يتسم المجتمع المعرفي بالاحتفاظ بأنواع المعرفة المختلفة

يتسم المجتمع المعرفي بالاحتفاظ بأنواع المعرفة المختلفة في
بنك المعلومات .
إذ أن المجتمع المعرفي يعتمد كل اقتصاده على معرفة المواطنين به، ويقوم نجاح ذلك المجتمع على إبداع وابتكار من يعيشون فيه، فهم أساس ثروته وتنميته. [1]
ما هو المجتمع المعرفي
لقد تم تعريف المجتمع المعرفي بالعديد من التعريفات، والتي تدور كلها حول المعرفة، فتم القول بإنه المجتمع الذي يلعب فيه توليد ونشر المعرفة واستغلالها دورًا أساسيًا في تكوين ثروة أمته.
كما قيل إنه مجتمع يكون فيه إنتاج المعرفة ونشرها واستخدامها هي الأنشطة الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية والسياسية الهامة فيه، ففي تلك المجتمعات يتم اعتبار المعرفة على أنها محرك النمو الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
وأيضًا المجتمع المعرفي مجتمع يساعد الناس على التطور بلا حدود، فهو يقوم بفتح الفرص لكافة أنواع المعرفة ليتم إنتاجها على نطاقات واسعة واستخدامها على نطاق أوسع في كافة أنحاء المجتمع.
أما عن المواطنين في المجتمع المعرفي فهم الأشخاص الذين يخلقون المعرفة ويشاركونها من أجل تطور الأمة ورفاهيتها في تلك المجتمعات، ولذا فإن المجتمع المعرفي يهتم بحقوق الإنسان فيعمل على توفير وصولاً متكافئًا وشاملًا إلى كافة أنواع المعرفة، وقد حدد التقرير العالمي لليونسكو أربعة مبادئ أساسية لتطوير مجتمع معرفي منصف وهي:
- التنوع الثقافي.
- المساواة في الحصول على التعليم.
- الوصول الشامل إلى المعلومات.
- حرية التعبير.
خصائص المجتمع المعرفي
يتميز المجتمع المعرفي ببعض الخصائص الرئيسية التي تميزه عن غيره من المجتمعات، وكلها تدور حول المعرفة، مثل:
- يوجد زيادة مستمرة في المعرفة المنظمة على صورة خبرة رقمية مخزنة في بنوك المعلومات والأنظمة الخبيرة والخطة التنظيمية وغيرها من الوسائط.
- يحصل غالبية المواطنين من سكان المجتمع المعرفي على تعليم عالٍ.
- المنظمات والمؤسسات في المجتمع المعرفي مجبرون على الابتكار باستمرار.
- إن أعضاء المجتمع المعرفي أكثر إبداعًا وابتكارًا عند مقارنتهم بالمجتمعات الأخرى.
- في المجتمع المعرفي نجد أن الأفراد والدولة يستثمرون بصورة كبيرة في التعليم والبحث والتطوير.
- يشتمل المجتمع المعرفي على الكثير من مراكز الخبرة وإنتاج متعدد الاتجاهات لاستخدام المعرفة.
- تحولت مؤسسات المجتمع المعرفي إلى منظمات ذكية عن طريق تطبيقات الإبداع والابتكار بصورة مستمرة.
- جزء كبير من القوى العاملة هم عمال المعرفة ممن بحاجة إلى درجة أعلى من التعليم والخبرة لأداء أعمالهم بصورة جيدة.
- يحقق أعضاء المجتمع المعرفي مستوى أعلى من المتوسط في التعليم عند مقارنته بالمجتمعات الأخرى، وفيه يكون هناك انتشار كبير للقوى العاملة كعاملين في مجال المعرفة.
- تنتج صناعة المجتمع المعرفي منتجات تتميز بالذكاء الاصطناعي المتكامل فعلى سبيل المثال نجد برامج وتقنيات التعرف على الصوت والتي يتم استخدامها بصورة متزايدة في السيارات الذكية.
- يتم تحديد سعر كافة المنتجات عن طريق المعرفة اللازمة من أجل تطويرها وبيعها بدلاً من المواد الخام والعمالة البدنية اللازمة لإنتاجها.
- أغلب السكان في المجتمع المعرفي لديهم إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت للحصول على المعرفة بكل سهولة.
أبعاد المجتمع المعرفي
- البعد التكنولوجي.
- البعد الاجتماعي.
- البعد السياسي.
- البعد الاقتصادي.
البعد التكنولوجي: إذ أن التكنولوجيا يتم تطبيقها في كافة مجالات الحياة بمختلف صورها.
البعد الاجتماعي: إن الاهتمام برفع مستوى الوعي بمدى أهمية المعرفة من الأمور الهامة في الحياة اليومية للمواطنين، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات، وهذا عن طريق الاهتمام بنسبة التجديد، الكيف، الكم، وسرعة التطورات، وغيرها من الأشياء.
البعد السياسي: ففي المجتمع المعرفي يكون لكل فرد نصيب من اتخاذ القرارات بصورة متأنية تقوم على الاستخدام الجيد للمعرفة، وذلك يؤدي إلى اتساع دائرة الحريات عند تبادل المعلومات، إلى جانب تحقيق مفهوم المساواة، الديمقراطية والعدالة، والمشاركة السياسية بفاعلية.
البعد الاقتصادي: فالمعرفة تُعتبر هي الركن الرئيسي لتوفير الاقتصاد، وإتاحة فرص للعمل، والقيمة المُضافة، والمقصود بذلك هو أن المجتمع الذي يقوم باستخدام المعلومة في كل نشاطه الاقتصادي يفرض نفسه، ويصبح لديه القدرة على التنافس.
أهداف المجتمع المعرفي
- الاستيعاب والقبول.
- تنمية المجتمع المعرفي وزيادة كفاءته.
- تلبية الاحتياجات من العاملين.
- الارتقاء بنسبة أداء الموظفين.
- توفير الاعتماد المحلي والعالمي من البحوث والابتكارات
الاستيعاب والقبول: إلى جانب القبول الطلاب المؤهلين للحصول على التعليم العالي، والتخطيط إلى المقدرة الاستيعابية للتعليم العالي وتطوير الأداء الأكاديمي للطلاب، مع توفير إمكانية التبادل الدولي والقبول للطلبة، ورفع كفاءة دور التعليم الأهلي وتلبية الاحتياجات المستقبلية من أجل صنع المعرفة ومتطلبات سوق العمل.[2]
تنمية المجتمع المعرفي وزيادة كفاءته: سواء أكانت الكفاءة الخارجية أو الداخلية لمنظمات التعليم العالي وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب، وتحقيق معدل متوازن ما بين أعداد الطلاب وهيئة التدريس حتى يتفق مع النسبة العامة للممارسات العالمية المثالية، وتعزيز التميز والإبداع عند هيئة التدريس، بالإضافة إلى تطوير مهارات الطلاب.
تلبية الاحتياجات من العاملين: ورفع معدل مهاراتهم والاهتمام بشؤون أصحاب الهمم، وتطوير برامج الدراسات العليا ورفع معدل حاملي شهادة الدكتوراة، وتعزيز مهاراتهم.
الارتقاء بنسبة أداء الموظفين: وزيادة المؤهلات وتعزيز المهارات، بالإضافة لزيادة القدرات على المنافسة ما بين المواطنين ورفع الجدارة والمثابرة، والاهتمام بالمحتوى العلمي وتنوعه وابتكاره.
توفير الاعتماد المحلي والعالمي من البحوث والابتكارات: وخلق عدد كافي من الباحثين بحيث يناسب المعدل العالمي من أجل تنمية البرامج التعليمية وإدارة البحوث العلمية عن طريق التعليم العالي، وخلق مشاركة مع قطاع والأعمال والصناعة ومؤسسات المعرفة.
أسس بناء المجتمع المعرفي
ينبغي أن يقوم المجتمع العرفي على بعض الأسس، ولذا عند بناء أي مجتمع معرفي سوف نجد أنه يرتكز على تلك النقاط:
- وضع نموذج معرفة عام.
- العناية بالتحول لإنتاج المعرفة.
- العناية بنشر التعليم الراقي بصورة كاملة.
- الاهتمام بحرية التعبير والرأي
وضع نموذج معرفة عام: ويجب أن يكون هذا النموذج أصيلًا، مُنفتحاً، ومُستنيراً، إلى جانب العناية ببناء القدرة الذاتية على البحث، والتكنولوجيا المتطورة في النشاط المجتمعي كله، وتوطين العلم.
العناية بالتحول لإنتاج المعرفة: وهذا بصورة حثيثة في البيئتي الاجتماعية والاقتصادية من خلال التنوع في احتياجات الأسواق معتمدين فيه على المعرفة الذاتيّة، والإمكانيات التكنولوجية، وتحسين الموارد التي تقبل التجديد.
العناية بنشر التعليم الراقي بصورة كاملة: والحرص على تقديم التعليم مدى الحياة، ومنح الأولويات للتعليم بمرحلة الطفولة المبكرة، وتعزيز جودة التعليم بكافة المراحل، إلى جانب الحرص على تطوير مناهج التعليم العالي، ويجب أن يكون التعليم الأساسي مُعممًا لكي يُتاح للجميع.
الاهتمام بحرية التعبير والرأي: وضمان قدرة كل شخص على التعبير بكل حرية، إذ أن هذا من شأنه تسهيل الطريق إلى الوصول للمعرفة، أي أنه يؤدي إلى التطوير، الإبداع، والتطور التكنولوجي وغيرها من الأشياء التي تساعد على على نمو المجتمع المعرفي.