هل التفكير السلبي يتحقق
هل التفكير السلبي يتحقق
نعم، يقوم العقل البشري بتصديق التفكير السلبي والقيام به بشكل عملي.
في كل ثانية من اليوم، يقوم المخ البشري بمعالجة ملايين الرسائل والأفكار بجميع أنواعها، ويقوم بتحديد عدد صغير منها لتصل إلى العقل الباطن، ومنها إلى العقل الواعي وتصديقها والقيام بها بشكل عملي، حتى لو كنت تعتقد أنك لن تعمل بهذه الأفكار؛ فإن عقلك الواعي يعمل بها بشكل لا إرادي ويعكسها على أفعالك، وقد تبدو لنا الأفكار السلبية منطقية وعقلانية، لذلك نعتقد أنها صحيحة.
على سبيل المثال؛ عند ترديد فكرة “أنا فاشل” وتكرارها في عقلك، سيتم عكس هذه الجملة على تصرفاتك وتساعد في إحباطك بشكل عملي مما يؤدي إلى الفشل الحقيقي في حياتك، وعند الإقتناع بفكرة “لا أحد يحبني”؛ تجد نفسك بشكل تلقائي ولا إرادي تقوم بالإبتعاد عن الآخرين وعن أصدقائك والقيام بتصرفات غير محببة إقتناعًا منك أن لا أحد يحبك، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تحقيق تلك الفكرة.[1]
هل التفكير السلبي مرض نفسي
لا يُعد من الأمراض النفسية، ولكن قد يؤدي إلى مرض نفسي مثل الاكتئاب واضطرابات القلق والفصام.
الأفكار السلبية هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإكتئاب واضطرابات القلق المرضية، وقد تدفع الشخص في النهاية إلى الإنتحار بعد تطور أحد الأفكار السلبية لديه، ويؤدي التفكير السلبي بشكل عام إلى جعل الشخص متوترًا وقلقًا، وقد يؤدي إلى العدوان والصراع بين الأشخاص، ويشير البحث الذي أجرته مؤسسة العلوم الوطنية على أن حوالي 80٪ من أفكارنا سلبية.
كما أن التفكير السلبي يؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير الشخص في نفسه وتفكيره في العالم الذي يحيط به، وفي النهاية يمكن أن يكون التفكير السلبي أحد أعراض الأمراض العقلية، مثل الاكتئاب واضطرابات القلق واضطرابات الشخصية والفصام.[2]
علامات التفكير السلبي
- القلق الدائم.
- عدم التفاؤل.
- التردد في تجربة أشياء جديدة.
- عدم النجاح وإنجاز المهام.
القلق الدائم: تزداد نسبة القلق عند الأشخاص الذين يعانون من التفكير السلبي، خاصةً القلق من المستقبل؛ حيث يزداد توقع حدوث أشياء سلبية في المستقبل.
عدم التفاؤل: يعمل التفكير السلبي على عدم رؤية الجانب المشرق من الحياة ومساعدة صاحبه في عدم التفاؤل، فهو دائمًا ما يفكر في أسوء الاحتمالات.
التردد في تجربة أشياء جديدة: غالبًا ما يكون عدم التحرك من منطقة الراحة أحد علامات التفكير السلبي والقلق الزائد.
عدم النجاح وإنجاز المهام: يساعد التفكير السلبي على عدم إنجاز المهام، وبالتالي من أهم علاماته هو عدم النجاح.[3]
مسببات التفكير السلبي
- الندم على الماضي.
- الخوف من المستقبل.
- المقارنات الغير صحية.
- لوم النفس.
الندم على الماضي: أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى التفكير السلبي هو الندم على الماضي والاعتقاد بأنك لو فعلت شيئًا مختلفًا فيه سيصبح حالك الآن أفضل بكثير، وهذا ما يؤدي إلى الإكتئاب والإحباط وفقدان الأمل في المستقبل؛ فيجب أن نتعلم من الماضي ولا نعيش فيه.
الخوف من المستقبل: أحد أبرز الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التفكير السلبي هو الخوف من المستقبل؛ وذلك يؤدي إلى القلق المفرط بشأن المستقبل، وقد يصل إلى الإكتئاب.
المقارنات الغير صحية: عند مقارنة أنفسنا بالأشخاص الأخرى، سيتسبب ذلك في الأفكار السلبية والشعور بعدم الاستحقية، وازدادت هذه الظاهرة في الأونة الأخيرة، خاصةً بعد ظهور عالم وسائل التواصل الاجتماعي.
لوم النفس: إلقاء اللوم على نفسك أحد أسباب الأفكار السلبية، فيجب أن تكون شجاعًا وتحمل مسؤولية اختياراتك وأفعالك.[4]
أمثلة على الأفكار السلبية
الأفكار السلبية هي الأفكار العقلية العشوائية المثيرة للقلق، والتي عادة ما تكون متأصلة في ندم الماضي أو مخاوف بشأن المستقبل، ومعظمنا لديه أفكار سلبية أو حيادية أكثر من الأفكار الإيجابية، ولتلك الأفكار قوة هائلة في خلق المشاعر والعواطف، والتي بدورها تخلق روح وإنتاجية يومك؛ فيمكنها أن تجعلك تشعر بالحيوية والإبداع، أو يمكنهم جرّك إلى أسفل وجعلك تشعر بالخمول أو الإرهاق، ومن أمثلة تلك الأفكار السلبية التالي:
- “لا يمكنني النجاح في أي عمل”.
- “أنا فاشل”.
- “أنا سأمرض”.
- “لا شيء جيد يحدث لي”.
- “لن أفقد كل هذا الوزن”.
- “لن أجد الحب أبدًا”.
- “كل أصدقائي وعائلتي يكرهونني”.
- “لا يمكنني فعل أي شيء بشكل صحيح”.
- “أنا بلا قيمة، لا يمكنني حتى تنظيف منزلي”.
- “لن أتحسن أبدًا”
- “لا يمكنني القيام بذلك الأمر”.
- “سيكون الجميع أفضل مني”.
- “أتمنى لو كنت مثله”.
- “لا فائدة مني”.
- “لن يتم ملاحظة أي شيء جيد أحققه”.
- “انا قبيح جدا”.
- “أنا لا أستحق حب أحد في حياتي”.
- “الحياة مجرد عبء”.
- “إذا مت لن يأتي أحد إلى جنازتي”.
- “العالم قاسٍ جدًا”.
- “لا أستحق طلب المساعدة من الآخرين، لأنني مجرد عبء”.
- “أنا شخص ضعيف”.
- “حياتي ليست جيدة كما أريدها”.
- “أي شخص سيكرهني إذا عرفني”.
- “سأموت وحدي”.[5]
كيف تحول التفكير السلبي إلى إيجابي
- تدوين الأفكار السلبية في مدونة.
- تخيل صديقك يعاني من نفس المشكلة.
- تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار حيادية.
- القيام بتمرين التنفس.
- تحدث إلى شخص ما.
- اتبع أسلوب حياة صحي.
- أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين.
- التحدث الذاتي الإيجابي بصوتٍ عالٍ.
تدوين الأفكار السلبية في مدونة: قم بتدوين الأفكار السلبية في ورقة أو مدونة لتستطيع إخراجها من عقلك والقيام بحلها، يساعد ذلك في تحديد الأفكار السلبية وتحويلها إلى أفكار إيجابية في المرة القادمة.
تخيل صديقك يعاني من نفس المشكلة: لأن كل منا يميل إلى أن يكون أكثر لطفًا مع الآخرين من أنفسنا، فمن الممكن أن تقوم بتخيل أحد أصدقائك يعاني من نفس المشكلة وتلك الأفكار السلبية وأنت تقوم بطمأنته وتقديم النصيحة له.
تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار حيادية: تعتبر الأفكار الحيادية أقل ضررًا من الأفكار السلبية، لذلك يمكنك تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار حيادية؛ فيساعد ذلك في تحويلها إلى أفكار إيجابية فيما بعد.
القيام بتمرين التنفس: يساعد تمرين التنفس على تشتيت العقل وإبعاد الأفكار السلبية، خاصةً إذا قمت به في وسط الطبيعة، فإنك ستقوم بتبديل تلك الأفكار إلى أفكار إيجابية.
تحدث إلى شخص ما: يساعد التحدث إلى شخص ما على تشتيت الأفكار السلبية وإبراز الأفكار الإيجابية، سواء كان ذلك الشخص معالجًا، أو صديقًا، أو أحد أفراد العائلة.
اتبع أسلوب حياة صحي: يساعد اسلوب الحياة الصحي على تغيير الأفكار السلبية بأفكار إيجابية؛ فنجد أن القيام بالتمارين الرياضية في كل صباح يساعد على تجديد النشاط والتفاؤل في كل يوم، كما يساعد على التقليل من التوتر والقلق، ويؤثر بشكل إيجابي على الحالة المزاجية، وإفراز بعض المواد الكيميائية في المخ التي تساعد على الشعور بالسعادة والاسترخاء.
أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين: يساعد الأشخاص السلبيون على زيادة التفكير السلبي وزيادة القلق والتوتر، لذلك فإن استبدالهم بأشخاص إيجابية يساعد على تبديل تلك الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، بجانب تقديم العون والدعم المناسب لك.
التحدث الذاتي الإيجابي بصوتٍ عالٍ: يساعد التحدث مع الذات بالاسم على رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحًا والتفكير بشكل أكثر عقلانية، وزيادة التفكير الإيجابي الذي ينعكس على أفعالنا.[6]
