تهاجر بعض الحيوانات تجنبا للطقس البارد

كتابة: خلود صلاح آخر تحديث: 13 مايو 2023 , 02:33

تهاجر بعض الحيوانات تجنبا للطقس البارد

نعم، تهاجر بعض الحيوانات تجنبا للطقس البارد.

حيث تفعل الحيوانات الكثير من الأمور المختلفة والمذهلة لكي تتمكن من التغلب على الشتاء، فمنهم من (يهاجر) وهو ما يُقصد به أنهم يسافرون لأماكن أخرى الطقس بها يكون أكثر دفئًا أو ليقدروا على إيجاد الطعام.

والعديد من أنواع الطيور تهاجر بالخريف، ولأن هذه الرحلة قد تكون خطرة، فإن البعض يسافر بقطعان كبيرة، وفي مثال على ذلك يطير الإوز بمجموعات صاخبة تتخذ شكل “V”، في حين أن هناك أنواع أخرى من الطيور تهاجر بمفردها. [1]

أسباب هجرة الحيوانات

تمثل الهجرة نمط من السلوكيات التي تنتقل الحيوانات بها من موطن لآخر، ويوجد عاملان مهمان هما ما يجعلان الهجرة تختلف من حيث أنواع حركة الحيوانات التي تتبعها بها، أولها أن الهجرة تحدث بشكل موسمي، أما الثاني فهو أن الهجرة تتضمن رحلة العودة، ومن أبرز أسبابها التالي: [2]

  • البحث عن الطعام.
  • المناخ أو المواسم.
  • أسباب خاصة بالتكاثر.

البحث عن الطعام: عادةً ما يكون الغذاء هو المحرك الرئيسي للهجرات، والتي قد تكون منتظمة للغاية، ولكن يوجد الكثير من المتغيرات من شأنها التأثير على توافر الغذاء، منها الطقس أو مستويات عدد الأنواع الأخرى المشتركة بنفس المنطقة، ولذلك السبب، بعض الأنواع تستخدم أنماط الهجرة الغير نظامية المتغيرة بشكلٍ مستمر وتتأقلم مع الظروف الجديدة، أما الحيوانات البرية فتسافر عبر السهول الأفريقية في سبيل العثور على الماء للشرب، وحينما تجف مصادر المياه المعتادة، يتوجهون للبحث عن المزيد من الماء والعشب، وفي موسم الجفاف يمكن تغيير هجراتهم برؤية الغيوم المطيرة وصوت الرعد.

المناخ أو المواسم: تهاجر أنواع أخرى من الحيوانات بسبب المواسم أو المناخ، مثل فراشات الملك (Danaus plexippus) التي تهاجر لتجنب درجات الحرارة الباردة بالشتاء، حيث إن تلك الفراشات لا تستطيع البقاء بدرجات الحرارة المنخفضة على قيد الحياة، لذلك فإنها تطير على طول الطريق من كندا للمكسيك، إذ أنها تتجمع خلال الشتاء للتدفئة، وتتم رحلة العودة على مدار أجيال عدة، ويتوقفون على طول الطريق عن وضع البيض بنباتات الصقلاب، فتقوم اليرقات بأكل الصقلاب، لتنهي أخيرًا الرحلة مثل الفراشات.

أسباب خاصة بالتكاثر: تهاجر بعض أنواع الحيوانات من أجل الإنجاب سواء للبحث عن رفيقة، أو للتبويض، أو تربية صغارها، ومنها سمك السلمون الذي يبدأ حياته بالأنهار ويهاجر للبحر من أجل النمو والتغذية، عقب قضاء سبع سنوات تقريبًا بالمحيط، يهاجرون للأنهار التي ولدوا بها ثانيةً لكي يتمكنوا من إتمام التكاثر، أما سرطان البحر الأحمر فيهاجر للجزر لأسباب مماثلة، حيث يقضون أغلب حياتهم بالغابة ولكنهم بالرغم من ذلك يهاجرون للمحيط بهدف التكاثر.

كيف تعرف الحيوانات وقت الهجرة

تتعرف الحيوانات على الوقت المناسب للهجرة عبر بعض الطرق، وفيما يلي توضيح لها: [3]

  • الضوء.
  • درجة الحرارة.
  • الجهاز العصبي للحيوان.

الضوء: بعض الأنواع تعتمد على فترة الضوء وهو مقدار ضوء النهار بيوم معين، حين تصبح الأيام أقصر، عندها تدلهم غرائزهم عن اقتراب الشتاء، لذا يُفضل أن يتجهوا إلى الجنوب، وقد أثبتت التجارب أن أنواع الحيوانات المعرضة إلى فترات ضوئية اصطناعية ثابتة سوفزتعمل إن كانت تعيش هذه الفترات الضوئية بالطبيعة.

درجة الحرارة: هناك بعض أنواع الحيوانات لا تتمكن من رؤية الشمس، مثل التي تعيش بسبات في الكهف؟ وهنا بعض الحيوانات قد تتفاعل مع درجة الحرارة، كما قد يستجيبون إلى الإشارات الداخلية، مثل المقدار المخزن من احتياطيات الدهون بأجسامهم، وبعض أنماط الهجرة تقوم بعملية توازن دقيقة، فحين تنخفض احتياطيات الدهون نتيجة التناقص في الإمدادات الغذائية، يكون الوقت قد حان للتوجه لمكان شتوي ذو وفرة أكبر، لكن تحتاج الحيوانات لكمية محددة من الدهون لكي تحصل على الطاقة الكافية للقيام بالرحلة، لذا لا يمكنها أن تنتظر طويلًا، وقد عدل التطور تلك العمليات لكي تعمل غرائزها على نحو مثالي دون وجود تدخل خارجي.

الجهاز العصبي للحيوان: أثناء عدم توفر كل المحفزات الخارجية، لا زالت الكثير من الحيوانات تعرف وقت الهجرة ووقت العودة لديارها، وتمثل الإيقاعات الدورية والإيقاعات اليومية تقاويم داخلية مدمجة بالجهاز العصبي بجسم الحيوان، وبالرغم من عدم وجود فهم تام بالأبحاث لتلك الإيقاعات، ولكنها ترتبط مع نمط نشاط الدماغ المتغير حسب أوقات اليوم، والفصول والفترة الضوئية، وهو الحال كذلك لدى البشر، بالرغم من عدم استخدامهم لها في الهجرة.

المهارات التي تستخدمها الحيوانات في الهجرة

يوجد العديد من المهارات التي تعتمد عليها الحيوانات أثناء رحلة الهجرة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • موقع الشمس.
  • المجال المغناطيسي للأرض.
  • موقع النجوم.
  • الروائح.
  • المعالم.

موقع الشمس: تستطيع بعض الأنواع أن تحدد الاتجاه الذي تتحرك به عبر النظر لموقع الشمس بالسماء.

المجال المغناطيسي للأرض: تستشعر بعض الأنواع الحقول المغناطيسية التي أُنشئت بواسطة كل من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي والتي تشوهها الأشكال الأرضية، وتلك الحيوانات تستخدم المجالات المغناطيسية مثل ممرات السيارات، والتي تعرف الاتجاه الذي تسير به عبر موقعها بالمجال المغناطيسي.

موقع النجوم: أثبتت الدراسات أن البعض من الأنواع تستخدم الأبراج والنجوم للتنقل، وقد بينت التجارب التي تم إجرائها بالقباب السماوية أن التغيير في اتجاه السماء المليئة بالنجوم سوف يغير من الاتجاه الذي تحاول تلك الأنواع الذهاب له.

الروائح: بعض الأنواع تستخدم الرائحة في التعرف على الأماكن المألوفة.

المعالم: بعض الأنواع تستخدم أدلة بصرية كالجبال والأنهار أو المعالم الأصغر منها لتجد طريقها.

أنواع هجرة الحيوانات

قام العلماء بتصنيف الحيوانات المهاجرة لمجموعتين وفقًا لسبب الهجرة:

  • الهجرة الإجبارية.
  • الهجرة الاختيارية.

الهجرة الإجبارية: يهاجر الأفراد في تلك الأنواع كل عام لكي تتمكن من البقاء على قيد الحياة، هذه الهجرات تميل لأن تكون متسقة جدًا من عام لآخر بكل من مسارها وتوقيتها، ودومًا ما تكون هجرات كاملة، وأطول عمليات الترحيل والهجرة.

الهجرة الاختيارية: الأفراد بتلك الأنواع يتوقف اختيارهم للهجرة على ما إذا كانت الموارد متوفرة أم لا، وغالبًا ما تحدث عمليات الترحيل تلك من أجل العثور على الموارد بكميات هائلة، وبالرغم من ذلك فإن الموارد بالموقع الحالي تكون لم تنفد، وتعد الهجرات الجزئية في هذه الحالة نموذجية، كما أن الهجرات المتقطعة اختيارية كذلك، حيث عادةً ما تكون الهجرات الاختيارية أقصر فيما يتعلق بالمسافة.

قد يتواجد تصنيف آخر من نوع الهجرة يعتمد على الحيوان وسلوكه:

  • الهجرة الكاملة: كل فرد من بين الأنواع المهاجرة يهاجر لتضاريس مختلفة في كل عام.
  • الهجرة الجزئية: يهاجر البعض من أفراد الأنواع المهاجرة، في حين أن البعض الآخر يتخلف عن ذلك.
  • الهجرة التفاضلية: يوجد للأنواع أنماط متنوعة من الهجرة ومختلفة حسب الجنس والعمر .
  • الهجرة المتقطعة: تلك الأنواع سواء أنها لا تهاجر أبدًا أو تهاجر مرة فقط حين ينفد في موطنها الطعام.
إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى