وذلك عقب حادثة إحالته لرجل على والي العراف بمائة ألف درهم، والرسالة غير مختومة، فجعل الرجل المائة مئتين.
- التأكد من حسن اختيار صاحب الديوان المُشرف على البريد بمقر الخليفة بالإضافة إلى التابعين له.
صاحب ديوان البريد: هو المشرف على الديوان ،ومقره عاصمة الخلافة دمشق، وتتضمن وظيفته:
- عرض كل المعلومات التي تصل إليه إلى الخليفة.
- النقل عن الخليفة مراده إلى إلى الأقاليم والامبراطوريات الأخرى.
ويتسم صاحب الديوان بعدد من المميزات تُفرده عن غيره من المناصب الأخرى مثل:
- كونه على دراية تامة بكافة الطرق والمسالك التي يُمكن استخدامها للتواصل عبر الأقاليم والبلدان.
- القدرة على جمع جميع المعلومات المطلوبة من خلال أعينه في البلدان والأقاليم للعمل على انقاذ الجيش و إرسال الأوامر. [1] [2]
النظام البريدي في بداية الإسلام
بدأت نواة الفكرة البريدية في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان هناك :
- حامل الرسالة.
- الخيل المُعد لنقل حامل الرسالة.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُرسل بالبريد آن ذاك:
- رسائل مكتوبة بشكلٍ خاص للملوك يُحادثهم عن الإسلام.
- أوامره إلى قادة الجيوش الإسلامية في الأقاليم المجاورة.
واسُتخدم البريد منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في:
- نقل الرسائل من محل صدورها إلى الجهة المُرسلة إليها من الخلفاء والولاة في الأقاليم داخل وخارج البلاد.
- التواصل مع ملوك الدول المجاورة ودعوتها إلى الإسلام.
واستمر الأمر كذلك حتى توسعت الدولة الإسلامية وبلغ صيتها عنان السماء وصارت قوة لايُستهان بها وصار من الصعب حمل رجل على ذلك مما دعا الخليفة معاوية ابن أبي سفيان على استحداث الديوان.
وكان العامل في البريد يسري بين الناس وينادي ” من له حاجة فليكتب إلى أمير المؤمنين ” فمن كان له حاجة كتبها وأعطاها إلى العامل حملها إلى أمير المؤمنين معاوية.
وتطور النظام البريدي الأموي عن النظام البريدي المُعتاد ليشمل:
- نقل الجند في أيام الطوارئ مثل تجهيز الجند الحادث في ثورة ابن الأشعث.
- نقل البضائع الثمينة بين البلدان مثل نقل الفيسفاء من القسطنطينية إلى دمشق في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك. [1]
من الذي انشأ نظام البريد
الخليفة مُعاوية بن أبي سفيان .
هو بن أبي سفيان (صخر) بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، سادس الخلفاء الراشدين ومؤسس الدولة الأموية.
تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة بعد الفتنة الناشبة بينه وبين سيدنا على بن أبي طالب رضوان الله عليه وتنازل الحسن بن علي للخلافة له.
انشأ معاوية بن أبي سفيان النظام البريدي بشكله الواسع المُتعارف عليه آن ذالك نتيجة لـ :
- اتساع رقعة الدولة الاسلامية.
- الحاجة الجامة إلى نظام إداري سريع يضمن وصول الرسائل بسلام بين عاصمة الخلافة والمدن المُرسلة إليها.
ولذلك عمل معاوية على تطوير نظام المراسلة الخاصة المُتعارف عليه في بلاد الفرس واستحداثه بما يُناسب الدولة الإسلامية ونُظمها حتى تصله الأخبار بسرعة.
ويرجع السبب خلف اهتمام الخليفة معاوية بديوان البريد هو أن الرسائل آن ذاك كانت غير مختومة مما يجعل التلاعب بها سهلًا وهو ماتعرض له معاوية في حادثة الرجل المحمول على والي العراق بمائة ألف درهم.
واستمر خلفاء الدولة الأموية بتطوير النظام البريدي الأموي حتى أنه في:
- عهد الخليفة عبد الملك بن مروان تم الإتاحة لصاحب البريد بالوصول إلى الخليفة في أي وقت دون الحاجة إلى أذن الحاجب وذلك خوفًا من أن يكون حاملًا لخبر يهدد استقرار الدولة ويمنعه الحاجب من الوصول.
- عهد الخليفة عمر بن العزيز أقيمت الخانات والبيوت لتسكين حاملى الرسائلي على طريق البريد إذا ما أظلم الليل مع إيواء الدواب أيضًا واطعامها حتى العودة للحركة مرة ثانية. [2][3][4]
متى استخدم المسلمون نظام البريد
عرف المُسلمون البريد قبل العهد الأموي حيث شرع النبي صلى الله عليه وسلم في ارسال أعينٍ له يأتينه بالأحداث الجارية في مكة وأنشأوا له نظامًا خاص في الدولة الأموية.
يأتي معنى البريد في مختار الصحيح للرازي بعدد من المعاني منها:
- الرسول، وهو المعنى المُتعارف عليه.
- اثنا عشر ميلا.
- البغلة المُرتبة في الرباط.
والبريد في الأصل البغل، لذلك بدأ اطلاق لقب البريد على الدابة الحاملة للرسالة ثم الرسول المحمول عليها حتى وصل تسمية المسافة المقطوعة نفسها بالبريد.
وقد لعب البريد دورًا كبيرًا في بداية نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية ويُستدل على ذلك:
- بمكاتيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر العام السادس الهجري إلى الأمم الوثنية يدعوهم إلى الإسلام.
- بعث دحية بن الكلبي إلى قيصر روما وعبدالله بن السهمي إلى كسرى ملك الفرس يدعوهما إلى دين الله في أواخر العام الهجري السادس.
واستمر إرسال الرسائل والرسل إلى الملوك والأمراء في كافة المناسبات وتحت كافة الشعارات حتى ذاع الدين الإسلامي بين الأمم.
واستمر النظام البريدي ف التطور والتوسع في النفوذ حتى وصل إلى كونه إحدى أركان الخلافة الشائعة في العهد العباسي حتى أنه ليُؤثر عن أبي جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية جعله البريد وصاحبه ركن من أركان الملك الأربعة.
وشهد النظام البريدي في العهد العباسي توسعًا في عمليات النقل وسمي آن ذاك بديوان الخرائط وكان من مهماته الأساسية نقل النجدات العسكرية في مناطق الفتن والاضطراب. [2]
ما هو الدور الرئيسي للبريد على مر الخلافات الإسلامية
- نقل الأخبار بين البلادان والأقاليم إلى مقر الخلافة.
- مراقبة أحوال وتصرفات الرعية ونقلها إلى الخليفة.
- نقل أخبار تقدم الجيوش وسير الحروب إلى الخليفة والرعية.
- العودة بأوامر الخليفة ومشورته إلى الخلفاء والأمراء فيما يطرأ عليهم من تساؤلات ومحن.
- الكشف عن الأحزاب السرية ومشعلي الفتن.
- إعلان الخليفة بموت الحكام حتى يتعين عليه تولية غيره الحكم.
- مجارات الأحداث والتقلبات والتغيرات بالبلدان.
وعلى كل حال لم يكن من السهل تعيين أحدٌ ما كصاحب لديوان البريد دون توافر الثقة والأمانة به. [2]
ما هي الشروط الواجب توافرها عند اختيار صاحب البريد.
- مُسلم.
- أهلًا للثقة.
- مُتحفظ أمين، يؤتمن على أسرار الدولة معه.
- الفراسة.
- الحدس العقلي.
- قراءة مايدور بالنفس حتى يستطيع الكشف عن بواطن الأمور والنفوس.
- مُتحوطٌ وذكي.
- على دراية تامة بالبلدان وأهلها والطرق المُوصلة إليها.
- عالم بطبائع الخيل والبغال والحمام وكل ما جد من وسائل التوصيل البريدية.
- صاحب جَلد وقادرٌ على تحمل الظروف الشاقة والصعبة.
- صعب المنال.
- لايبوح أبدًا پأي وهن أو رسالة هو مُحملٌ بها مهما تعرض لضغوطات ومَشاق. [2]