هل يجوز دفع الزكاة للاخت المتزوجة

كتابة: الرميصاء رضا آخر تحديث: 07 يونيو 2023 , 13:15

هل يجوز دفع الزكاة للاخت المتزوجة

نعم يجوز دفع الزكاة للاخت المتزوجة إذا كانت محتاجة.

يجوز دفع الزكاة للاخت المتزوجة إذا كانت في حاجة ماسة للمال وكانت محتاجة بالفعل، أي زوجها فقير ولا يستطيع أن يسد حاجتها في الحياة من مأكل وملبس ومشرب وتصبح مندرجة تحت عدم الكفاية، وعدم الكفاية هذا فيه تفصيل فإذا كان الزوج لا يصرف على زوجته إلا النفقة الأساسية فقط دون كماليات فلا يعتبر هذا عدم كفاية.

لا بد لها أن تكتفي الزوجة بنفقة زوجها ولا يجب أن تؤدى الزكاة لها بسبب أنها فقيرة لأنها ليست فقيرة ويجب أن تؤدى الزكاة للجهات التي ذكرها الله في القرآن الكريم مثل كالغارمين والفقراء والمساكين، حيث قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “المكفي نفقة قريب، أصل أو فرع، زوج ليس فقيرًا ولا مسكينًا لاستغنائه، وللمنفق وغيره الصرف إليه بغير الفقر والمسكنة”.

الحالة الثانية إذا كان الزوج لا يستطيع الإنفاق على الأخت أو أن النفقة لا تكفيها ولا تكفي حاجتها الأساسية وليس الكماليات، وذلك بسبب الفقر أو البخل، يجوز في هذه الحالة دفع الزكاة إليها، بل ذكر الفقهاء أن الأخت في هذه الحالة أولى من غيرها من الفقراء والمساكين.

الأخ يأخذ أجران، أجر الزكاة وأجر صلة الرحم، حيث ذكر الإمام الرملي في فتاويه: “القريب الذي يجوز لقريبه دفع زكاته إليه هو الذي لا تلزمه نفقته، والقريب الذي لا يجوز لقريبه دفع زكاته إليه هو الذي تلزمه نفقته”، والأخت ليست ملزمة من أخيها بل هي ملزمة من زوجها، وطالما أن زوجها فقير فلا بأس بأن يدفع أخوها الزكاة لها.[1] 

يجوز دفع الزكاة للبنت المتزوجة

البنت المتزوجة من الأقارب مثل الأخت تمامًا، ليست مسؤولة من أبيها ولا أخيها بل هي مسؤولية الزوج، فإذا كان الزوج يستطيع أن يؤدي نفقتها الأساسية من مأكل ومشرب دون النظر إلى الكماليات بسبب البخل أو الحرص فلا يجب أن تدفع الزكاة إلى هذه البنت لأنها بمقاييس الشرع غير محتاجة ولا تمتلك أي صفة من صفات الفقر أو المسكنة.

إذا كانت البنت محتاجة وزوجها محتاج أو فقير، وفي بعض الكتب يقال البخل أيضًا أي لا يحرص على أن يجعلها تكتفي من الأساسيات فلا ضير في دفع الزكاة إليها ويكون بهذا قد حصل الأب أمرين وهما أجر صلة الرحم وأجر الزكاة، وفي هذه الحالة الأقربون أولى من الغرباء.[2]

خمسة لا يجوز دفع زكاة المال إليهم

  • الأغنياء.
  • الأقوياء المكتسبون.
  • غير المسلمين.
  • الوالدين والأبناء والزوجة.
  • آل البيت.

هناك خمسة فئات من الناس لا يجوز دفع زكاة المال إليهم بسبب ظروفهم الخاصة التي جعلت الإسلام يستثنيهم، وهم:

الأغنياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم”، أي تؤخذ الزكاة والصدقة من الأغنياء للفقراء وهذا حق الفقراء على الأغنياء، ولا يحل للأغنياء أخذ الصدقة أو الزكاة إلا إذا كانوا من العاملين عليها، فالعاملون عليها يأخذون أجر العمل في جمع الزكاة، ولا يوجد في الإسلام حد للغنى ولكن الغني هو الإنسان الذي يشهر تجاهه بالسعة ويسر الحال.

الأقوياء المكتسبون: لا تحل الزكاة للأقوياء الأشداء الذين يستطيعون كسب العيش بعملهم وكدهم وهذا ما أكد عليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرّة سوي”.

لا تحل الصدقة والزكاة للأغنياء وأصحاب القوة والبأس الذين يستطيعون العمل وجلب الأموال، والسوي المقصود به منتظم الجسم سليم لا يوجد فيه أي عيب، وهذا يجعل الأمر ضروري فلا يجب أن يقعد ينتظر الصدقات، ولكن يمكن إعطائه الزكاة في حالة واحدة وهي أن يكون معذورًا لا يجد عملًا.

غير المسلمين: لا يجوز في الإسلام وباتفاق العلماء أن تعطى الزكاة للملحدين والمرتدين والمحاربين لدين الله، وكذلك أهل الذمة الذين خضعوا للإسلام وعاشوا بين المسلمين مسالمين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه على نقطة أن الأموال تؤخذ من أغنياء المسلمين وتؤدى إلى فقراء المسلمين وليس لأي أحد ينتمي إلى ديانة أخرى، ولكن يمكن إعطائهم الصدقات بهدف التودد والحب ولكنها في النهاية صدقة وليست الزكاة لأن الزكاة إذا أعطيت لهؤلاء لا تجزئ.

الوالدين والأبناء: لا يجوز دفع أموال الزكاة للوالدين والأقربين لأنهم من الأقربين الشديدي القرابة والذين يحب الإنفاق عليهم إذا كانوا في حاجة ماسة للأموال، فالزكاة هنا لا تجزئ، كما لا يجوز دفع الزكاة إليهم في حالة الغنى حتى لو أجبر على ذلك لأنه يكون في هذه الحالة قد دفع الزكاة إلى نفسه.

الزوجة: الزوجة من الأشخاص الذين يجب الإنفاق عليهم من قبل الزوج لأن نفقتها واجبة عليه، لذلك لا يجوز إعطائها الزكاة فأموال الزوج هي أموالها وبيت الزوج يكون في مقام بيتها، والمتعارف عليه أن الزوج يجمع الزكاة بكل ما يملك هو وزوجته ثم يخرج الزكاة عليه فكيف سيعطيها زكاة أموالها؟.[3]

خطوات أداء الزكاة في الإسلام

  • العد.
  • التقويم.
  • الحساب.
  • كيفية إخراج الزكاة.

هناك خطوات معينة لا بد أن يقوم بها المسلم قبل إخراجه للزكاة وذلك لأن الزكاة تحتاج إلى إحصاء وجمع ومعرفة الطرق التي يجب أن تخرج بها، وهذه الخطوات هي:

العد: الخطوة الأولى من خطوات إجراء الزكاة هي العد وتتم من خلال الإحصاء أي إحصاء الأشياء التي يملكها المزكي عندما وجبت عليه الزكاة وهذا يشمل كل شيء يملكه المزكي من ذهب وأملاك وعقارات وأموال نقدية.

أموال التجارة تدخل في العد هي الأخرى، أما الأشياء التي لم يقصد بيعها أو المتجارة فيها مثل المنازل فلا تدخل في العد أو الحسبة ويتم تجاهلها فلا تجوز الزكاة في أعيانها، لذلك قبل هذه الخطوة لا بد للمزكي أن يكون على علم تام بما يجب أن يزكي فيه وما لا يجب.

التقويم: التقويم يعني التثمين، أي يقوم المزكي بعد حصر الأموال التي لديه من أموال سائلة وتجارة وسيارات بهدف البيع والربح والتجارة بتثمين هذه الأشياء، ولكن يجب تثمينها بالسعر الجديد وليس بالسعر الذي اشتراهم به، كما أن المزكي إذا كان تاجرًا وكان يبيع بضائعه بالجملة، فلا بد أن يخرج الزكاة بالجملة وإذا كان يبيع بالتجزئة يقوم بإخراج الزكاة بالتجزئة وإذا كان يبيع بالاثنين فلا بد أن يأخذ الأعلى ثمنًا للاحتياط.

الحساب: بعد حساب الأموال التي يملكها المزكي كلها بنفس العملة ومعرفة جميع الأموال التي لديه ويجب إخراج الزكاة عليها، لا يمكن إخراج الزكاة قبل النظر في ديون الرجل، الديون التي عليه والديون التي له عند الناس، حيث ينظر الشرع للدين ويصنفه إذا كان حالًّا أو مؤجلًا، فإذا كان الدين لا بد أن يدفع يخصم من الأموال وإذا كان مؤجلًا فلا يؤثر على الزكاة.

كيفية إخراج الزكاة: يتم تثمين الأشياء ومعرفة المبلغ كاملًا ثم يقوم المزكي بضرب المبلغ كاملًا في 2.5% لأن الواجب في الزكاة هو ربع العشر من المال النقدي الموجود وهو ما يساوى نصاب الذهب أو الفضة في العصور الماضية التي كانت تستند إلى الذهب والفضة في الحساب، لأن أمر النقود الورقية من الأمور التي نالت الكثير من الجدل بين العلماء. [4] 

إشترك
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
رد خطي
الإطلاع على كل التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى