لماذا عدة المطلقة 3 شهور ؟ .. ومتى تبدأ

لماذا عدة المطلقة 3 شهور
العدة لها معان كثيرة، عدة المطلقة 3 شهور من اجل العديد من الأسباب وهي:
- معرفة براءة الرحم من حدوث اي حمل من الزواج السابق
- الا يجتمع ماء اكثر من رجل في رحم واحد وبالتالي تختلط الانساب وتفسد ويحدث صعوبة في التعرف على نسب الطفل
- تعظيم الزواج، فالطلاق هو أبغض الحلال عند الله، والعدة تكون بهذه المدة كي لا يستسهل الزوجين الطلاق ويظنونه بمثابه اللعب، أو عقد زواج يقوم به الشخص كل سنة مع امرأة جديدة
- اطالة زمان الرجعة للشخص المطلق من اجل ان يندم على تقصيره او اسائته
- حق للزوج في أن تمتنع المرأة المطلقة عن الزينة والتجمل في فترة العدة
- الاحتياط وحفظ حقوق كل من الزوج، والزوجه والولد
اذًا العدة ليس الهدف منها هو براءة الرحم، بل لها أهداف كبيرة وعظيمة مثل تعظيم أمر الزواج لدى كل من الزوج والزوجة.
تختلف عدة المطلقة عن عدة المرأة المتوفى زوجها، وقد يتساءل الشخص لماذا عدة المطلقة 3 شهور بينما تزيد عدة المتوفى عنها زوجها، والسبب وراء ذلك متعدد وهو:
- الفراق في الوفاة اصعب، وغالبًا ما يكون حزن المرأة على زوجها المتوفي أكبر بكثير من حزن المرأة المطلقة. لأن الطلاق يمكن أن يكون برضا الطرفين أو بطلب من الزوجة نفسها التي وجدت أن استمرار الحياة الزوجية أمرًا مستحيلًا في حال كان الزوج يظلمها مثلًا. أما عدة المرأة المتوفي زوجها يمكن أن تكون مليئة بالأحزان، فقد تكون العلاقة بين الزوجين رائعة قبل وفاته وهذا يترك في أثر زوجته حزنًا كبيرًا وألمًا لا يشابهه ألم
- العدة لدى المرأة المتوفى عنها زوجها تحافظ أيضًا على نسب الأموات. لأنه في حالة الطلاق يكون الزوج على دراية من اقترابه من زوجته أم لا. أما ذلك لا ينطبق على الزوج المتوفي. لذلك تصل عدة المرأة المتوفى عنها زوجها إلى اربعة اشهر، لاختلاف حركة الأجنة
- رغبة المرأة المتوفى عنها زوجها في تبكير الزواج يدل على عدم احترامها لزوجها المتوفى [3] [4]
متى تبدأ عدة المطلقة
تبدأ عدة المطلقة عقيب الطلاق، وفي الوفاة عقيب الوفاة، لأن سبب العدة هو إما الطلاق أو الوفاة.
- المذهب الحنفي يجد أن عدم معرفة المرأة بالعدة الا حين انقضاء مدتها، لا يلزم المرأة على البقاء في العدة
- المالكية ذهبوا إلى أن العدة تبدأ من وقت العلم بالطلاق، فلو أقر بصحة الطلاق في وقت متقدم، ومضى قرار العدة قبل إقراره، تقوم المرأة باستئناف العدة من وقت الإقرار، وترث زوجها لأنها في عدتها، ولا يرثها لانقضاء عدتها بإقراره المبكر.
- لدى الحنابلة: من طلقها زوجها أو مات عنها، فعدتها تكون من يوم الموت أو الطلاق وليس من يوم العلم.
أما فترة العدة فهي تختلف باختلاف النساء، فعند المرأة الحامل العدة تنتهي بوضع الحمل، وعند المرأة غير الحامل اذا كانت حائض تكون العدة ثلاثة قروء. المرأة التي لا تحيض عدتها هي ثلاثة أشهر. [1]
الإعجاز العلمي في عدة المرأة المطلقة
الله سبحانه وتعالى لم يضع أمرًا شرعيًا ولم ينهانا عن أمر إلا وفيه مصلحتنا، والواجب على المسلم والمسلمة الامتثال لأوامر الله بدون التفكير والسمع والطاقة والتسليم، حتى اذا لم يعرف المسلم الحكمة الشرعية منها، عليها الامتثال. قال تعالى في ذلك: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء/٦٥، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور/٥١.
قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) الأحزاب/٣٦. امتثالنا لأوامر الله عز وجل ضروري للغاية وفي بعض الأحيان لا نفهم الحكمة من ذلك. لكن يجب أن يكون المسلم والمسلمة على يقين من أن الاوامر الشرعية جميعها تصب في مصلحة المسلم ومسيرته على الطريق المستقيم.
من الناحية العلمية عدة المرأة المطلقة مفيدة لها فالعلة العلمية هي:
- براءة الرحم من وجود اي نطاف او خوفًا من حدوث تلقيح حتى لا تختلط الانساب ببعضها البعض، وفي زمن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن هذا الأمر العلمي واضحًا امام المسلمين لكنهم امتثلوا لهذا الأمر ليأتي العلم ويثبت فائدة العدة من الناحية العلمية حتى لا يحدث حمل في حال زواج المرأة المطلقة ويختلط النسب وفي هذا ضرر كبير للطرفين.
العلة من وجود عدة للمرأة المطلقة هي:
- الطاعة لما أمرنا به الله عز وجل، لذلك يجب على المرأة المسلمة الامتثال
- تهيئة فرصة للزوجين لمراجعة أنفسهم، فإجبار المرأة المسلمة على عدة لها مدة زمنية يمكن أن يجعلها تراجع قرارها في طلب الطلاق والرجل أيضًا يمكن أن تساعده هذه العدة في مراجعة قراره في الانفصال عن زوجته وإعادة الحياة الزوجية كما كانت.
- التنويه على أهمية الزواج، فهو ليس بمثابة اللعب والخروج منه ليس بالأمر السهل، وانتهاء الطلاق بالكامل وانتهاء فترة العدة يشعر كل من الزوجين بأهمية العلاقة الزوجية. [3]
متى تنتهي عدة المطلقة
قال تعالى: يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا [سورة الطلاق:1].
في حال ثبت الطلاق تنتهي عدة المرأة المطلقة ب:
- ثلاث حيض إذا كانت تحيض
- ثلاثة أشهر اذا كانت المرأة لا تحيض بسبب التقدم في العمر أو صغر السن.
- وضع الحمل إذا كانت المرأة حبلى
- لا يوجد عدة للمرأة قبل الدخول عليها، لقوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب:٤٩].
يجب على الزوج أن يبلغ زوجته على الفور في حين وقوع الطلاق، لأن حبسها لمدة طويلة، أو تأخير ابلاغها، يأثم عليه، ويجب أن يتوب الى الله. يجب أن يخبر الزوج زوجته في حين الطلاق ولا يكذب، ولا يحبسها، ولا يطالب بما ليس له بحق. تكون عدة المرأة المطلقة اقل من عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، ولا يجب على المرأة أن تتبرج في فترة الطلاق [1]