الأسلوب الاستنتاجي الذي يقوم على عرض القضية لإثارة الانتباه

الأسلوب الاستنتاجي الذي يقوم على عرض القضية لإثارة الانتباه

هو أسلوب صحيح وعلمي، حيث يساعد الأسلوب الاستنتاجي على جعل الأفكار المُقترحة عادة حقيقة ومرتبة وقابلة للدحض العلمي .

وتُبنى الأساليب الاستنتاجية على أسس منطقية وعقلية، مما يجعلها جزء أساسي في النقاشات الفكرية والجدلية، ففي المناقشات الجدلية يجب على المرء اتباع أسس منهجية إيضاحية لإبراز المغزى وتقوية المحتوي المقدم.

وقد عمل الباحثون على تطوير المناهج العلمية البحثية عن طريق تطوير أساليب الاستنتاج المختلفة وجعلها قائمة على أسس ثابتة واضحة يُمكن استخدامها على مر العصور العلمية والتاريخية وفي مختلف الأوقات.

ماهو الأسلوب الاستنتاجي

يتم تعريف الاستنتاج وفقًا لقاموس كامبريدج الدولي على أنها عملية منطقية تتضمن التفكير في عدد من المشاكل للوصول إلى اجابات منطقية مبنية على البحث والاستنتاج. [1]

وينقسم الأسلوب الاستنتاجي إلى عدد من الأنواع، أشهرها:

• الأسلوب الاستنتاجي الاستنباطي.
• الأسلوب الاستنتاجي الاستقرائي.

الاستنتاج الاستنباطي: وهو منهاج علمي يعتمد على حل المشاكل من خلال فرض فرضيات عامة إلى فرضيات خاصة ومن ثم إيجاد استنتاج حققي.

الاستنتاج الاستقرائي: هي عملية اثبات عكسية للاستنتاج الاستنباطي، حيث تتضمن فرض عدة أمور واستنتاجها من خلال تفرع الأفكار من الخاص إلى العام.

الفرق بين الاستنتاج الاستنباطي والاستنتاج الاستقرائي

يختلف الاستنتاج الاستنباطي عن الاستنتاج الاستقرائي في عدد من النقاط:

• يُسمـى سير الاستنتاج الاستنباطي بـالنهج السائر من أعلى إلى أسفل (top-down approach)، بينما يُسمى نهج الاستنتاج بالنهج لسائر من أسفل إلى أعلى (bottom-up approach).
• يتم البدء فى الأسلوب الاستنتاجي الاستنباطي من أفكار عامة للوصول إلى نقطة خاصة محددة، بينما يتم بدأ الأسلوب الاستقرائي من نقطة خاصة إلى فكرة عامة، ويتم اختبار الفرضية في كلاً منهما عن طريق الإحصائيات الاستدلالية.
• يُطلق على الأسلوب الاستنتاجي الاستقرائي بـالمنهاج المُولد للنظريات (hypothesis-generating approach)، حيث يساعد البدء من نقطة محددة إلى فكرة عامة لتوليد نظريات جديدة، وتُستخدم عادة قبل البدء بالإستنتاج الاستنباطي.
• يستخدم الاستنتاج الاستنباطي في الأبحاث العلمية بشكل كبير وذلك لسير منهاجه الفكري من فرضيات عامة إلى أفكار محددة وواضحة يمكن اثباتها. [2][4]

توضح الصورة القادمة خط سير كلًا من الاستنتاج الاستنباطي والاستقرائي:

أولًا، خط سير الاستنتاج الاستنباطي: النظرية المفروضة (Theory)← الفرضية الجديدة (Hypothesis) ← الملاحظات (observation)← الاستنتاج (Confirmation).

ثانيًا، خط سير الاستنتاج الاستقرائي: الملاحظات (observation) ← الفرضية التجريبة ( Tentative Hypothesis ) ← النظرية (Theory)

الاستنتاج الاستنباطي

يُعرف الاستنتاج الاستنباطي بــ (Deductive reasoning)، وهو منهاج فكري منطقي يقوم على فرضية أمور واستنتاجها من خلال التفرع من فرضيات عامة إلى أفكار واستنتجات محددة مُثبتة بالتبعية، ويُسمى بالمنهج الاستدلالي أو المنهج الاستنتاجي أو (top-down thinking) أي المنهاج السائر من أعلى إلى أسفل.

وهو مضاد تمامًا للاستنتاج الاستقرائي، حيث يتبع الاستنتاج الاستقرائي منهجًا معاكسًا حيث يبدأ فرضية أمور واستنتاجها من خلال التفرع من الخاص إلى العام مما يصدر عنه تعميم خاطئ في كثير من الأحيان.

في المناقشات الجدلية يجب على المرء اتباع أسس منهجية إيضاحية لإبراز المغزى وتقوية المحتوي المقدم، ويساعد الاستنتاج الاستنباطي على على ذلك من خلال البدأ بنقطة لا جدال فيها حتي يصل إلى نتيجة مبنية عليها، وتسمي النقطة الثابتة بالفرضية الأساسية (premise).

والفرضية (premise) عبارة عن فكرة مقبولة، حقيقة كانت أم قاعدة لاغبار على صحتها، وهي حجر الأساس للفرضيات المبنية عليها والتي تنتهي بنتيجة محتومة لابد منه. [2][4]

طريقة إيجاد استنتاج بواسطة الأسلوب الاستنتاجي الاستدلالي

• ابدأ بفرضية أساسية عامة.
• افرض فرضية أخرى صحيحة يمكن ربطها بالفرضية الأولى.
• اعطي النتيجة المرجوة.

على سبيل المثـال، اثبات أن العناكب لاتنتمي الى الحشرات سداسية الأرجل فكل ماعلينا فعله هو اتباع الخطوات التالية:

ابدأ بفرضية أساسية عامة: تمتلك الحشرات سداسية الأرجل (Hexapoda) 6 أرجل مفصلية.

الفرضية الثانية: تمتلك العناكب ثماني أرجل مفصلية.

إعطاء التيجة : إذًا العناكب لاتنتمي إلى فصيلة سداسيات الأرجل من الحشرات.

شروط صجة الأسلوب الاستنتاجي

• أن تكون الفرضية الأولى حقيقة عامة صالحة بالكامل (Valid premise).
• أن يكون كلًا من الفرضية الأولى والاستنتاج صحيحان بالكامل ولا يحتملا الخطأ. (Sound Deduction).

أن تكون الفرضية الأولى حقيقة عامة صالحة بالكامل: فيشترط لصحة الاستنتاج صحة الأساس من البدايه وارتبطها من البداية بالفرضية والنتيجة التي تليها حتى وإن كانت النتيجة التي تم الوصول إليها غير حقيقية.

وفيما يلي مثال على حجج استنتاجية صالحة رغم كون نتائجها غير صحيحة:

الفرضية الأولى: عند وجود قوس قزح، يتم إلغاء الرحلات الجوية.

الفرضية الثانية: هناك قوس قزح الآن.

الاستنتاج: سوف يتم الغاء الرحلات الجوية الحالية.

فعلى الرغم من صحة الفرضية السابقة إلا أنها تفتقر إلى الاستنتاج الصحيح، فقد يحدث أن تُقلع الرحلات الجوية في ذلك الوقت دون انتظار اختفاء لقوس قزح مما يجعلها فرضية صحيحة مع عدم كون الاستنتاج حقيقي بالكامل.

المثال الثاني، الفرضية الأولى: تحتوي جميع النمور على بقع (فرضية صحيحة وحقيقية).

الفرضية الثانية: حيواني الأليف لديه أيضًا بقع(فرضية حقيقية ومرتبطة بما قبلها من خلال البقع).

الاستنتاج: إذًا حيواني الأليف نمرًا. (استنتاج يحتمل الصحة أو الخطأ).

فعلى الرغم من صحة الفرضية السابقة وثبوتها علميًا وترابطها مع المعلومات التالية لها إلا أنها تفتقر إلى استنتاج صحيح، مما يجعل الفرضية صالحة ولكن الإستنتاج مختلفٌ عليه في الصحة.

أن يكون كلًا من الفرضية الأولى والاستنتاج صحيحان بالكامل ولا يحتملا الخطأ: ويعني ذلك أن يكون التكوين الكامل للاستنتاج مترابط بشكل كامل وصحيح بالتبعية، وفيما يلي مثال على الاستنتاج الصحيح كامل الأركان.

الفرضية الأولى: تمنتع الرحلات الجوي عن الإقلاع في الحالات الجوية شديدة السوء. (فرضية صحيحة وحقيقية).

الفرضية الثانية: الجو الآن في غاية السوء. (فرضية حقيقة ومرتبطة بما قبلها).

الاستنتاج: لن تقلع الطائرة في هذا الجو (استنتاج صحيح وحقيقي ومرتبط بكلا الفرضيتين السابقتين).

تحقق في المثال السابق شرطي الاستنتاج الصحيح من صلاحية وحقيقة الفرضية الأساسية، وارتباطها بالفرضية التالية لها، وكذلك صحة الاستنتاج ممها يجعله استنتاج صحيح وصالح (Sound and valid deduction). [2][4]

استخدامات الاستنتاج الاستنباطي في المجال البحثي

نظرًا لاعتماد الاستنتاج الاستنباطي على الاستدلال في البداية بأمور صحيحة والإنتهاء به إلى استنتاج صحيح، تم اعتماده كجزء من الطريقة الافتراضية الصحيحة المنطقية الخاصة بالبحث العلمي، فيستخدم لإثارة المُستمع وجعله متشوقًا لمعرفة الاستنتاجي النهائي القائم على أدلة لاتقبل الشك.

وتستخدم الطريقة الافتراضية الاستنتاجية (the hypothetico-deductive method)، في الأبحاث العلمية وذلك لاختبار صحة الفرضية من خلال التحقق من صحة البيانات الواردة، ويتضمن عدد من الخطوات:

• اختيار مشكلة بحثية واضحة.
• افتراض فرضيات قابلة للدحض والتشكيك تخص المشكلة من خلال الفرضية الصفرية والفرضية البديلة.
• تجميع المعلومات الخاصة بالفرضية.
• تحليل المعلومات بدقة.
• النظر إلى الفرضية الأساسية الأولى والتأكد من صلاحيتها بشكل كامل. [2][4]

بعض المصطلحات البحثية المتعلقة الاستنتاج الاستنباطي

•  الصفرية.
•  البديلة.

وقبل البدء بالتطبيق العملي لخطوات البحث العلمي يجب توضيح بعض المصطلحات البحثية المتعلقة به مثل الفرضية:

 الصفرية: وتفرض الفرضية الصفرية عدم حدوث تغيير على الإطلاق خلال العملية البحثية (H₀) وتُعرف بـ (Null hypothesis)

البديلة: وتفترض الفرضية البديلة فرضية حدوث خلال العملية البحثية (H_a or H₁) وتُعرف بـ (Alternative hypothesis). [3]

ولتطبيق هذه الخطوات يمكن النظر إلى المثال القادم:

المشكلة البحثية: زيادة أيام العمل الأسبوعية وتأثيرها على الموظف وعلي سير العمل.

الفرضية الصفرية: عدم حدوث تغيير في حالة الموظف.

الفرضية البديلة: تقليل أيام العمل إلى 4 أيام بدل من 5 أيام دون تقليل الأجر سوف يساعد على تحسين سير العمل وكذلك الحالة النفسية لدى الموظفين.

المعلومات المُجمّعة: تقسيم مجموعتين من الموظفين خلال عدد من الشهور بحيث يعمل فريق منهم لمدة 5 أيام أسبوعيًا والفريق الآخر يعمل لمدة 4 أيام أسبوعيًا والحصول على استبيان شهري للحالة النفسية للموظفين قبل وبعد التغيير.

نتيجة الإستبيان: تحسنت الحالة النفسية للموظفين بناءً على الاستبيانات بمقدار 25% بعد تغيير معدلات العمل الأسبوعية.

الاستنتاج النهائية: بناءً على الدلائل الإحصائية يتم ضحض الفرضية الصفرية لعدم ثبوتها وتدعيم الفرضية البديلة الموضوعة. [2][4]