تظهر أهمية السنة النبوية بأنها مرتبطة بأحد أركان الإسلام

تظهر أهمية السنة النبوية بأنها :مرتبطة بأحد أركان الإسلام وهو:
الشهادتان .
تُعرف السنة النبوية بأنها كل ما تم روايته عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- سواء كان قولاً أو فعلاً أو صفةً أو حتى تقريرًا، وتظهر أهميتها بأنها مرتبطة بأحد أركان الإسلام ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وذلك لأنَّ الشهادتان هم مفتاح الإسلام.
معنى السنة النبوية لغة واصطلاحاً
السنة النبوية لغةً: يمكن تعريف السنة النبوية في اللغة على أنها سنّ الشيء، حيثُ ذُكِر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء”.
السنة النبوية اصطلاحًا: هي كُل ما نُقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سواء كان قولاً، أو فعلاً أو صفةً خَلقية وخُلقيّة أو تقريرًا، أو حتى سيرة.
ما هي أهمية السنة النبوية
- ترجع أهمية السنة النبوية لمدى علاقتها القوية بينها وبين القرآن الكريم، وذلك لأنّ السنة ما هي إلا توضيحًا للقرآن، وتفسيرًا له.
- تختص السنة النبوية في شرح أحكام القرآن الكريم، وتخصيص عمومه، ويتضح ذلك بيّنًا في قول الله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
- تعتبر السنة النبوية مرجعًا ثانيًا في التشريع الإسلامي، كونها تشمل كافة نواحي الحياة، من أحكام علمية وتربوية وغيرها الكثير.
- تعود أهمية السنة النبوية أيضًا إلى تشريعها أحكامًا مُستقلّة عن القُرآن الكريم، أي أنها لم تأتي في القرآن، ولكنها تشريعات هامة كتوضيح بعض الأشياء المُحرمة في حياتنا اليومية.
- تهتم السنة النبوية بتوضيح كل ما يصعُب فهمه في القرآن الكريم، ليكون من السهل تطبيق نُصوص القُرآن الكريم عمليًا.[1]
أركان الإسلام الخمسة بالترتيب
- شهادة أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
- إقام الصلاة.
- إيتاء الزكاة.
- صوم رمضان.
- حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
شهادة أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله: تُعد الشهادتان الركن الأول والأساسي في أركان الإسلام الخمسة، إذ لا يمكن اعتناق الإسلام دون نطق الشهادتين.
وجاء ذلك بيّنًا في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلَاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّ الإسْلَامِ، وحِسَابُهُمْ علَى اللَّه».
وتَعني شهادة «لا إله إلا الله» اعتراف الإنسان بأنّه لا يوجد شريكًا لله عز وجل، فهو الواحد الأحد، وأنّ يعتزم قول الشهادة بقلبه ولسانه، أما شهادة أنَّ محمدًا رسول الله فتَعني إيمان الإنسان وتيقُّنه أنَّ الله قد اصطفى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليُبلغ رسالته إلى الخلق من أجل الهداية.
إقام الصلاة: تَعنيِ إيمان الإنسان بأنّ الصلاة أمراً، واجبًا من الله على كل من هداه إلى الإسلام، لتكون الصلاة فرضًا واجبًا على كل بالغ عاقل، ليؤدي صلواته الخمس بشرط الطهارة والخشوع، والتّضرُّع إلى الله شاكرًا له على نعمه التي لا تُحصى، سائلاً إياه أن يغفر له ذنوبه.
وأوضح الله صلواته الخمس المفروضة على كل مسلم في «صلاة الفجر، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة المغرب، صلاة العشاء»، أما صلوات السُّنن فهي «صلاة قيام الليل، صلاة التراويح، صلاة الضحى» .. وغيرها.
كذلك بيّن الله أنَّ الصلاة هي عماد الدّين، فنهى عن تركها، وقال تعالى فيما معناه أنّ من ترك صلاته عامداً مُتعمدًا فقد أشرك وكفر، وتبيَّن ذلك في قول الله عز وجل {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
إيتاء الزكاة: تأتي الزكاة في الركن الثالث من أركان الإسلام، إذ خلقنا الله مختلفين فهناك الغني، وهناك أيضًا الفقير، وذلك لحكمة حيثُ أراد الله عز وجل أن يمتحن الغني بالشكر، ويختبر الفقير بالصبر، لذا أوجب الله تعالى الزكاة على المسلمين.
وظهر حث الله تعالى للمسلمين على إخراج الزكاة في قوله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، والجدير بالذِّكر أنّ عدم إخراج الزكاة يجلب الشر والمصائب، كما توعّد الله ووعد الله حق بعذابٍ أليم لهؤلاء القوم.
صوم رمضان: أُنزِل القرآن في شهر رمضان الكريم، وصيام رمضان هو تعظيم لشعائر الرحمن التي أمرنا بها وأوجبها علينا كمسلمين، إذ يأتي صوم رمضان ضمن الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، ويعني الصيام عن كافة المُفطرات وتشمل «الطعام، الشراب، الجماع»، وكذلك الابتعاد عن كل ما حرّمه الله.
وكانت حكمة الله من فرض الصيام أنّ يتقي المسلمون الله ويتجنّبوا كل ما حرّم، وأن يتعلموا من خلاله الصبر والتحمّل والسيطرة على النّفس، وكذلك التنافس فيما بينهم على التعاطف، والكرم، والتراحم، وورد ذلك في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً: تتجلىَ شعائر الإسلام في موسم الحج، فتظهر وحدة المسلمين، وقوتهم، لذلك جعل لهم الله من الحج قبلةً يتجهون إليها، ويتضرعون له في صلاتهم ودعائهم، إذ قال الله تعالى {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.
حيثُ أوجب الله الحج على كل مسلمٍ قادر على زيارة بيت الله، والطواف به، وتأدية مناسكه إذ قال الله تعالى {ولِلَّهِ عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ … إلَيْهِ سَبِيلا ومَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمِينَ}.[2]
مصادر السنة النبوية
- القرآن الكريم.
- السنة النبوية.
- كتب دلائل النبوة والشمائل.
- كتب السيرة النبوية.
- كتاب موسى بن عقبة.
- كتاب السيرة النبوية لـ بن إسحاق.
- سيرة ابن هشام.
جمعت الكتب السابقة بما فيها القرآن الكريم السنة والسيرة النبوية، حيث أوضحت الكتب الصحيحة سنة محمد -صلى الله عليه وسلم- من أقوال، وأفعال وصفات خُلقية، وخَلقية، على سبيل المثال ذكر القرآن الكريم الأحداث التاريخية التي خاضها محمد -صلى الله عليه وسلم- منها الغزوات كـ «غزوة أُحد، بدر، الخندق» .. وغيرها.
بينما تناولت كتب السيرة النبوية جميع الأحاديث، التي وردت عن محمد -صلى الله عليه وسلم- وكذلك علامات النبوّة، وصفات سيدنا محمد وأخلاقه، وأحكامه على القضايا التي نواكبها في يومنا بشكل متكرر.[3]
تأتي السنة من القرآن على ثلاث أنواع هي
- مؤكدة لآيات القرآن الكريم.
- مبيّنة لآيات القرآن الكريم.
- أحكام زائدة عن ما ورد في القرآن الكريم.
يمكن تفسير النوع الاولح من السّنة على أنها تؤكد كل ما ذُكر في آيات القرآن، بينما النوع الآخر فتشرح وتوّضح الآيات التي يصعُب فهما من القرآن الكريم، إذ قال الله تعالى {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
أما النوع الأخير من السنة النبوية فيأتي بمجموعة من الأحكام التي لم ترد نصًا في القرآن الكريم، فتُحلل أمراً وتُحرّم أمراً آخر، ومن أمثلة هذا النوع من السنة هو الأحاديث النبوية.[1]