ما هي الشخصية الخبيثة

ما هي الشخصية الخبيثة
الشخصية الخبيثة هي الشخصية الماكرة، التي تحتال على الآخرين بتصرفاتها، وقد تبدو سلوكياتها جيدة ظاهرياً، ولكنها تهدف في حقيقة الأمر إلى تحقيق مصالح خاصة.
يُعد المكر والخبث من أسوء الصفات التي قد يتعامل معها الإنسان، فهي صفات الشخصية المحتالة، التي تسعى لتحقيق مصالحها بخداع الآخرين، لهذا عليك معرفة ما هي الشخصية الخبيثة ؟ وما هي علامات الإنسان الخبيث ؟ وذلك لتجنب التعامل معها، أو على أقل تقدير الحذر منها، حتى لا تقع معها في موقف يؤذيك؛ وبهذا تحافظ على سلامة صحتك النفسية.
يجب الإنتباه إلى أن الشخصية الخبيثة تحب التلاعب بالسلوك، والتعامل بذكاء ماكر، وتكون لديها القدرة على قراءة مشاعر الآخرين ولغة أجسادهم، مما يجعلها قادرة على الإقناع السريع دون أي مجهود يذكر، حتى وإن كانت لا تقول الصدق.
ويستطيع من يملك سمات تلك الشخصية أن يحقق أهدافه عن طريق استخدامه استراتيجيات ماكرة، يتفوق بها على المحيطين به، فيتلاعب بالمواقف لإقناعهم بكل ما يريد، ولكن الأمر لا يسلم دائماً؛ لأن مكره قد يكشفه البعض مما يوقعه في مشكلات كثيرة. [1]
من هو الخبيث في الإسلام
يقول الله -تعالى- في هذا الأمر: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (آل عمران: 179)، وعلى ذكر هذه الآية أجاب ابن القيم -رحمه الله- على سؤال ” من هو الخبيث في الإسلام ؟” ووصفه على أنه ذلك الرجل الذي يتفجر الخبث من قلبه ويظهر على لسانه وجوارحه، فهو يضمر الشر في نفسه؛ بخلاف الطيب الذي ال يصدر منه إلا الطيب، وينفجر من قلبه الطيب، ويظهر على لسانه وجوارحه.
وقد أضاف ابن القيم -رحمه الله- وقال: “إن الجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شيء من الخبث، فمن تطهر في الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوق، ومن لم يتطهر في الدنيا وكانت نجاسته عينية، كالكافر،لم يدخلها بحال؛ أما النار فهي دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشئ لتراكب بعضه على بعض، ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث”.
كما وُصفت شخصية الخبيث في كتاب منهاج القاصدين فكُتب عنه: “أمَّا خُبْث النَّفس وشُحُّها على عباد الله، فإنَّك تجد مِن النَّاس مَن لا يشتغل برئاسة ولا تَكَبُّر، وإذا وُصِف عنده حُسْن حال عبدٍ مِن عباد الله تعالى فيما أنعم عليه به، شَقَّ عليه ذلك، وإذا وُصِف له اضطراب أمور النَّاس وإدبارهم، وتنغيص عيشهم، فرح به، فهو أبدًا يحبُّ الإدبار لغيره، ويَبْخَل بنعمة الله على عباده، كأنَّهم يأخذون ذلك مِن ملكه وخزانته.” [2]
علامات الإنسان الخبيث
- مخادع.
- يتحدث بعذب الكلام.
- أناني الشخصية.
- يتلاعب بالمواقف.
- ذكي.
- يحصل على ما يريده دون صنع أعداء.
- مقنع.
- متفوق مهنياً.
- لديه علاقات كثيرة.
- لا يثق في من حوله.
انتبه إلى علامات الإنسان الخبيث؛ حتى لا تقع في فخ كلامه وألاعيبه الماكرة، وتجنب التعامل مع كل من يمتلك الصفات الآتي ذكرها للحفاظ على سلامة صحتك النفسية.
مخادع: يخدع الإنسان الخبيث من حوله بالكلام والأفعال، الذي قد يبدو جيداً في الظاهر، بينما هو يهدف إلى تحقيق أغراض باطنية.
يتحدث بعذب الكلام: تستخدم الشخصية الماكرة غالباً الكلام المعسول في حديثها مع الآخرين، لهذا نجدها تأثر قلوب بعض المحيطين بها.
أناني الشخصية: الشخص الخبيث هو شخص دائم التفكير في مصلحته، بل كثيراً ما نجده يضعها في المقام الأول على حساب من حوله.
يتلاعب بالمواقف: يمهر الخبيث في قلب الموقف لصالحه دائماً.
ذكي: يفكر هذا النوع من الشخصيات بطريقة خارج الصندوق، كما أنه دائم التحليل للمواقف؛ مما يجعله سابقاً المحيطين بخطوة.
يحصل على ما يريده دون صنع أعداء: يبرع الماكر في أخذ مراده دون صنع أعداء له، وذلك عن طريق صياغة كلامه بطريقة لا تكره من حوله فيه، معتمداً على استراتيجيات غير عدوانية لكسب الحجج أو المناقشات لصالحه.
مقنع: يبدو الشخص الخبيث مقنعاً حتى لو لم يكن يقول الحقيقة، مما يسهل عليه الحصول على ما يريد.
متفوق مهنياً: يظهر الإنسان الخبيث مهارة كبيرة في تحويل أحلامه إلى واقع.
لديه علاقات كثيرة: يدرك الخبيثون أهمية العلاقات أكثر من غيرهم، فهم يعرفون أن العلاقات من أهم مصادر القوة للشخص في مجتمعه.
لا يثق في من حوله: يعاني الأشخاص الماكرون مشكلة نقص ثقة في المحيطين بهم، لهذا فإن أسرارهم دفينة أعماقهم، لا يسهل خروجها أو البوح بها. [1]
كيف تتعامل مع الشخص الخبيث
- كن حذراً دائماً.
- لا تتكلم بأكثر مما طلب منك.
- احذر ممن يجمع أسرارك.
- لا تجادلهم.
- توقف عن الشعور بالذنب.
- فكر في كل الاحتمالات.
- اعرف نقاط قوتك وضعفك.
- لا تظهر نقاط ضعفك للآخرين، ودون نقاط قوتهم وضعفهم.
- لا تأخذ بظواهر الأمور.
كن حذراً دائماً: إذا كنت تشك في مكر شخص ما؛ فلا تأخذ منه أي معلومات وتتصرف على أساسها، وكن دائماً في حالة تأهب لمشكلات قد يوقعك بها هذا الشخص.
لا تتكلم بأكثر مما طلب منك: كلما تكلمت أكثر، قلت حماقات أكثر، فلا تتكلم كثيراً مع من تظنهم خبثاء حتى لا تدخل في صراع معهم.
احذر ممن يجمع أسرارك: يتعامل الماكرون بنوع من الحب الظاهري، وذلك بهدف جمع الأسرار ونقاط الضعف التي يمكن استغلالها لاحقاً.
لا تجادلهم: إذ كنت في نقاش ما لا تصحح وجهة نظر الخبيث، فهم بارعون في إقناعك بما يريدون حتى وإن كان على غير الصواب.
توقف عن الشعور بالذنب: قد يشعروك الخبيثون بالذنب تجاه عدم تقديرك لأمر ما، ويدخلون الشك في نفسك، ويوهموك بضعف قدراتك، لهذا إن شعرت بشيء من هذا القبيل؛ توقف عن لوم نفسك، فأنت تستحق الشعور بالإيمان والثقة في النفس.
فكر في كل الاحتمالات: إذا تحتم عليك الأمر وأُجبرت على التعامل مع شخص خبيث، عليك تكوين عدة سيناريوهات واستنتاج نهايتها المحتملة، لتجنب شر هذا الشخص.
اعرف نقاط قوتك وضعفك: زد من نقاط قوتك حتى لا يخدعك أحد بسهولة، وبدل نقاط ضعفك بنقاط قوة حتى تستطيع مجابهة أخصامك الماكرين.
لا تظهر نقاط ضعفك للآخرين، ودون نقاط قوتهم وضعفهم: يسهل خداعك إذا كانت نقاط ضعفك معروفة، ويركز الخبيثون عليها لإضعافك أكثر، لهذا إخفها عنهم، وادرس نقاط ضعفهم وقوتهم حتى تتجنب مكرهم.
لا تأخذ بظواهر الأمور: قد يظهر الماكر لك كل الحب، ولكنه أول من يطعنك في ظهرك، لهذا لا تنخدع بما يبديه أمامك. [3]